الإثنين 2018/07/30

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

"حدائق تحت الماء" في صيدا: 10 مركبات تابعة للجيش

الإثنين 2018/07/30
"حدائق تحت الماء" في صيدا: 10 مركبات تابعة للجيش
ينقسم المشروع إلى 3 حدائق تتناسب مع القدرات المتفاوتة للغطاسين
increase حجم الخط decrease

يسأل كثيرون في صيدا عن مشروع "حدائق تحت الماء"، الذي قضى بإغراق 10 مركبات تابعة للجيش اللبناني، السبت في 28 تموز 2018، قرب جزيرة صيدا المعروفة بـ"الزيرة" في عملية دامت 13 ساعة ساهم في إتمامها 20 غواصاً.

عمر المشروع 25 عاماً. كان خلالها فكرة وحلماً لنقابة الغواصين المحترفين في لبنان، التي يرأسها محمد السارجي. أما اليوم، فتحقق هذا الحلم بالتعاون مع جمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا وبلدية صيدا والجيش اللبناني، الذي قدم 10 آليات للمشروع، هي عبارة عن دبابات وملالات. "كما وعدنا قائد الجيش بتقديم هليكوبتر للمشروع لاحقاً"، وفق ما يقول السارجي في حديث إلى "المدن".

قد يكون السؤال عن الأضرار الجانبية للمشروع أول ما يتوارد إلى أذهان كثيرين. لكن، السارجي يؤكد أن "لا أضرار جانبية بيئية للمشروع، بل على العكس من ذلك. فهذه فكرة عالمية نفذتها دول كثيرة بهدف إثراء الثروة السمكية والتنوع البيولوجي البحري". إذ "تعشق الأسماك الحديد"، وفق السارجي، وهي تجد في المركبات مكاناً آمناً لبناء أعشاشها. وتنمو الطحالب والأعشاب البحرية والاسفنج والشِعب المرجانية على المراكب الحديدية أيضاً. ما يخلق مشهداً طبيعياً فائق الجمال. وإذ تزن كل من هذه المركبات نحو 18 طناً من الحديد، فهي تحتاج إلى مئات السنوات لتتحلل وتختفي، فـ"تستفيد منها الأجيال المقبلة"، يقول السارجي.

ينقسم المشروع إلى 3 حدائق تتناسب مع القدرات المتفاوتة للغطاسين. إذ تختلف كل منها عن الأخرى بالمسافة التي تفصلها عن الزيرة والعمق داخل البحر. يبتعد المشروع عن الزيرة مسافة 150 متراً من أجل "الحفاظ على الآثار العائدة لمدينة صيدون الأثرية الفينيقية التي غرقت في العام 647 ق. م. واكتشفناها في العام 1997. وهي موجودة حول الزيرة"، يقول السارجي.

تقع الحديقة الأولى على بعد 150 متراً غربي الزيرة، وهي منطقة تتميز بأرضها الصخرية الناعمة الغنية بالاسفنج والطحالب البحرية والمرجان الناعم. "وضعنا فيها دبابتين وملالة على عمق 12 إلى 13 متراً، فيستطيع الغواص المبتدئ أو هواة الغطس الحر الوصول إليها. أما الحديقة الثانية فتقع شمال غرب الزيرة وتبعد عنها مسافة 250 متراً، ووضعنا فيها دبابتين وملالة على عمق 16 إلى 17 متراً. تتميز هذه المنطقة بهضابها الصغيرة وتنوعها البيولوجي أيضاً".

أما المنطقة الثالثة فتبعد 350 متراً عن الزيرة لجهة الغرب، ووضعت فيها 4 دبابات على عمق 27 متراً. تتألف هذه المنطقة من جور رملية عمقها 150 متراً وصخور ضخمة. "للمنطقة الثالثة قيمة معنوية كبيرة بالنسبة إلينا كنقابة. إذ عانينا طويلاً بامتلائها بالنفايات بسبب مكب صيدا. واليوم هي أكثر نظافة، رغم بعض البقايا التي نسعى إلى إزالتها من خلال تنظيم حملة وطنية"، وفق السارجي.


ليست هذه المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا المشروع في لبنان أو عالمياً. وكانت نقابة الغواصين حاولت سابقاً استقدام إحدى الطائرات التي وقعت في لبنان إلى المنطقة للغاية نفسها، "لكنها تحولت إلى مطعم في منطقة جونية"، وفق السارجي. وفي العام 2012، أغرقت جامعة البلمند سيارة ودبابة وملالة في منطقة العبدة لغايات بحثية. "ما أدى إلى ظهور 75 نوعاً من الأسماك في مدة قصيرة". وفي نيويورك، "أغرق 2200 قطار منذ سنوات"، وفق السارجي.

إذن، للمشروع فوائد بيئية وسياحية- اقتصادية. وهذا ما يذكره عضو بلدية صيدا وجمعية أصدقاء زيرة وشاطئ صيدا كامل كزبر في حديث إلى "المدن"، مشيراً إلى الفوائد التي ستعود على المدينة جراء هذا المشروع. فبالإضافة إلى المنافع البيئية والبيولوجية، فإن "ازدياد الأسماك سيعود بفائدة على الصيادين كما ستصبح صيدا وجهة لمحبي الغوص عوضاً عن السفر إلى البلدان المجاورة لممارستها. ما سيعود بالفائدة على مدينة صيدا". ولعل ما ينتظره الآخرون ممن لا يمارسون رياضة الغوص هو "استقدام قارب زجاجي يمكن الزوار رؤية الحدائق. وهو أمر نفكر فيه"، يقول كزبر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها