الأربعاء 2018/08/01

آخر تحديث: 11:41 (بيروت)

جويس عزام تستعد لتسلّق أعلى قمة في العالم

الأربعاء 2018/08/01
جويس عزام تستعد لتسلّق أعلى قمة في العالم
تسلّقت عزام حتى الآن 26 جبلاً حول العالم
increase حجم الخط decrease

وُضعت جويس عزام على مفترق طرق مرتين: المفترق الأول، عندما توجب عليها أن تختار بين تخصص جامعي يرضي شغفها بتسلق الجبال وحبّ الطبيعة، وآخر يحقق لها الربح المادي. فاختارت ما يجمع بينهما، وحصّلت درجة الدكتوراه في الهندسة والمحافظة على الإرث الطبيعي. والمفترق الثاني، عندما ترتب عليها الاختيار بين التفرغ للتدريس في جامعة البلمند، أو متابعة مشروعها بتسلق أعلى 7 قمم في العالم. فمضت نحو شغفها، لتكون أول لبنانية تحقق النجاح في تسلق 5 من أصعب القمم.

تسلّقت جويس 26 جبلاً حول العالم. منها، قمة إلبروس في روسيا، أكونكاغوا في أميركا وكليمنجارو في تنزانيا، وآخرها كان دينالي في أميركا الشمالية، الخامس من سلسلة أعلى جبال العالم. وتستعد حالياً لإنجاز جديد في قمة فيلين في انتركاتيكا، تليها القمة الأخيرة والأخطر، إيفرست. 


التمرين والعقبات
تشرح جويس لـ"المدن" عن الصعوبات التي تواجهها، والتمارين المكثفة التي يجدولها شقيقها لها، هو المتخصص في التدريب الرياضي، والذي يحدد نوع التمرين بعد دراسة طبيعة الجبل. فمثلاً، قمة دينالي تطلبت تدريباً طويلاً، كونه جبلاً جليدياً، يعرف بـ"الشبح" في عالم التسلق. والتدريب، الذي يقارب العشرين ساعة أسبوعياً، كان يهدف إلى أن تتمكن المتسلقة من الصعود مع حمولة ثلاثين كيلو على الظهر، ومثلها جراً. هذا عدا عن الإعداد لمواجهة العواصف الجليدية.

فإذا كانت الصعوبة في وعورة الجبال أو طقسها، فهي تحلّ بالتمارين. إلا أن أزمة من نوع آخر تواجه المتسلقة: التمويل. فقد طرقت جويس أبواباً عديدة لطلب الدعم لمشروعها، ولم تتلق إجابة، حتى من وزارة الشباب والرياضة. فالداعم الوحيد لها هو أنطوان شختورة، رئيس بلدية الدكوانة، إلا أن دعمه لا يكفي لسدّ النفقات، التي تتجاوز 45 ألف دولار للشركة اللوجستية في الرحلة المقبلة.

عليه، ستطلق عزام الأسبوع المقبل، بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، حملة Go Fund Me، لجمع التبرعات دعماً لحلمها برفع علم لبنان فوق أعلى قمة في العالم، لتكون اللبنانية الأولى التي تحقق ذلك من بين 71 امرأة حول العالم.

الهدف الأسمى: الطفولة
بعد المشاركة في مبادرة We Initiative بالتعاون مع البنك اللبناني للتجارة، التي تهدف إلى تقديم الدعم وتمكين الفتيات اللبنانيات وتشجيعهنّ على تحقيق النجاحات النوعيّة التي ترفع من مكانة الفتاة اللبنانية وتبرز قدراتها الفكرية والرياضية، ونشر الوعي الرياضي لديهن، تتعاون عزام حالياً مع جمعية حماية، في مشروع يهدف إلى حماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية والجسدية والمعنوية. وذلك من خلال زيارات منظمة إلى المدارس اللبنانية لتعريف التلاميذ على تجربتها والمصاعب التي تواجهها، وتشجيعهم على التحدث عما يمارس بحقهم.

توضح جويس أن هدفها لم يعد يقتصر على التوجه إلى السيدات فحسب، إنما إلى كل لبناني، وخصوصاً فئة الأطفال. وهي ترى أن كسر الصورة النمطية للمرأة الضعيفة لديهم، وتشجيعهم على الإيمان بأحلامهم وبلدهم، يساعدان على تحقيق نقلة نوعية في المجتمع.

هدف جويس هذا، نابع من إيمانها بمشروعها وبلبنان، الذي تكنّ له كل المحبة والعتب. تشبهه بالفتاة الجميلة المهمَلة. في ذلك التشبيه تناقضان: الجمال والإهمال. جميلٌ في طبيعة جباله، ومهملٌ بانعدام تقديره الرياضة والإرث الطبيعي. التناقضان أحلاهما مرّ، ووحده أمل جويس عزام يملك مفاتيح الحلول لمشروعها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها