newsأسرار المدن

شبيحة أمل وحزب الله يروّعون المعتصمين في وسط بيروت

وليد حسينالثلاثاء 2019/10/29
7.jpg
تجمعَ الشبيحة بالقرب من جسر الرينغ، متحينين الفرصة للانقضاض على المتظاهرين (علي علوش)
حجم الخط
مشاركة عبر
لعل ذاك الشاب الهزيل البنية والملتحي، الذي راح يشعل سيجارته من لافتة حرقها شبيحان من زملائه، في وسط الطريق على مدخل الأشرفية، يشي بما يريده الشبيح الكبير الذي أطلق العنان لزعرانه (حركة أمل وحزب الله) على جسر الرينغ وساحتي الشهداء ورياض الصلح للاعتداء على المتظاهرين وترويعهم.

يريد هؤلاء الشبيحة فتح الطريق ليمر الناس إلى بيوتهم، هذه حجتهم في غزوتهم الترويعية للمتظاهرين العزّل. تجمع الشبيحة بالقرب من جسر الرينغ، متحينين الفرصة للانقضاض على المتظاهرين المعتصمين. راحوا "يحاورون" المتظاهرين بالعصي والهروات والضرب، لإقناعهم بفتح الطريق. ونالت إحدى السيدات الواقفة على الطريق، ركلة حطمت أسنانها، وسقط ستة جرحى وحُطمت كاميرا الزميلة من محطة أم تي في.

وانطلق شبيحة "ثنائي أمل وحزب الله" هائجين صارخين "لبيك يا نصر الله"، في محاولة منهم للوصول إلى الناحية الثانية من جسر الرينغ عند تقاطع برج الغزال، حيث يتجمع المتظاهرون منذ يومين. لكن قوات مكافحة الشغب حالت دون وصولهم إليهم ودون وقوع مجزرة، خصوصاً أن المتظاهرين مصممين على عدم ترك الساحة.

بعد دقائق توالت الدعوات للنزول إلى الجسر، فخرج المواطنون من بيوتهم، وبدأوا بالتجمع خلف عناصر الجيش اللبناني وراحوا يهتفون: كلن يعني كلن، وهتافات حماسية أخرى في تحدٍ واضح بأن التشبيح لن ينفع. ودلت أحاديث بعضهم على أن ما يقوم به هؤلاء الشبيحة متوقع ومنتظر، ولن يحبط عزيمتهم في الاستمرار في قطع الطريق وصولا إلى إسقاط الحكومة.

وكان الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب قد أحبطت غزوة الشبيحة وردتهم إلى الجهة الأخرى من الجسر عند مداخل زقاق البلاط، حيث كانوا قد نفذوا اعتداءهم على المتظاهرين. ثم عادوا وانطلقوا هائجين إلى ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء وراحوا يحطمون الخيم ويعتدون على المتظاهرين.

هذا الهيجان والفلتان بحجة فتح الطريق، وهذا التحدي الوقح بهتافاته الطائفية على مدخل الأشرفية، يشي بأن من أرسل شبيحته إما غبي أو مجرم. مجرم لأنه في غزوته هذه يريد فتنة طائفية، بدت من هتافات المتظاهرين الذين أنشدوا النشيد الوطني ويسقط حكم الأزعر. وغبي لأن المتظاهرين سلميين ولن يجرهم أحد إلى صراع أهلي. فعلى حد تعبير أحد الناشطين: الصراع الأهلي يحتاج إلى طرفين، وحتى لو توفر الطرف الأول، مشيراً إلى هؤلاء الشبيحة، الطرف الآخر غير متوفر، بل من خرج إلى التظاهر هو الشعب اللبناني كله.

قبل غزوة خيم ساحتي رياض الصلح والشهداء، كانت جموع "أمل" و"حزب الله" يتناقلون تعليمات الغزوة عبر تطبيق واتسآب، ووصل التعميم إلى أحد المتظاهرين قبل نحو ساعة من بداية "الغزوة"، وفق معلومات "المدن". فأبلغ بعض المتظاهرين في رياض الصلح لأخذ الحيطة والحذر.
ووفق ما أكد أكثر من متظاهر جرت محاولات اقتحام رياض الصلح من الجهة الخلفية لمبنى اللعازية ومن مفرق الإسكوا لكن قوى مكافحة الشغب صدتهم. ثم انتقلوا إلى ساحة الشهداء وعملوا على تكسير الخيم وحرقها. وعادوا وانطلقوا إلى ساحة رياض الصلح من ناحية جامع الأمين وعملوا على احراق الخيم وضرب المتظاهرين بالعصي وسقط بينهم ثلاث اصابات وتدخلت مكافحة الشغب لتفريقهم ووقع في صفوفهم إصابة بطلق نار مطاطي في بطنه.

أمام هذه الهجمة البربرية تداعى المتظاهرون إلى الساحات من جديد، وتجمعوا بالمئات معتبرين أن هذا الارهاب لن يثنيهم عن الاستمرار في مطالبهم. وعادوا إلى تنظيف الساحة وتركيب الخيم من جديد. وعمت مظاهر الفرح والاحتفال بعد تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته واعتبروا أن هذا الانتصار سيستكمل بالضغط لتشكيل حكومة من الشعب.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي

  • image
  • image
  • image
  • image
  • image
subscribe

إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد

اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث