الجمعة 2019/11/22

آخر تحديث: 13:22 (بيروت)

حرق مجسم الثورة.. اقتراح "الممانعة" لمستقبل لبنان

الجمعة 2019/11/22
حرق مجسم الثورة.. اقتراح "الممانعة" لمستقبل لبنان
مشهد حريق المجسم، رأى فيه المواطنون نذير شؤم (الإنترنت)
increase حجم الخط decrease

منذ أن نُصّب مجسم قبضة الثورة في وسط ساحة الشهداء، تحول إلى نقطة ارتكاز الأبصار والصور والتجمّع. وحوله كان يحتشد المتظاهرون جاعلينه محورهم وعلامتهم.

مجسم القبضة وكلمة ثورة، علامة رمزية كافية، متقشفة وشاملة المعنى.

صباح عيد الاستقلال، في المكان التاريخي لوسط بيروت، في الساحة التي قرر فيها اللبنانيون تنظيم عرضهم المدني احتفالاً بالذكرى، وفي اللحظة التي يعيد فيها ناس الثورة وجمهورها التأكيد المتواصل على سلمية انتفاضتهم.. أتى العسس حوالى الساعة السادسة من صباح الجمعة 22 تشرين الثاني ليمارسوا ما يجيدونه: التخريب والحرق والترهيب.

هكذا، تسلل أحدهم على دراجة نارية (وسيلة الشبيحة المعتادة) وألقى مادة حارقة على المجسم وأشعله، ليتحول إلى لهيب يحوله حطاماً متفحماً. وإذ استيقظ بعض الشبان الذين ينامون في الخيم المحيطة به، حاولوا إطفاءه من دون جدوى.

الرد المناسب واللائق أتى سريعاً، إذ أعلن طارق شهاب المسؤول عن تصنيع المجسم، أن نسخة جديدة منه ستنجز خلال ساعات، وسيتم تنصيبه مجدداً في المكان عينه بوسط بيروت.

مشهد حريق المجسم، رأى فيه المواطنون نذير شؤم، إذ هو يوحي مجدداً أن ما يناوئهم ليس لديه سوى العنف جواباً في السياسة وفي "الحوار" وفي تخيل علاقات اللبنانيين فيما بينهم. رأى اللبنانيون في ألسنة اللهب استئناس خصومهم لفائض القوة والعسف والكراهية والتخريب. بل رأوا الاقتراح الوحيد الذي يقدمه "الممانعون" لاستقلال لبنان ومستقبله.

لكن ما لا يعرفه الذين يضمرون للثورة الحرائق والتدمير، أن اللبنانيين ما عاد لديهم آخر، ولا مجال للتراجع أو العودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول. الثورة باتت قدراً وما على خصومها إلا التسليم بذلك أو إحراق البلد انتحاراً. فهل هم فاعلون؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها