الخميس 2018/08/16

آخر تحديث: 12:24 (بيروت)

اقرأ ما يكتبه السائقون على سياراتهم.. واحذر

الخميس 2018/08/16
اقرأ ما يكتبه السائقون على سياراتهم.. واحذر
يستخدم السائقون هذه الكتابات كنوع من التعبير عن الذات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

جولة قصيرة في شوارع بيروت كفيلة بأن ترى عشرات العبارات المكتوبة على السيارات والباصات والشاحنات. هذه الكتابات تؤكد أن المادة 84 من قانون السير اللبناني، التي تنصّ على عدم وضع أي كتابات أو ملصقات على جسم المركبة، مصيرها مماثل لمصير غيرها من مواد هذا القانون.

ترجع هذه العادة في الأصل إلى بعض المعتقدات الدينية. إذ يعتقد البعض أن عباراتٍ مثل "الرب حاميها" أو "سيري وعين الله ترعاكي" أو "سارحة والرب حاميها" قادرة على رعاية المركبة وصاحبها حتى العودة إلى المنزل بسلامة. هذا عدا عن التعابير التي تبعد الحسد و"العين"، التي تصب في الخانة نفسها، مثل "لا تصيبنا بالعين كلو بالدّين". وهي غالباً مترافقة مع حذاء صغيرٍ مهترئ معقود باحكام في مؤخرة السيارة، يشتت انتباه الناس إلى السيارة نفسها، فيبعد "العين". لكننا، بلا شك، نرى قواسم مشتركة بين كل من يستخدم هذه "الخزعبلات"، وهم أصحاب السيارات التي بالكاد تعمل.

تطوّرت بعد ذلك العبارات، ما بين التي تعبّر عن "الانتماء" الديني، أو الطائفي، وتلك التي تعبّر عن غضب السائقين من الحظ السيء والوضع العام، مثل "حتى هدف حياتي طلع تسلل"، أو "شكيت همي للبحر طلع السمك يلطم". وعدم ثقتهم بالنساء ومعاناتهم معهنّ، كصاحب عبارة "اثنان ما إلهن أمان، الفرامل والنسوان"، الذي يبدو أنه عمد إلى كتابتها بعد خيانة الحبيبة له.

وهناك نوع آخر من السائقين الخائبين، الذين يحوّلون مركباتهم إلى كتاب معاناة متنقل. "النكد" هو أسلوبهم الدائم، وما بوسعنا سوى تفادي السير خلفهم في الطرقات، كي لا نصل إلى مكاننا المنشود بطاقةٍ سلبية هائلة. ومن أبرز عباراتهم: "لولا المصالح ما حدا صالح"، "كنت عصفور أكلوني عملت أسد صاحبوني"، و"إن لقيت غراب أبيض تلاقي صاحب بيتصاحب". حاولوا أن تتجنبوهم.

أما البعض الآخر، فيرى في كل ضيقة فكاهة، ينقش زجاجه بتعابير مضحكة وطريفة للتعبير عن خضوعه للأمر الواقع، أو عبارات يخاطب فيها من خلفه. منها: "انتبه السائق أحول"، "مرّ وعدّي وبلا تحدّي"، "ما تزمّر وراي شايفك بالمراي"، "دايخ في عالم بايخ". أو أخرى فيها كثير من العنف، مثل "لا تجحش محسوبك أجحش". هذا عدا عن الجمل الإنكليزية الركيكة، التي تفتقد في معظم الأحيان إلى المعنى. هؤلاء الأشخاص، أصحاب البال الطويل والحسّ الفكاهي، لن يزعجوكم في الطريق، فهم لا يستخدمون الزمامير كثيراً، وإن فعلوا يحولونها إلى لحن مضحك، ستكون رفقتهم ممتعة في طريق طويلٍ مثلاً.

يستخدم السائقون هذه الكتابات وغيرها، وأحياناً كثيرة صور فنانات وفنانين، كنوع من التعبير عن الذات، إيجاباً أو سلباً. أما القاسم المشترك، فإنّ المقبلين عليها هم في الغالب سائقو المركبات الصغيرة والقديمة، أو سائقو وسائل النقل العام، الذين يملكون ما يكفي من الجرأة للافصاح عن حالاتهم أو معتقداتهم الشخصية والسياسية والدينية. على عكس سائقي السيارات الثمينة، الذين يبدو أنهم لا يأبهون للتعبير عن ذواتهم أمام العامة، أو تكفيهم السيارات.







increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها