السبت 2019/11/16

آخر تحديث: 00:03 (بيروت)

في الجميزة: هيلا هيلا هِيْ طلعوا سامر وعلي

السبت 2019/11/16
في الجميزة: هيلا هيلا هِيْ طلعوا سامر وعلي
اختفى سامر وعلي ليل الخميس- الجمعة من الجميزة وإليها عادا حرّين (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease

"هيلا هيلا هيلا هيلا هِيْ... طلعوا سامر وعلي". هتاف استقبل به المعتصمون سيارة الإسعاف العسكرية التي أقلّت سامر المازح وعلي بصل من سجن الإخفاء العسكري إلى مخفر الدرك العلني في الجميزة.

في هتاف "هيلا هي" تحريف مقبول للهتاف الأصلي، معلم الثورة ورمزها الأساسي في كسر الخوف والتابوهات وكل متسلّط. بابتسامة، خرج الشابين بعد اعتقال ساعات. طمأنا كل من حولهما إلى صحتّهما، "منيح، منيح"، وباقي القصة سيقولانها في وقت لاحق.

زميلا الثورة
اختفى سامر وعلي ليل الخميس- الجمعة من الجميزة، على يد عناصر أمنية من المخابرات العسكرية. ومن الجميزة نفسها خرجا منتصرين في اليوم التالي. انتصرا على اعتقال تعسّفي والاعتداء والضرب الجسديّين، ولو أنّ حالة بصل لا تزال تنتظر تشخيص الأطباء والفحوصات اللازمة للتأكد من سلامته التامة.
قبالة المخفر تجمهر العشرات وهتفوا للحرية. زغردوا وزلغطوا عند وصول الموكب العسكري: "يا علي وينك وينك، جينا كلنا كرامة عينك"، والردية نفسها لسامر أيضاً. لم يمنعهم المطر من تأدية واجبهم النضالي للمطالبة بحرية زميليهما في النضال والثورة. هطلت الأمطار، فاحتموا أسفل الشرفات أو في مقاهي مجاورة. ومنهم من أعدّ الحساب لذلك، فنبتت بعض المظلّات وأوت كل منها شخصين أو ثلاثة. قطعوا الطريق لبعض الوقت، ثم عادوا وتجمّعوا خلف عوائق حديدية، دقّوا عليها وحوّلوها إلى أدوات للضجيج وإيصال الصوت. لم تكن من حاجة إلى قطع الطريق، على اعتبار أنّ المعركة انتهت بانتصار الشابين. وبين الجموع عناصر أمنية بلباسهم المدني. وربما لولا العيب والحياء لكانوا هتفوا من أجل الحرية أيضاً. وفي الطريق، كانت بعض السيارات تتفاعل مع المعتصمين، منهم من يتوقف سائلاً عن مصير سامر وعلي، ومنهم من يكتفي بإطلاق بوق السيارة تضامناً.

سيارات التعذيب
وعلى الهواتف، كانت الأغلبية تترقّب أخبار حالات الاعتقال الأخرى. وفي المسار نفسه، كل من اختفى على يد الأمنيين المتخفّين في الساعات الماضية، عاد وظهر في مخافر قوى الأمن. وحسب أكثر من إفادة من أكثر من معتقل، وحسب محاميهم أيضاً، تم الاعتقال- الخطف من ساحات الاعتصام أو أماكن قريبة منها، إلى سيارات عسكرية تكون أشبه بأقبية التعذيب، حيث يُضرب المخطوفون ويُرفسون إلى حين الوصول إلى الشرطة العسكرية. ومنها إلى وزارة الدفاع لكتابة محضر التوقيف، على اعتبار أنّ المخابرات العسكرية غير مكلفة بذلك. ليعاد إرسال المخطوفين إلى مخافر قوى الأمنية حيث يخرجون إلى الضوء من جديد.

حالات الخطف- الاعتقال التعسفي الذي انتهجته القوى الأمنية في الساعات الماضية جاء مركّزاً على كل الساحات. فمن كل نقطة للاعتصام، سجلّت حالات اختفاء وخطف، منها ما كان علنياً أمام أعين الناس، ومنها ما جاء خفية عند انسحاب المتظاهرين من الساحات حيث يتسنّى للعناصر الاستفراد بالمتظاهرين.
في الأسبوع الأول من تشرين الثاني الجاري، وثّقت لجنة المحامين للدفاع عن المتظاهرين 64 حالة اعتقال، وأربعة بلاغات عن ضرب وعنف من قبل القوى الأمنية والعسكرية. وعلى ما يبدو، فإنّ هذه الأرقام مرشّحة للارتفاع، وما كان حادثة بات نهجاً، لكن الثورة مستمرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها