مقتل شاب وشقيقته.. يفجّر الغضب على فساد بلدية الميناء

حالة من الهلع ضربت مدينة الميناء شمالًا، بعد أن استفاقت فجر الثلثاء على فاجعة مقتل عبد الرحمن كاخيا وشقيقته راما، إثر انهيار منزلهما عليهما، بسبب العواصف والأمطار. هذا الحادث الأليم، أثار موجة غضبٍ عارمة في الميناء، وفجّر أبناؤها جام غضبهم على السلطة والبلدية التي اتهموها بالاستهتار في ترميم المباني داخل سواق الميناء.

اقتحام البلدية
هذا البيت الذي كان يسكنه الشاب وشقيقته بعقد ايجار، هو عبارة عن منزل أرضي قديم في مبنى مهجور مهترئ، داخل السوق، ويحتاج للترميم. وقد أكّد عدد من أبناء المنطقة أنّه سبق أن طالب الأهالي مرارًا من البلدية ترميم المبنى، لكنّها لم تستجب. وحسب ما يقول أحد شهود العيان، فإنّ أصحاب هذا المنزل وهم ورثى له، قاموا قبل فترة زمنية خلسةً بفكّ "القنطرة"، ما تسبب في عملية الإسراع بانهياره عند أول عاصفة.

ومنذ الصباح، قطع المتظاهرون الكورنيش البحري بالإطارات المشتعلة، وتوجهوا نحو مبنى ​بلدية الميناء،​ ومن ثمّ إلى منزل رئيس البلدية عبدالقادر علم الدين، وقاموا بتحطيم زجاج مبنى البلدية ورمي النفايات أمامه. وقد انتشرت وحدات ​الجيش​ في المنطقة لضبط الوضع. كما حاول العشرات تحطيم البلدية من خلال رشق الحجارة على المبنى وتكسير زجاجه. وظهرًا، قام المتظاهرون بتحطيم ​سيارة​ تابعة للبلدية ومكتبًا تابعًا لها، واقتحموا مركز شرطة بلدية الميناء وأضرموا النار في آلياتها أيضًا. ولاحقًا، عاد المتظاهرون واقتحموا مبنى البلدية وحطموا محتوياته وقاموا بحرق إحدى مكاتبها.

غضب واستقالة
هذا الغضب الذي فجّره أبناء الميناء، لا يمكن فصله عن مجريات أحداث الثورة، ولا عن موقفهم السلبي من رئيس البلدية علم الدين، الذي قام أخيرًا باستفزاز منطقتي الميناء وطرابلس بتوليه منصب رئاسة اتحاد بلديات الفيحاء، بغطاء من محافظ الشمال العوني، القاضي رمزي نهرا، الذي تربطه بعلم الدين علاقة مقايضة وابتزاز على ملفات فساد متعددة.

وكان قد تقدم عضو بلدية الميناء عبد الرحمن لبده باستقالته من عضوية المجلس البلدي، وذلك عبر كتاب موجه للمحافظ نهرا، وربط استقالته بوفاة الشاب وشقيقته.

من جهته، يشير رئيس مصحلة الهندسة في بلدية الميناء عامر حداد لـ "المدن"، أنّ المصلحة لا تملك أي معاملة رسمية يطلب فيها سكان المنزل ترميمه، ويرجّح أن يكون قد تقدموا بطلب شفهي لعلم الدين، لا سيما أنّ هذا النوع من المعاملات يجب أن يكون صادراً عن مالكي المنزل وليس المستأجرين. ويقول: "الوضع الأمني في الميناء متوتر للغاية، ولا بدّ من التنبه له. وبناءً على طلب مدعي العام التمييز في الشمال، باشرنا بتكليف خبير محلف خارج البلدية  من أجل تقديم تقرير مفصل حول حادثة المبنى".