الثلاثاء 2019/01/08

آخر تحديث: 15:25 (بيروت)

عكار غارق وصرخة النازحين "ما لنا غيرك يا الله"

الثلاثاء 2019/01/08
increase حجم الخط decrease
يبدو أن الطبيعة قررت أن تنتقم لنفسها، وأن تبدأ باستعادة "ممتلكاتها" التي تم الاستحواذ عليها، خصوصاً مجاري المياه الطبيعية المعتدى عليها، أو المهملة من قبل الإدارات، فعائق مجرى النهر الكبير لم يمنعه من أن يفيض مرة جديدة على القرى المحاذية له، وأن يتسبب بأضرار هائلة في ممتلكات المواطنين والمواشي والمزروعات، وكأن المواطن العكاري مكتوب عليه دوماً أن يبقى منكوباً. 

مع تساقط الأمطار بغزارة، تحوّل سهل عكار، لا سيما ما بين نهري الكبير والأسطوان، إلى بحيرة كبيرة، إثر ارتفاع منسوب النهرين، وفيضانهما على المساكن والأراضي الزراعية ومنشآت الأهالي، في بلدات المسعودية وحكر الضاهري والسماقية والعريضة وتلبيرة والكنيسة وتلبيبة، ما تسبّب في خراب واسع للمواسم الزراعية، التي غمرتها السيول، وأتت على إنتاج البيوت الزراعية البلاستيكية المحمية. كما نفقت قطعان من المواشي.

كما أجبرت الفيضانات العائلات على ترك الطوابق السفلية من منازلهم، واللجوء إلى الطوابق العليا، أو إلى منازل الأقارب، الأبعد نسبياً عن مخاطر الفيضان.

المأساة الكبرى كانت من نصيب سكان الخيم، من النازحين السوريين، الذين غرقوا وأطفالهم في المياه، بكل ما للكلمة من معنى، مع ممتلكاتهم الضئيلة.. إلى أن استطاع قسم منهم مغادرة الخيم نحو المساجد والمدارس في المنطقة. وقد قاموا برفع شعار ثورتهم الأول، بعد تآمر العالم عليهم وتخليه عنهم: "ما لنا غيرك يا الله".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها