الثلاثاء 2018/09/04

آخر تحديث: 08:47 (بيروت)

اكتشاف جديد عن عالم الأحلام

الثلاثاء 2018/09/04
اكتشاف جديد عن عالم الأحلام
هناك حاجة إلى مزيد من العمل لدراسة كيفية عمل هاتين الجينتين لدى البشر (Getty)
increase حجم الخط decrease

لطالما سعى الإنسان إلى تفسير الأحلام والتعرف إلى مصدرها. وفي هذا الصدد توصلت دراسة جديدة نشرتها مجلة Cell العلمية المرموقة عن النوم تم اختبارها على الفئران لتحديد اثنتين من "الجينات الحلمية" الضرورية لمرحلة النوم والتي تجلب رؤى وتأخذنا إلى عالم آخر.

الدراسة التي تُعد الأولى من نوعها عن النوم علمياً أشارت إلى أنه بدون هاتين الجينتين Chrm 1 وChrm 3، لن تدخل الثدييات في نوم حركة العين السريعة، حيث يكون الدماغ نشطاً أثناء فترة اليقظة، لكن يبقى الجسم ساكناً. ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف مهم لأن قلة النوم والاضطرابات النفسية مرتبطة ببعضها البعض. لذلك، فإن فهم السيطرة الأساسية على النوم في الدماغ يمكن أن ينقح العلاجات الصيدلانية لكل من مشاكل النوم والمشاكل النفسية.

عند دخول البشر في حالة النوم نلاحظ وجود حالتين: نوم حركة العين السريعة وحركة العين غير السريعة، والتي يتم تحديدها من خلال أنماط مختلفة من نشاط الدماغ. لا أحد يعرف السبب الدقيق لمراحل النوم المختلفة، لهذا السبب يهتم المشرف على الدراسة عالم الأحياء هيروكي أويدا من معهد البحوث الياباني "ريكن" وزملاؤه بفهم أساسيات كيفية عمل النوم. وقد اكتشف العلماء أن الانتقال من نوم حركة العين غير السريعة إلى مرحلة حركة العين السريعة ينطوي على ناقل عصبي يسمى أسيتيل كولين. لكن، هناك 16 نوعاً من المستقبلات الخلوية في الدماغ يمكن أن يرتبط بها الأستيل كولين، وكان بعيداً عن الوضوح تحديد ما هو ضروري منها لنوم حركة العين السريعة.

وللتعرف إلى ذلك، استخدم الباحثون تقنية "كريسبر" (تقنية لتعديل الجينات مأخوذة من طريقة دفاعية للبكتيريا في القضاء على الحمض النووي للفيروسات) لتدمير الجينات الخاصة بمستقبلات الأستيل كولين هذه، واحدة تلو الأخرى، في الفئران. وقد أظهرت هذه التقنية على الفور أن نوعاً من مستقبلات الأستيل كولين، أي النيكوتين، لم يكن له علاقة كبيرة بالنوم. فقد نامت الفئران بدونه بطريقة طبيعية، بينما تبين أن مستقبلات الأستيل كولين المسكارينية أكثر إثارة للاهتمام. وعلى وجه التحديد، تسبب فقدان الجينتين Chrm1 وChrm3 بتقصير فترة النوم إلى نحو 3 ساعات في اليوم والتقليل من نوم حركة العين السريعة. ما يعني توقف الأحلام.

كان من الغريب في هذه الدراسة نجاة الفئران التي منعت من دخول حالة نوم الأحلام، رغم الفرضيات العلمية التي تعتبر أن نوم حركة العين السريعة ضروري للبقاء على قيد الحياة. لذلك، يقول أويدا إن هذا هو الطريق المثير للاهتمام لإجراء مزيد من البحوث، ولفهم المستقبلات المحددة التي تتحكم في النوم التي يمكن أن تساعد في معرفة المعالجات الجديدة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، الذي غالباً ما يتسم بالكوابيس الحية.

ولأن البحوث أُجريت على الفئران، هناك حاجة إلى مزيد من العمل لدراسة كيفية عمل هاتين الجينتين لدى البشر. وقد تساعد هذه الدراسة على كشف الأدوار الفيزيولوجية لنوم حركة العين السريعة ووظائفه المعرفية العليا، مثل التعلم والذاكرة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها