newsأسرار المدن

"شو صار بالنبطية" شهادة مواطن مقرّب من حزب الله

المدن - مجتمعالخميس 2019/10/24
2.jpg
"جاء الأمر بالاعتداء على المتظاهرين من السيد هاشم" (عزيز طاهر)
حجم الخط
مشاركة عبر

تحت عنوان "شو صار بالنبطية"، كتب الدكتور إياد زيعور شهادة مؤثرة عن حوادث الاعتداء على المتظاهرين. وقد تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد عمد الدكتور زيعور إلى كتابة تدوينة ثانية بعنوان "تقدير موقف"، لا تقل أهمية، نشرها على صفحته في الفايسبوك. وهنا نصّا الشهادة والتدوينة. 



الشهادة:
كنت بالبيت بعربصاليم وسمعت عن تضارب حدث بالنبطية، اتصلت بناشط بالحراك فقللي هجم علينا شي الف شب منظمين وضربونا. في ٢٥ بالمستشفى من بينهم أيمن. قلتله حركة هول أو حزب؟ قللي من تنظيمهم وأشكالهم وكلامهم مبينين حزب.

فتحت الواتساب، اول ما قرأت على مجموعة الأصدقاء المقربين بيكتب شب متفرغ بحزب الـ... (صهره شهيد) إنه شباب الحزب ضربونا.

اتصلت فيه وقلتله : متأكد يا صديقي أنهم بالحزب. قللي انا يعرفهم شخصيا هودي جماعة الحماية. قلتله انا نازل لعندك.

قللي ما تنزل ما رح تتحمل المشهد ولكني أصريت. بخمس دقائق كنت بالنبطية ولقيت صديقي. قلتله خدني لعند شباب الحزب. قللي بتاكلها اتلة، قلتلو بس بدي اعرف مين عاطيهم الأوامر. قللي انا سألتهم قالولي قرار من السيد هاشم. أصريت بدي روح لعندهم فاخدني لعندهم فوقفت بينهم وصرخت وين الكلاب يللي عاملين حالهم حزب وضربوا المتظاهرين. رد شب هيانا هون وبلش الخبيط.
وأنا صرّخ فيهم يا عيب الشوم عليكم 30 سنة ولهون وصلنا، صهري شهيد بعدها جثته بالعيس ... كرمال تضربوا الناس.

المهم سحبونا من بين الشبيبة ورجعت مع صديقي. قلتله لصديقي مش صعبة القتلة الوجع الجسدي أهون من الوجع النفسي، قللي انا زمطتك وصرت قلهم هيدا جريح مقاومة .

بالرجعة رجعت بذهني لسنة ال85 يوم مجزرة أبو الأسود بيوم القدس ولسنة ال93 ومجزرة طريق المطار. يا لسخرية الأقدار معقول نفس يللي وقفت معاهم ونزل دمهم على جسدي ... يرجعوا اليوم ينزلوا دمي بأجسادهم!



التدوينة:
ما من أحد فيه ذرة وطنية يقبل أن تمس المؤسسة التي هزمت إسرائيل وحمت شعب لبنان من التكفيريين. أو أن يمس الرمز الذي على رأس هذه المؤسسة والذي يمثل في عيون الناس القائد الذي صنع هذه الانتصارات.

ولكن حرصاً على هذه المؤسسة، لا يمكن للخلل المتراكم أن يستمر بلا علاج.

في مرحلة ما نشأ في حزب الـ... طبقة من المسؤولين يمكن أن نسميهم بطبقة البيزنس. دخلت هذه الطبقة عالم التجارة والمصالح. ومع الوقت تلوثت بكل ملوثات الجو اللبناني.

أول ما ظهرت بوادر وجود هذه الطبقة كان بعد فضيحة صلاح عز الدين حين ظهرت الأخبار عن ثروات المسؤولين. يومها كتبت مقالاً في جريدة السفير بعنوان "الثورة، السلطة، والمال". حذرت فيه من أن الثورات معرضة بشكل كبير أن تتحول الى نفس شكل النظام الذي ثارت عليه.

هزيمة هذه الطبقة داخليا مسألة صعبة لأنها متنت نفسها بعلاقات مصاهرة وقرابة حيث تشكل وضعية "العديل" أحد أكثر الروابط شيوعاً.

المكان الوحيد الذي لم تخترقه هو الجسم العسكري عند مستوى مسؤولي الوحدات. لأن مسؤولي الوحدات هم مقاتلون مخضرمون ومدربون تدريبا احترافيا ولا يمكن استبدالهم. اما ما فوق مسؤولي الوحدات لا سيما "المعاونون" فهم غارقون حتى آذانهم في لعبة المال والسلطة.

اليوم الصدام مع هذه الطبقة أصبح صداما مباشرا لأنها خائفة على مصالحها وعلاقاتها المتشابكة وهي من منع أي محاولة جدية لمحاربة الفساد وأقنعت سماحة السيد بالتراجع عن اندفاعته في هذا الاتجاه.

هؤلاء هم من اصطدمنا بهم في موضوع المرامل والنفايات وفي كل موضوع إنمائي.

اليوم وصلنا في معركتنا مع هذه الطبقة إلى النقطة الحرجة بعدما ارتكبت الخطيئة الكبرى بالموافقة على تخصيص القطاعات العامة بدل استعادة الأموال المنهوبة من المصارف.
وهذا يعني تضييع ثروات وحقوق الأجيال القادمة من الشعب البناني.

نعم لحفظ المؤسسة ورمزها ونعم لتخليصها من التجار والفاسدين حتى ترجع ضمانة لهذا المجتمع الذي يحتاج بشدة من يقوده في زمن حرج للغاية ... أعاننا الله على الأيام القادمة.

ملاحظة: بسبب العدد الهائل من الرسائل والاتصالات أحتاج لعدة أيام لأرد عليها. أما بالنسبة للتعليقات فأنا متوقف عن قراءتها ومتابعتها بسبب ضيق الوقت.

بالنسبة للذين يريدون أن يطمئنوا عني فأنا بخير فقط تلقيت بوكس على وجهي من شاب يده ناعمة ومتأنق ويبدو كتلميذ جامعي، ثم بعض الضربات المتفرقة والتدفيش. الخسارة الكبيرة كانت في تمزيق كنزة غالية على قلبي.

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها