الثلاثاء 2018/07/03

آخر تحديث: 08:27 (بيروت)

جيلبير فريحة الأول في العلوم العامة: السر في الأم..والأب

الثلاثاء 2018/07/03
جيلبير فريحة الأول في العلوم العامة: السر في الأم..والأب
لم يحسم جيلبير أمره في ما يتعلّق بالاختصاص الجامعي الذي سيختاره
increase حجم الخط decrease

بعد انتظارٍ بدا له كأنّه دهر، تبدّد الخوف والقلق اللذين كانا يعتريان الطالب جيلبير ايلي فريحة، تلميذ مدرسة سيدة الرسل في قبّ الياس البقاعية، وانفرجت أساريره. فقد نجح في تحقيق حلم أهله وأساتذته وادارة المدرسة ومحبّيه، وكان على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه، فتمكّن من تبوّؤ المركز الأول في امتحانات شهادة الثانوية العامة فرع العلوم العامة SG، على صعيد كل لبنان، وذلك بمعدل 19.23/ 20. "كنت أخشى كثيراً أن أخيّب آمالهم"، يؤكد جيلبير لـ"المدن"، فـ"المسؤولية التي حمّلوني إيّاها كانت كبيرة جداً".

لم يتمكّن والدا جيلبير من تمالك نفسيهما وحبس الدموع التي انهمرت غزيرةً على وجنتيهما لحظة سماعهما النبأ. "الفرحة لا تسعنا"، يقول إيلي لـ"المدن"، "تعجز الكلمات عن التعبير عمّا يخالجنا من مشاعر فرح لا توصف. الحمدلله تعبنا لم يذهب هدراً".

لم يتمكّن ابن بلدة مكسة جارة الوادي من إكمال علمه، فلم يتجاوز تحصيله الدراسي الصف الثامن. وهو يعمل سائقاً لجرّافة وشاحنة. لطالما سعى إيلي إلى توفير كل ما يلزم في سبيل تعليم ولديه فيحقّقان ما عجز هو عن تحقيقه. وهو اليوم فخورٌ جداً بجيلبير، الذي يصفه بـ"النابغة"، مفتخراً بأنّ الراهبة المسؤولة في المدرسة أكدت له "أنها تحارب به على صعيد كلّ لبنان".

لطالما كان جيلبير، منذ دخوله المدرسة، متفوّقاً في صفّه، ومعدّله العام لم يكن يوماً أقلّ من 18/ 20. إلا أنّ ذلك لا يعني أنه كان دائما ذاك التلميذ الهادئ. "عندما كنت صغيراً"، يتابع جيلبير، "كنت أكره المدرسة وغير منضبط، واستمرّرت على هذه الحالة حتى الحادية عشرة من العمر، أي بعدما اعتدت عليها وتأقلمت. لكن علاماتي كانت دائماً مرتفعة".

وعن سرّ تفوّقه، يقول جيلبير: "لدي روح التحدّي منذ صغري، فأنا أتحدّى نفسي باستمرار. ما يحفزّني على المثابرة في دروسي وعدم التقصير في الدرس"، مشدّداً على أنّه "لولا الدعم والتشجيع الذي أحظى به من قبل والديّ، لما كنت وصلتُ إلى ما وصلت إليه".

ورغم أنه كان يتّكل على نفسه في معالجة دروسه ومن دون معونة أحد، نظراً إلى كون والدته، التي تحمل شهادة في المحاسبة، لم تكن تتقن اللغة الفرنسية لأنّ لغتها الأساسية الثانية في المدرسة كانت الإنكليزية، إلا أنّ جيلبير يشدّد على أنّ "الدعم والتشجيع المعنوي الكبير الذي كانت تحيطه به والدته، بالإضافة إلى والده، أهم بكثير من كلّ التدريس والعلم الذي قد يقدّمانه لي".

لا ينكر جيلبير فضل المدرسة والأساتذة الكبير على نجاحه، "وهم الذين لم ينفكّوا، منذ بدء العام الدراسي، عن تشجيعه والمراهنة على تبوئي المرتبة الأولى في لبنان"، يردف جيلبير، "فمستوى المدرسة مهم جداً".

هذه ليست السنة الأولى التي يحتلّ فيها تلميذ من مدرسة سيدة الرسل- قبّ الياس، إحدى المراتب الأولى في شهادة الثانوية العامة في لبنان. فقد حازت العام الماضي، التلميذة نادين عقل المرتبة الأولى في قسم الإنسانيّات.

وتؤكد الراهبة المسؤولة في المدرسة الأخت باولا مراد لـ"المدن"، أنّ "جيلبير تلميذ مواظب وشغّيل، وقد قدّمنا له كل الدعم في المدرسة، تماماً كما ندعم جميع التلاميذ من دون استثناء، والحمدلله نسبة النجاح في المدرسة كانت مئة في المئة"، مشيرة إلى "أهمية دور ادارة المدرسة في هذا الاطار، لكونها من يتابع ويشرف على عمل الأساتذة والطلاب معاً. بالتالي، إذا لم تكن تملك الجسم التعليمي المهني والكفوء القادر على تعليم التلاميذ وتأهيلهم، فلن تحصد النتيجة المطلوبة".

جيلبير لم يحسم أمره في ما يتعلّق بالاختصاص الجامعي الذي سيختاره. إلا أنه بين الطب والهندسة، ويبدو أنه يميل أكثر إلى الهندسة الميكانيكية والالكترونية، وسبق أن تسجّل، قبل صدور النتيجة، في الجامعة اللبنانية بروميه.

جيلبير يدعو جميع الطلاب الطموحين إلى "المثابرة في سبيل تحقيق حلمهم، وألا يتركوا شيئاً أو أحداً يحبطهم أو يقف في طريقهم، لأنّ لبنان يحتاج إلينا أقوياء فنستثمر فيه كل خبراتنا بهدف إنمائه. فإذا لم نحرص نحن على تطويره وازدهاره، من سيفعل؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها