الثلاثاء 2018/08/21

آخر تحديث: 00:14 (بيروت)

الكتاب الصامت للأطفال:تجربة جديدة تدخلها ثمار حلواني إلى لبنان

الثلاثاء 2018/08/21
increase حجم الخط decrease

لم يُعد الكتاب قائماً على الكلمات المصفوفة والجمل المركبة فحسب، بل تجاوز ذلك و"التزم الصمت". فالكتاب الصامت هو كتاب قائم على الصور والرسومات، يختفي النص تماماً منه. وهو موجّهٌ بشكل خاص إلى الأطفال ويُقرأ بصرياً. إذ يلجأ كل طفل منه إلى تكوين لغته الخاصة من خلال ما ينتجُ عن الصور.

فكرة الكتاب الصامت بدأت في إيطاليا في العام 2012 في جزيرة لامبيدوزا، التي تعد نقطة الدخول الأوروبية الأساسية للمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط. إذ كان يصعب على الأطفال قراءة الكتب باللغة الإيطالية أو فهمها. فأقيمت مبادرات من أجل مساعدة الأطفال اللاجئين على تجاوز الحواجز اللغوية، وتم تزويدهم بمجموعة كتب مصورة لا تحتوي على نصوص، وأخذ الأطفال ينسجون قصصهم من وحي الصور. ما مكنهم من فهم الكتب المصورة والاستمتاع بها.

الرسامة اللبنانية ثِمار حلواني هي أول من سيخوض تجربة الكتب الصامتة في لبنان، فهي تعد لإطلاق كتابها الصامت بعنوان "حكاية خيط". وحلواني، رسامة وحاصلة على ماجستير في صناعة كتب الأطفال والرسوم التوضيحية في إيطاليا، لديها شغف في صناعة أعمال موجهة إلى الأطفال، فـ"الرسم يختصر كثيراً من النصوص ويُبسطًها".

تعتبر حلواني أن الكتاب الصامت هو كتاب كل الأجيال وعابر للحدود، ولا يحد الطفل في نص معين. يُحرر الكتاب مُخيلة الأطفال، ويساعد مَن يعانون من مشاكل في النطق أو صعوبات في القراءة، على أن يكونوا "صُناع الرواية". ويخلق لديهم عاملاً تحفيزياً وتشويقياً لمتابعة الكتاب من دون ملل.

لا تحبذ حلواني أن يكون الكتاب الصامت حكراً على الأطفال، "بل هو عابر للأجيال، فأي فرد في الأسرة يمكنه الاستمتاع به". وتشير إلى أن الكتاب الصامت يُساعد في انتشار اللغة الأم. إذ يجعل الأطفال يتمرسون بها حين يقومون بقراءة الكتاب مع أفراد أسرتهم أو أجدادهم، لاسيما المغتربين منهم.


كتاب "حكاية خياط"، سيصطحب الكبار والصغار مع سيدة عجوز تقوم بنسج كرة صوف، مُسترجعة في أشكال الخيوط طفولتها ويوميات حياتها. والكتاب الصامت سيحمل مفاجآت برسوماته للقارئ، وستترك انطباعات وأسئلة في ذهنه.

فكرة النص لفاطمة ناصر، التي وصلت إلى حلواني عبر دار البنان للنشر، وقامت بتقديم الاقتراح لتحويله إلى كتاب صامت. والتقنية التي تعتمدها في إنتاج الكتاب هي الرسم والتقطيع اليدوي، استغرقت 4 أشهر من العمل. فالركن الأساسي في الكتاب الصامت هو الرسام الذي يصنع النص صورياً، ويفتح مجالاً واسعاً لصناعة جديدة في حقل النشر تعتمد على ذكاء وإبداع المصمم والمخرج والرسام الذين يجتمعون في شخص واحد، وفق ما تقول حلواني.

ويتطلب الكتاب الصامت كثيراً من الحذر والرقابة والمعاينة الدقيقة لمحتوى الصورة أو الرسمة. فالطفل يتلقى من الكتاب نوعاً من التربية التي ينتج عنها سلوكه وأفكاره.

حلواني، التي صدرت لها مؤلفات ورسومات قصصية عدة للأطفال، حصدت جوائز عربية وعالمية، وأسست استوديو في دبي، تصوّر فيه أعمالها الفنية والرسوم التوضيحية وتعرضها، وتقدم ورش عمل ودورات رسم للأطفال والكبار.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها