عكس الهدوء والحركة شبه الطبيعية اللذين شهدتهما نهاراً، وشملا تقاطع إيليا الذي كان فُتح بشكل طبيعي أمام السيارات، مع استمرار الاعتصام المفتوح بجانبه، بدا ليل عاصمة الجنوب صاخباً بالحراك الشعبي، الذي عاد ينبض في هذا التقاطع مع ساعات المساء، وتصاعدت وتيرته تباعاً ليبلغ ذروته بعد انتهاء الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى اللبنانيين، بمناسبة انقضاء نصف ولايته الرئاسية.
حتى يسقط الرئيس
انطلق المئات من المتظاهرين معظمهم من الشباب والفتية والفتيات في تظاهرة جابت بعض شوارع المدينة، وصولاً إلى ساحة النجمة. ومنها مجدداً إلى وسط تقاطع "إيليا"، فأغلقوه مجدداً أمام حركة السيارات، وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني الذي ضرب طوقاً امنياً حول المكان .
وهتف المتظاهرون بشعارات رافضة لما تضمنه خطاب الرئيس عون ومنها "فلّ.. فلّ.. فلّ.. عم بتجوّع الكل"، "لا دراسة ولا تدريس.. حتى يسقط الرئيس"، إلى جانب الهتافات التي طالت فريقي 8 و14 آذار والمجلس النيابي مجتمعاً والسلطة ككل، ومنها "14 وتماني عملو البلد دكانة"، " 12.. كلن قرطة نصابين"، "ما بدنا طائفية.. هاي ثورتنا السلمية.. هاي ثورتنا الحضارية.."، "من النبطية لعكار.. شعب واحد جاع وثار.. فليسقط حكم الدولار"، "الدولة عنا منهوبة.. وبدها تفضي الجيوبي"، "كلن يعني كلن"..
وعبر بعض المشاركين عن عدم رضاهم على مضمون خطاب رئيس الجمهورية. فاعتبر بعضهم أنه "تأخر كثيراً" ووصفه آخر بـ"كلام الإنشاء"، وقال "لم نعد نثق بهذه السلطة.. نريد التغيير..". وقالت إحدى المتظاهرات "شبعنا حكي وكذب على الناس.. ما عملوا شي الا تجويع الشعب.. خلصت صلاحيتهن".
ووجهت عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات إلى الاضراب العام الجمعة احتجاجاً على خطاب رئيس الجمهورية.
وكانت المدينة عاشت نهاراً هادئاً مع استمرار الاعتصام المفتوح بجانب تقاطع إيليا، وما رافقه من أنشطة، وبدا الحراك معه وكأنه في ما يشبه "استراحة محارب" تحضيراً لجولة جديدة من التحركات مساءً وهو ما حصل بالفعل وكانت "شرارتها" هذه المرة خطاب الرئيس!
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها