الجمعة 2018/09/28

آخر تحديث: 00:25 (بيروت)

اكتشاف لبناني قيد البحث:في الجزر البري مادة تحارب السرطان

الجمعة 2018/09/28
اكتشاف لبناني قيد البحث:في الجزر البري مادة تحارب السرطان
تنمو نبتة الجزر البري اللبنانية في المناطق الساحلية والمتوسطة (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

كشف العالم اللبناني محمد مروة عن اكتشاف طبي قد يغير قواعد اللعبة في محاربة مرض السرطان، الذي يتسبب في وفاة الملايين من الأشخاص سنوياً، من دون الحاجة إلى استخدام العلاج الكيماوي او سائر العلاجات المؤلمة، التي تتسبب بأضرار جانبية تكون مدمرة في معظم الأحيان.

"إنها نبتة الجزر البري اللبنانية التي تنمو في المناطق الساحلية والمتوسطة"، يقول الأستاذ في الجامعة اللبنانية الأميركية في جبيل، لـ"المدن"، و"لم أكن لأكتشفها لولا جاري العجوز في بلدتي الجنوبية، الذي دفعني إلى تحليلها مؤكداً فعاليتها في معالجة وشفاء المرض الخبيث على أنواعه".

وهكذا كان. لم يشأ مروة أن يمر هذا الكلام مرور الكرام، بل اعتبره طرف خيط وبدأ يجري دراساته في شأنه. وكان الاختبار الأول على الخلايا السرطانية لمرض اللوكيميا، وقد بينت النبتة فعالية، اذ قضت على هذه الخلايا. ما دفع مروة إلى متابعة دراساته وبحوثه حول هذه النبتة، وقد فاق عددها 13. هذا فضلاً عن تقديم البعض دراسة الماجيستير عنها، وتحليلها تحليلاً كيميائياً وفارماكولوجياً في الجامعة اللبنانية الأميركية.

"ولأن دراسة الدكتوراه غير متوفرة بعد في الجامعة"، يتابع مروة، "كان الطالب يلتحق بجامعة سري Surrey في بريطانيا، علما أن مجمل العمل المخبري يتم في مختبرات اللبنانية الأميركية، حيث جميع الامكانات والمعدات متوفرة".

في المحصلة، نجح مروة وفريق عمله في تحديد المادة الفعالة داخل نبتة الجزر البري، التي اتضح أنها فريدة من نوعها، من حيث وجود هذه المادة المضادة للأورام السرطانية في تركيبتها، مع العلم أن هذا النوع من النبات موجود في الحوض المتوسط وحتى في أوروبا. "وهنا لذة الموضوع"، وفق مروة، الذي يفكر في إنشاء محمية طبيعية لهذه النبتة الفريدة والمفيدة. فقد تبين أن فعاليتها أشبه بفعالية دواء مضاد للالتهابات والأورام السرطانية a cancer anti-inflammatory medication تماماً مثل الكورتيزون وغيره. كما أنها توازي فعالية مادة أخرى تعطى لعلاج السرطان هي Cisplatin.

إلا أن هذه الاستنتاجات والنتائج لا يمكن أن تحسم الموضوع، خصوصاً أن كل العمل البحثي والمخبري طبق على الخلايا وعلى الفئران، فيما قد يختلف الأمر على الإنسان. بالتالي، لتوثيق هذه الدراسة يجب تطبيقها على عناصر بشرية.

ويكشف مروة أن "التحدي اليوم يكمن في تحويلها إلى دواء. المشوار لا يزال طويلاً. فنحن أجرينا ما يسمى preclinical phase أي المرحلة قبل السريرية. ولدخول المرحلة السريرية clinical phase، يجب في مرحلة أولية clinical study 1 إجراء الاختبار على 15 شخصاً غير مصاب بورم، وبعد التأكد من أنها غير مضرة، لننتقل إلى المرحلة الثانية clinical study 2 لاختبار فعاليتها على مرضى السرطان".

ويوضح مروة أن "هدفنا اليوم هو إجراء دراسة شهرية على النبتة، ولكن ذلك يتطلب كميات كبيرة من هذه النبتة، وطبعاً إلى من يتبناها، وأن يوافق مريض يعاني من درجات متقدمة من المرض على الخضوع للاختبار مستبدلاً العلاج الكيميائي بهذه النبتة. لكن هذا الموضوع ليس سهلاً في لبنان، خصوصاً أننا لا نزال نقوم بتجارب ولا ندري ما هي الكمية التي يجب استخدامها فعلياً للعلاج". ويشير إلى "أننا في طور توقيع اتفاق مع مؤسسة كندية للتعاون في هذا الاطار وتأمين متطوعين وإنجاز هذه المرحلة المهمة والأساسية".

بعد التجارب والاختبارات، يبدو مروة مندفعاً أكثر ومقتنعاً بفعالية النبتة وقدرتها على القضاء على مرض السرطان. "فلو أصبت شخصياً أو أحد المقربين مني بهذا المرض الخبيث"، يقول مروه، "لن أتردد ولو للحظة باستخدامها كبديل من العلاج الكيميائي او أي علاج آخر"، لافتاً إلى أنه "استناداً إلى ما توصلنا إليه من نتائج يجب وضع النبتة مع كمية قليلة من أي نوع من الكحول، لأنها كفيلة باستخراج المادة من النبتة، على عكس الشاي والمياه الساخنة".

وفي انتظار توقيع العقد مع الكنديين لإنجاز المرحلة الأخيرة من الاختبارات، يبذل مروة وفريق العمل جهوداً جبارة بغية تعديل المادة الموجودة في النبتة وتحويلها إلى مادة كيميائية. ما يؤهله لاستيفاء شروط الحصول على براءة الاختراع، التي يمكن بموجبها التمسك بالحماية التي يضفيها القانون على الاختراع. بالتالي، تمنحه الحق في أن يستأثر وحده باستعمال الاختراع، وتمكنه من جني الأرباح لتمويل بحوثه وتجاربه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها