الجمعة 2019/11/22

آخر تحديث: 00:03 (بيروت)

كعكة القليطة: رائحة طرابلس ببيروت.. خبز الثورة اليومي

الجمعة 2019/11/22
كعكة القليطة: رائحة طرابلس ببيروت.. خبز الثورة اليومي
ينتشر باعة القليطة في ساحتي التظاهر: رياض الصلح، والشهداء (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

منذ انطلاقها طالت الثورة شائعات، أبرزها مسألة الدعم الخارجي، التي شملت وجبات الطعام "الفاخر" الذي يوزع على المتظاهرين. لكن جولة سريعة على ساحات الثورة، تثبت أن بعض النسوة طبخن أكلات منزلية متواضعة. أما عماد الثورة الغذائي، فيعتمد على الباعة المتجولين، من بائعي الذرة والفول والترمس، إلى بائعي المياه والمشروبات الساخنة والباردة، والنرجيلة، وبائعات منقوشة الصاج. أما خبز الثورة الأكثر شيوعاً فهو كعكة القليطة.

رائحة طرابلس
شكلت القليطة على مدى سنوات الرمز الغذائي لمدينة طرابلس. لذا تسمى الكعكة الطرابلسية. وقبل اندلاع الثورة كان عدد بائعي القليطة في بيروت قلة قليلة. وكانت رائحة طرابلس الشعبية تصل إلينا عبر هذه الكعكة. طرابلس التي لقبت "عروس الثورة"، صدّرت الحماسة والحب، وهتفت للساحات والمناطق كلها. وهي وصمت بفقرها أو أرادوا لها ذلك. لكنها اليوم تصدّر كعكتها إلى الساحات كافة.

فمع اندلاع الثورة تزايد بيع هذه الكعكة. وينتشر باعة القليطة في ساحتي التظاهر: رياض الصلح، والشهداء. والباعة هؤلاء يقفون قرب عرباتهم الصغيرة على جنبات الطرق. أو يضعون أمامهم طاولةً صغيرة تتكدس فوقها أكياس الكعك. وهم يبيعون القليطة التي "يمرحون" في داخلها الأجبان (بيكون غالباً) ويسخنونها على الجمر في منقل صغير. وإلى جانب أكياس الكعك براد صغير يضعون فيه الأجبان. والقليطة من المعجنات التي تأخذ شكلاً دائرياً. يقوم البائع بحشوها إما بنوع من أنواع الأجبان أو الشوكولا، ما يجعلها وجبةً غذائيةً دسمة وتسد جوع المتظاهرين لساعاتٍ.

... في بيروت
تقول سارة: "عندما أرى هذه الكعكة أشعر بأنني في طرابلس. وعلى مدى سنوات كنا نخاف من أن نقصد هذه المدينة الجميلة. وخصوصية طرابلس في الطعام تجسدها الكعكة الطرابلسية والسمكة الحرة. واليوم إذا نزلت إلى الساحات ولم أجد الباعة أحس المكان ناقصاً".

يقول أحد الباعة أنه يبيع  يومياً حوالى خمسين كعكة. أما أيام الآحاد فيتجاوز البيع المئة والخمسين، ويندهش من إقبال الناس على شرائها.

كعكة الفقير
ربما يصلح تسمية القليطة كعكة الثورة. الثورة التي قامت ضد سياسات الإفقار، يلائمها سعر هذه الكعكة الذي لا يتجاوز ألفي ليرة أو وثلاثة آلاف. هي لقمة المتظاهرين، وكفاف يومهم. ودخلت اليوم وجبات الطعام وثقافتها لدى المتظاهرين الذين يمكثون في الساحات فتراتٍ طويلة. فيحتاجون إلى ما يقوت جوعهم، وخصوصاً أن جمهور الثورة من الطبقة المتوسطة وما دونها والشعبية. وجل هؤلاء لا يستطيع تكبّد ثمن وجبات عدة في النهار في الأوقات التي يمضيها خارج المنزل لضرورات التظاهر.  

ويقول علاء، وهو أب لثلاثة أولاد، أن أطفاله يحبون هذه الكعكة كثيراً وكلما نزلنا إلى التظاهرات يطلبون أن يأكلوها. وحضورها في الساحات مفرح وسعرها يناسب رب عائلة كبيرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها