الإثنين 2018/08/13

آخر تحديث: 01:57 (بيروت)

اكتشاف جديد: دواء يوقف خلايا سرطانية

الإثنين 2018/08/13
اكتشاف جديد: دواء يوقف خلايا سرطانية
العلاج سيكون فعالاً في بعض سرطانات الدم (Getty)
increase حجم الخط decrease

الطريقة التي تتكاثر بها خلايانا هي إنجاز هائل من التنظيم الوراثي. لكنها تحتوي أيضاً على بذور السرطان عندما تفقد الضوابط. وعلمياً، يمكن لهذه الخلايا السرطانية أن تتكاثر بلا هوادة في الأورام.

منذ أكثر من عقدين من الزمن، بدأت مجموعة من العلماء بالتعمق في التطور الجنيني من أجل فهم أفضل لكيفية عمل خلايانا، لجعلنا كما نحن. وقد بدأ هذا البحث كبحوث أساسية مدفوعة بالفضول، لكنه أدى الآن إلى اكتشاف فئة جديدة تماماً من العقاقير المضادة للسرطان يمكنها إيقاف خلايا سرطانية معينة من الانتشار. ما يجعلها "تنام" بشكل دائم.

وأظهر البحث الذي نُشر أخيراً في دورية Nature العلمية البريطانية، وهي من أبرز الدوريات العلمية في العالم، أن المركب يعمل في النماذج الحيوانية كالفئران عن طريق منع الجينات الرئيسية التي تشارك في أنواع سرطان الدم والكبد، وربما يساعد في منع انتشار السرطانات الأخرى. وعلى عكس العلاج الكيميائي والعلاج الاشعاعي، لا يسبب هذا العلاج أي ضرر للخلايا السليمة. وعن هذا المركب الجديد، تقول العالمة المشاركة في البحث آن فوس، من معهد والتر وإليزا هول للبحوث الطبية وجامعة ملبورن، إن "هذه الفئة الجديدة من المركبات توقف الخلايا السرطانية التي تنقسم وتتكاثر من خلال إيقاف قدرتها على مواصلة دورة الخلية".

من جهته، يقول البروفيسور تيم توماس، وهو عالم مشارك في البحوث، إنه وفقاً للمحاولات الإكلينيكية يمكن للمركب أن يكون "سلاحاً جديداً تماماً لمكافحة السرطان". أضاف: "لقد تم تحمّل هذا المركب بشكل جيد في نماذجنا الحيوانية قبل الإكلينيكية، وهو قوي جداً ضد الخلايا السرطانية، في حين يبدو أنه لا يؤثر سلباً على الخلايا السليمة".

فكرة البحث عن العلاج بالطريقة الجديدة، بدأت قبل 6 سنوات عندما اكتشف عضو في فريق جامعة ملبورن، الدكتور بلال شيخ، أن إزالة الجين KAT6A من الفئران مع الليمفوما القاتلة (سرطان العقد اللمفاوية التي تحمل خلايا الدم البيضاء) ضاعف من متوسط عمرها المتوقع أربع مرات، من 3 ونصف الشهر إلى نحو 14 شهراً.

في هذه المرحلة، من غير الواضح ما الذي يحدث للخلايا السرطانية "النائمة"، لكن الباحثين يفترضون أنه بمرور الوقت يمكن قتلها وتطهيرها من قبل جهاز المناعة. لذلك، يقول توماس: "نحن نعتقد أن تفعيل الهرم الخلوي Cellular senescence في الخلايا السرطانية سيعطي الجهاز المناعي فرصة أكبر لتطهير هذه الخلايا، لأنه سيتم التعرف إليها في النهاية على أنها غير طبيعية".

الخطوة التالية للعلماء هي التعاون مع شركة أدوية لمواصلة التجارب السريرية على المرضى الذين يعانون من السرطانات المحددة التي يمكن استهدافها من خلال هذه الجينات. والعلاج سيكون فعالاً للغاية في بعض سرطانات الدم. ففي حالة سرطان الدم، يتسبب السرطان في الانتشار المفرط لخلايا الدم البيضاء، ما يخفف من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأوكسجين. في نهاية المطاف، يبدأ المريض فقدان قدرته على تدوير الأوكسجين. لذا، يقول العلماء إنهم سيكونون قادرين على منع ذلك من الحدوث.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها