وجرى تحميل المربي اسماعيل الذي يعمل مديراً للمهنية منذ حوالى عشرين عاما، موقف نجله الداعم للانتفاضة واتهامه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالفاسد.
ويقول اسماعيل في بيان سماه بياناً توضيحياً: "لقد شُنت علي حملة افتراء ممنهجة من المغرضين والحاقدين والانتهازيين والمتسلقين، للحصول على مركز الإدارة باسلوب رخيص ودنيء". ويضيف البيان "أن كل ما في الأمر أن ابني غير المحازب، وككل شاب لبناني يحلم بوطن عادل للجميع من خلال الحراك، قد عبر عن رأيه على الفايس بوك بطريقة مراهق انفعالي، طائش وغير متنبهة لعواقب الأمر، مسيئاً إلى حركة أمل. ونحن بدورنا كأهل، رفضنا هذا التعبير رفضاً قاطعاً، وحذفنا البوست وقدمنا تبريراً واعتذاراً للجهة المعنية. لكن ما حصل في المهنية من تهديدات وإهانات لشخصي وعائلتي وبعض الأساتذة المحترمين، لأنهم رفضوا هذه الأفعال المعيبة والمشينة، كتحريض الطلاب على إهانتي وإهانة زوجتي في الصف، وإقامة تظاهرات من الطلاب في المهنية ورفع شعارات ذل وإهانة لي وللاستاذة".
وقال اسماعيل: "تحت هذا الضغط والتهديد أجبرت زوجتي على التخلي عن تعاقدها، وأضطرت أنا إلى تقديم استقالتي، مع العلم أني موظف رسمي وأتقاضى راتبي من وزارة التربية التي تتبع لها المهنية، ولم أتقاضَ راتباً آخر كغيري من أي مؤسسة تابعة لحركة أمل".
اعتذارات الذل
هذه السياسة التي تتبعها حركة أمل المهيمنة على إدارات المدارس الرسمية كلها في الجنوب، ويتقاضى العاملون فيها رواتبهم من الدولة وليس من حركة أمل، تسري على أكثرية الموظفين في الإدارات الأخرى، وعلى العاملين في القطاع المصرفي، وعلى عدد كبير من المدارس الخاصة التي تهاب حركة أمل، بما فيها المدارس الإرسالية، مستفيدة من سطوتها السياسية لقطع رزق أي معترض.
ما حصل مع المربي اسماعيل وزوجته، سيحصل تباعاً مع آخرين، اذا ما استمرت هذه السطوة، وفق ما يؤكد أحد الناشطين في انتفاضة الجنوب، مذكراً بإرغام المدارس الرسمية والخاصة على فتح أبوابها وقمع طلابها.
ويقول الناشط نفسه إن هذا الكلام ليس للتضليل، لكنه أمر واقع. فهناك ضغوط تمارس على ناشطين سواء بالحسنى أو بالقوة. فإلى جانب قيام محازبي أمل بضرب عدد من شبان الحراك الجنوبي وإذلالهم بواسطة تسجيلات فيديو يعتذرون فيها عن تفوههم باتهام رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رندا بالفساد، وإجبار آخرين على الاعتذار أمام مسؤولين من حركة أمل.
وقد جاءت رسائل الواتس آب الحديثة، غير الموقعة وغير المذيلة باسم الجهة الموزعة على جمهور الثنائي الشيعي، تحت عنوان "للتعميم والحذر معلومات شبه مؤكدة ". وذلك تمهيداً لبدء حملة على البيئة الشيعية في الأسبوعين المقبلين.
حرب كونية
ذريعة الحملة أن الناشطين في الحراك يعملون على ضرب الوحدة بين حركة أمل وحزب الله، عبر بثهم فيديوهات قديمة وبث شائعات واحتمال افتعال مشاكل على الأرض بواسطة عدد من المخترقين أمنياً. وذلك لضرب الوحدة الشيعية، عبر بث الفتن بين أهل البقاع وأهل الجنوب، والعمل على ضرب ثقة الشيعة بالمقاومة ببث شائعات تتضمن بعض المعلومات الصحيحة، ولكن معظمها ملغوم بمعلومات ظالمة وخاطئة، كي يصيب الوهن جسم المقاومة وبيئتها.
وعليه تأمل أمل من "الأخوة تحضير أنفسهم نفسيا لعدم الانجرار مع العدو". وتدعوهم إلى تذكر هذا الكلام عند كتابة أي حرف على وسائل التواصل الاجتماعي، "كي لا نكون شركاء من حيث لا ندري في الحرب الكونية علينا".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها