الأربعاء 2018/08/15

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

نادي البيئة في روضة الفيحاء تجربة مميزة: صفر نفايات

الأربعاء 2018/08/15
نادي البيئة في روضة الفيحاء تجربة مميزة: صفر نفايات
تأسس النادي في العام 2015
increase حجم الخط decrease

استطاعت ثانوية روضة الفيحاء في طرابلس أن تقدم مبادرة غير مسبوقة في المدينة، عبر تأسيس نادي البيئة ECO CLUB لتلاميذها، وقد بدأ النقاش عن امكانية تحويله إلى نموذجٍ يُطبّق في مختلف مدارس طرابلس.

هذا النادي، الذي تأسس في العام 2015، يخطو نحو النمو والتوسّع سريعاً. فـECO CLUB، هو نادٍ يديره التلاميذ بأنفسهم، ويعملون فيه في خطيّن متوازيين، على المدى القصير والبعيد، في التنمية المستدامة، لبلوغ أهدافٍ ثلاثة: التربية على التنمية المستدامة وترسيخ مفهومها، حثّ التلاميذ على إيجاد الحلول واتخاذ المبادرات لحلّ مشكلة النفايات، تطوير مهاراتهم وقدراتهم من خلال تعريفهم بأساليب إعادة التدوير وامكانية إعادة استعمال بعض الأدوات.

تشرح مديرة ECO CLUB في ثانوية روضة الفيحاء رانيا الجمل، لـ"المدن"، أن "التحدّي كان صعباً، لاسيما أن جذب التلاميذ إلى المسائل البيئية يحتاج إلى جهدٍ مضاعف". في العام 2015، كانت أزمة النفايات التي شهدها لبنان هي الدافع الرئيس لتأسيس النادي، "إيماناً منّا بضرورة القيام بالدور التربوي الرائد في الحفاظ على البيئة. وبدءاً من الحلقة الثانية، بدأنا العمل على دمج المسائل التربوية المحيطة بنا في منهاجنا وأنديتنا".

الجهد الذي بُذل خلال 3 سنوات، تشجعياً للتلاميذ، كان كبيراً. "لقد أعطينا التلاميذ سلطة القرار والإدارة في النادي، كي يكونوا جزءاً أساسياً من صناعة انجازاته في عملية الفرز ومراقبتها ومتابعتها في الصفوف والملاعب"، تقول الجمل. وقد جرى ذلك من خلال إنشاء لجانٍ تتابع الصفوف والتلاميذ لتنفيذ عملية الفرز، استقبال الخبراء البيئيين لنقل خبراتهم إلى التلاميذ ومتابعة كلّ جديد وزيارة الأماكن البيئية.

وإلى جانب تنظيم النادي للزيارات الميدانية مع البلديات والجميعات والشركات والمختبرات والمنتجعات، حقق التلاميذ المتطوعون ميدانيّاً انجازاتٍ على صعد مختلفة، من خلال ترسيخ مفهوم "الصفر نفايات" Zero waste: وضع مستوعبات للفرز في الصفوف والملاعب (مستوعبان للنفايات في كلّ صفّ)، تشكيل اللجان لمتابعة فرز النفايات في الصفوف والملاعب، التوضيب (4 طن من الورق ونصف طن من البلاستيك)، تصنيع مقاعد وحائط بيئي أخضر من النفايات غير القابلة للتدوير، خياطة أكياس خاصة للتقليل من استعمال أكياس النايلون، وتدوير الأوراق.

كيف كان تفاعل التلاميذ مع المشروع؟ تعتبر الجمل أن تفاعلهم تجاوز ما كان متوقعاً. إذ إنّ "النادي الذي يديره نحو 30 تلميذاً متطوعاً، يتنافس للتطوّع فيه تلاميذ آخرون، بعدما أصبح حسّهم البيئي حاضراً بقوّة. وهم يتنافسون في الفرز ويخشون الوقوع في أيّ خطأ، بعدما أدركوا قيمة النفايات وأهميتها". وتتحول المدرسة أثناء قيام التلاميذ بجولتهم على الصفوف لمراقبة عملية الفرز، إلى خليّة نحلٍ، و"قد أعطيناهم سلطة تقييم كلّ صفّ بعلامتي like أو dislike. ما شجعهم أكثر على المنافسة في ما بينهم".

فاعليّة مشروع النادي، امتدّت محفزاته إلى أهالي التلاميذ وأساتذتهم وعمال النظافة في المدرسة. تضيف الجمل: "لقد ساهمنا عبر النادي بنشر ثقافة الفرز وأهميتها في التعامل مع البيئة والعيش بجوّ سليم صحيّاً وبيئياً. ما دفع التلاميذ إلى تشجيع أهلهم على الفرز، حتّى أنّ بعضهم أصبح يأتي إلى المدرسة حاملاً أكياس الورق أو البلاستيك، لتسليمها إلى النادي ومن ثمّ تحويلها إلى مصدرها المناسب".

أمّا عن تطوير ECO CLUB، فـ"العمل جارٍ على رفع مستوى عمله في المدرسة عبر مشاريع جديدة سنوياً، إلى أن يتوسع خارجها، في مشاريع يجري التخطيط لها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها