الخميس 2018/09/20

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

الصيام المتقطّع: "تراند" لا يُنصح به

الخميس 2018/09/20
الصيام المتقطّع: "تراند" لا يُنصح به
"لا إثبات علمياً يشير إلى أن الصيام المتقطع أفضل من الحميات الأخرى" (Getty)
increase حجم الخط decrease

تبرز بين الحين والآخر حميات غذائية، يسوق لها بعض المشاهير على أنها "الحمية المثالية". وتشتهر اليوم حمية الصيام المتقطع. فيما يلاحظ عدد من المتخصصين في التغذية اهتمام الراغبين بخفض وزنهم بهذه الحمية. وهذا ما تؤكده، في حديث إلى "المدن"، اختصاصيتا التغذية آلاء مغنية وبيان أحمد.

تقول أحمد إنها تُسأل يومياً عن حمية الصيام المتقطع، التي تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الأول يعتمد على الصوم لمدة تراوح بين 12 و16 ساعة أو أكثر يومياً، على أن يتناول متبعها الأكل من فترة الظهيرة حتى المغرب، ويتوقف بعدها عن تناول الطعام. ويعتمد النوع الثاني على توقف الشخص عن تناول الطعام مدة 24 ساعة، يتناول بعدها وجبة واحدة، هي العشاء عادة. ليعود ويتناول الطعام بشكل طبيعي في اليوم الذي يليه. أما النوع الثالث المسمى اثنان- خمسة، فيتوقف فيه الشخص عن تناول الطعام ليومين، يتناول خلالهما بين 500 و600 سعرة حرارية فقط. يتناول بعدها الطعام بشكل طبيعي خلال 5 أيام.

يمكن لمن يتمتعون بصحة جيدة تجربة هذه الحمية. بينما يمنع من ذلك الحوامل والمرضعات ومن يعانون من أمراض مزمنة، كي تبقى مستويات السكر لديهم منتظمة، فلا تسوء أحوالهم.

تعارض أحمد ومغنية هذا النظام الغذائي، وترفضان وصفه لأي شخص. وترفض مغنية متابعة هذه الحمية مع أي شخص اختارها. بينما تعمل أحمد على إقناع قاصديها بعدم اتباعها. لكن، في حال أصر أحدهم على اتباعها ورفض الاقتناع بالتخلي عنها، تتابعه شرط إجراء الفحوصات اللازمة، التي تثبت عدم خطورتها على صحته. إذ "لا جدوى من هذه الحمية، والشهرة التي حظيت بها ناجمة عن دعاية غير مثبتة علمياً. فالصيام المتقطع وإن مكّن متبعيه من فقدان وزن بدايةً، غير أنه مضر على المدى البعيد. إذ يعمل على خفض نسبة السكر في الدم وخفض إفراز الأنسولين. ما يدفع الجسم لحرق السعرات الحرارية بدايةً. لكن، على المدى البعيد يشعر الجسم بأنه يحرم من الغذاء، فيعتاد على تخزين الدهون بدل حرقها"، تؤكد الاختصاصيتان.

ووفق أحمد، "لا إثبات علمياً يشير إلى أن الصيام المتقطع أفضل من الحميات الأخرى، بل على العكس من ذلك، لاتباعه مخاطر عدة. إذ قد يؤدي إلى إدمان الكافيين، ما يسبب القلق وآلام الرأس. ذلك أن من يتبعه يمنع من استهلاك المشروبات، ما عدا الشاي والقهوة والمياه، فيزداد استهلاكه لها. كما تسبب هذه الحمية الحرقة وازدياد الحموضة في المعدة. فالامتناع عن تناول الطعام لفترات لن يمنع المعدة من إفراز حمضها في أوقات الطعام كما اعتادت، ولو كانت فارغة. وتسبب الحمية مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي منها الإسهال والإمساك". ووفق مغنية، فإن الصيام المتقطع يسبب الشراهة في تناول الطعام بعد انتهاء الصيام. ما يؤدي إلى شعور بالتخمة والتعب والانتفاخ. وتنبه مغنية من يتبع هذه الحمية من ممارسة الرياضة أثناءها. "فبذلك يضغط على الجسد ويتعبه في الوقت الذي يحتاج فيه إلى الطاقة. وهو ما قد يؤدي إلى استخدام العضل كمصدر للطاقة، وبالتالي تكسره".

"على المدى البعيد تسهم حمية الصيام المتقطع في ازدياد الوزن بعد توقف اتباعها. فهي مجرد تراند لا ننصح به، خصوصاً أنها تضعف قدرة الجسم على حرق الدهون"، تقول الاختصاصيتان. فـ"الحمية الأفضل هي الحمية المتوازنة التي تستمر". وفي انتظار بروز "موضة" جديدة لإنقاص الوزن تبقى المتابعة لدى متخصصين الحل الأفضل لإنقاص الوزن، خصوصاً أن المشاهير وإن قدموا النصيحة فلن يتمكنوا من متابعة الحالة الصحية لكل مريض.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها