السبت 2018/09/01

آخر تحديث: 07:07 (بيروت)

البيت الأبيض في بقاعصفرين.. "فندق" مجاني

السبت 2018/09/01
البيت الأبيض في بقاعصفرين.. "فندق" مجاني
يجتمع في البيت أناس من مشارب مختلفة (بشير مصطفى)
increase حجم الخط decrease

كل شيء بدأ بمزحة، انقلبت إلى حقيقة. إنها قصة "البيت الأبيض" في بقاعصفرين، حيث أشهر المصايف الشمالية التي تقع على ارتفاع 1100 متر، وتبعد 35 كلم عن طرابلس. 

فمنذ 30 عاماً سعى أبناء حسين كنج للحفاظ على أرضهم الزراعية الواقعة على طريق الأربعين، وبدأوا بناء منزل صغير ليبيتوا فيه صيفاً "طرش الماعز". ويروون أنه في إحدى الليالي كانوا نائمين في أرضهم، وعندما استيقظوا كانت الرياح قد اقتلعت خيمتهم، فقرروا عندها بناء مأوى من غرفتين. 

ويستخدم أصحاب البيت النكتة للتأكيد أن "البيت الأبيض الحقيقي هو مضافتهم. أما مقر الرئاسة الأميركية فهو بيت ملطخ بالسياسة والمؤامرات". ويوماً بعد يوم، توسع نطاق "البيت الأبيض" وأنشأ الشبان ساحة شاسعة تظللها أشجار الجوز الضخمة، وذلك لإقامة السيارين ولعب الأطفال. وتم تسوير الزوايا المطلة على الوديان والشفق. 

ومع مرور الأيام، تحوّل المنزل الحجري الأبيض اللون، والقابع وحيداً على حافة الجبل، إلى معلم أساسي في المنطقة. وبات مقصداً للمصطافين الراغبين في الاستجمام وقضاء لحظات من السكينة. ويشير يوسف كنج إلى أن الزوار يأتون إليهم من المناطق اللبنانية كلها، وحتى من أستراليا وأميركا والكويت.  

وأصبح بيت آل كنج مثلاً في حسن الضيافة. إذ يفتحون أبوابه أمام الجميع من دون استثناء، ويقدمون بصورة تلقائية الخدمات، ولا يبخلون عليهم بالفاكهة الموسمية، مثل التين والتفاح الجردي.

وفي بيت السيارين، يجتمع أناس من مشارب مختلفة. فهنا مجموعة من 50 فرداً، جاءت من القلمون مع ذبيحتين لتجهيز حفلة الشواء، وهناك شبان يعيشون في الخليج يرغبون في التصوير وقطف بعض الثمار. ويتهيأ هذا البيت ليتحول قريباً إلى مأوى لهواة الصيد. وينفي أصحاب البيت تقاضي أي بدل عن استقبالهم الزوار، لأنهم بمثابة الأنيس لهم.


إضافة إلى الاستقبال الحار من قبل العائلة، التي اعتمدت سياسة الأبواب المفتوحة، يحظى الزائر بفرصة جني بعض عروق الزوبع والزعتر البري، والبندورة الجردية وعروق الفاصوليا البلدية. ولا تقتصر فائدة زيارة البيت على إقامة السيران وسماع القصص النادرة، إنما يمكن التوجه إلى عين شويس، دائمة الجريان، التي كان يتجمع حولها ألف رأس ماعز تقريباً. ويمكن عبور الزواريب، وهي الطريق المفضلة للصيادين، والمؤدية إلى مغارة زود المغمورة، التي ينتظر الأهالي منذ سبع سنوات إدراجها على لائحة السياحة البيئية.

وتطمح العائلة إلى تحويل البيت الأبيض إلى مطعم، إلا أن الكلفة العالية تحول دون ذلك حالياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها