الأربعاء 2018/07/04

آخر تحديث: 00:41 (بيروت)

بالفيديو: الطفل محمد عكاوي بطل في الغولف

الأربعاء 2018/07/04
بالفيديو: الطفل محمد عكاوي بطل في الغولف
يصر محمد على منع أهله من مساعدته في احتياجاته وتفاصيل يومه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يصل محمد عكاوي (9 سنوات) إلى نادي الغولف اللبناني كأنه نجم اللعبة منذ سنوات. يركض في ملاعبه، والضحكة تتسابقُ معه. محمد، الذي ولد فاقداً أطراف جسمه باستثناء ساقٍ واحدة، لا يأبه بنظرات المارة أو اللاعبين الآخرين.

حين قابله المدرب علي المقداد، في مؤسسة محمد خالد الاجتماعية، خلال سعيه إلى تشكيل فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في بطولة الغولف المدرسية، التي ينظمها الاتحاد اللبناني للغولف، للسنة الثانية، لم يستطع اخفاء دهشته وأسئلته عن قدرة محمد على إمساك مضرب الغولف وإنزال الكرة في الحفر الضيقة. وفعلاً، تحدى محمد مدربه وأتقن اللعبة في 3 أشهر. ما شكل مفاجأة لأهله ومدربه. واستطاع أن يحصد المركز الثاني في البطولة عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.

بعد كل جولة تدريبية، يتوقف محمد لسؤال مدربه عن ادائه، معتذراً بابتسامة إذا كان قد تسبب له بالتعب. محمد، الأول في صفه منذ دخوله المدرسة، لم يكن صعباً عليه حيازة مرتبة متقدمة في مسابقة رياضية ضمت نحو 80 تلميذاً من مختلف المدارس اللبنانية. وهي الأولى من نوعها في لبنان والعالم العربي لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد استطاع خطف الأنظار في البطولة، ليس بسبب وضعه "الخاص" فحسب، بل بسبب مهاراته المميزة وطلته الجذابة. يقول محمد: "أستطيع الركض بسرعة، كأي شخص عادي، وأن أحدد الهدف لأصيب الكرة في مكانها، مثل أي شخص عادي أو أكبر مني سناً".

يصفه والده بالمغامر الذي لا يصعب عليه شيئاً. هواياته متعددة، كأحلامه التي لا حدود لها. فمن الرسم إلى التصميم، إلى فرادته بالخط الجميل والتخطيط، وصولاً إلى ألعاب الخفة وقيادة الدراجة الهوائية. وكلها يعبّر عنها محمد بطلاقة، رغم صغر سنه. وفي المستقبل، يُفكر محمد بالتخصص في الهندسة وأن يصبح مدرباً للعبة الغولف. وبحماسة ينتظر بلوغه السن القانونية لقيادة سيارة الغولف والسيارة العادية.

إصرار محمد على منع أهله من مساعدته في احتياجاته وتفاصيل يومه، جعله شخصية فريدة، وفق قول والده أحمد. "يبرهن لنا كل يوم أنه لا يحتاج إلى مساعدة أحد، ولا ينقصه شيء. ويُبهرنا في تحدي نفسه وتحدي معوقات المجتمع الذي يعيش فيه"، معتبراً أن مشاركته في بطولة الغولف هي إنجازٌ استطاع محمد الفوز به. ومنذ أن فاز محمد بالكأس والميدالية يحتفظ بهما في منزله ويمنع شقيقاته من الاقتراب منهما. ولا ينسى محمد أن يخطط لفوزه في المرتبة الأولى في العام المقبل، مخاطباً المصور بكل ثقة "ستأتي لتصورني في العام المقبل".


الغولف للجميع
إدخال فكرة الغولف إلى المدارس الرسمية والخاصة كان إنجازاً للاتحاد، من أجل نشر ثقافة اللعبة واكتشاف أبطال جدد فيها. والصدفة قادت إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التدريب المدرسي لهذا العام. فأثناء جولات مدربي الاتحاد على المدارس، صُدف وجود طفل مقعد في مدرسة حلبا الرسمية، اكتفى بمشاهدة زملائه أثناء تدربهم، فاقترب منه المقداد وسأله إذا كان يرغب باللعب، فأجابه الطفل آنذاك: "أنني محروم من ممارسة جميع أشكال الرياضة". وكانت الإنطلاقة لتشجيع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على المشاركة في التدريبات وتعلم اللعبة. وقد طور الاتحاد الفكرة باشراك المدارس المتخصصة في برنامج التدريب المدرسي.

إقبال هذه الفئة على اللعبة، يصفه رئيس الاتحاد اللبناني للغولف كريم سلام، في حديث إلى "المدن"، بأنه الحلم، ومن خلاله وللمرة الأولى، "استطاعت لعبة الغولف أن تكون أداة لتغيير حياة الناس، لاسيما بعد ردود فعل الأهالي وحماسة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويمكن للاعبين أن يتأهلوا إلى مبارايات عالمية، بعد ما انضم لبنان كأول بلد عربي إلى الاتحاد الأوروبي للغولف للأشخاص المعوقين". ويؤكد سلام أن جميع المبادرات التي تُقام مع المدارس هي مجانية من أجل صنع مُحترفين جدد في هذه اللعبة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها