السبت 2018/07/28

آخر تحديث: 00:13 (بيروت)

اكتشافات أثرية ثورية في صيدا

السبت 2018/07/28
اكتشافات أثرية ثورية في صيدا
أثبتت التنقيبات أن تناول الأطعمة كان جزءاً من الطقوس الدينية (Getty)
increase حجم الخط decrease

على مدى 20 عاماً، عملت البعثة البريطانية بالتعاون مع المديرية العامة للآثار على التنقيب ودراسة الآثار في منطقة الفرير الاثرية في شارع الشاكرية في مدينة صيدا القديمة، بهدف إقامة متحف في الموقع. وتوصلت البعثة إلى عدد من الاكتشافات عن منطقة صيدا وسكانها. وهي معلومات قد تنطبق على جنوب ساحل شرق المتوسط أيضاً نظراً لقرب هذه المناطق وارتباطها تاريخياً، قبل الحدود الدولية الحديثة.

تعكس هذه الاكتشافات، التي يعود أقدمها إلى سنة 4000 قبل الميلاد، فرادة موقع الفرير أثرياً وقيمة مدينة صيدا، نظراً لموقعها الجغرافي ومرفئها الطبيعي ذي الموقع الاستراتيجي على طريق التجارة البحرية القديمة. إليكم بعض اكتشافات 20 سنة من التنقيب:

السكان الأصليون
لعل أبرز اكتشافات هذا العام وأكثرها لفتاً للنظر إثبات هذا الموقع أن الفينيقيين هم أحفاد الكنعانيين، وأن لدى الصيداويين المعاصرين حمضاً نووياً مطابقاً تقريباً لأسلافهم الذين عاشوا في لبنان منذ 4000 عام. بالتالي، يثبت ذلك أن الغزوات والهجرات التي مرّت على لبنان لم تغيّر سكانه الأصليين. "وهذا ما يثبت أن لبنان ليس ممراً ولم يكن يوماً كذلك، على عكس التفكير السائد"، وفق رئيسة البعثة الدكتورة كلود سرحال في حديث إلى "المدن".

البرج
في حين كان يُعتقد أن التحصينات الدفاعية الموجودة في مدينة صيدا، وهي تشمل القلعتين البرية والبحرية وبرجين متباعدين عن بعضهما بمسافة 55 متراً ولهما شكل نصف دائري، تعود جميعها إلى القرون الوسطى، "اكتشفنا هذا العام برجاً أكثر حداثة ومختلفاً في تصميمه واستخداماته. إذ استخدم لفترة قصيرة ثم تحول إلى مخزن في عصر المماليك"، تشرح سرحال.


طقوس الدفن
يثبت هذا الموقع الغني بالمدافن، إذ يوجد فيه 169 مدفناً، أن طقوس الموت والدفن استمرت بالانتقال من عصر إلى آخر منذ 4000 عام بالطريقة نفسها في ما يتعلق بإقامة الولائم وتقديم الطعام. "والدليل على ذلك وجود التنور على مقربة من المدافن، حيث كان الكنعانيون يشوون الغنم، الجسم بأكمله أولاً، وبعد مدة اكتفوا بشي أجزاء منه. واللافت أنهم لم يكونوا يشوون البقر، كما تظهر الفحوصات"، وفق سرحال.

الأواني المكسورة
أثبتت التنقيبات أن تناول الأطعمة كان جزءاً من الطقوس الدينية أيضاًـ بالإضافة إلى كسر الأواني داخل المعابد. "وجدنا كثيراً من الأواني المكسورة داخل المعابد التي لم يكن جائزاً إخراجها من المعبد بعد دخولها إليه"، تشرح سرحال.

استخدامات الحبّار
أثبتت التنقيبات أن الحبّار كان ذا استخدامات عديدة في معبد العصر الحديدي. إذ وجد العديد من عظام الحبّار على الأرضية في المعبد، ربما لحمايتها. كما "استخدم الحبار لتزيين الأواني والكؤوس" المستخدمة في بعض الطقوس. وفي حين أن هذه الاستخدامات معروفة في اليونان، فإن "وصولها إلى منطقتنا يثبت التبادلات التجارية مع اليونان أيضاً"، تقول سرحال.

أما اكتشافات البعثة السابقة اللافتة للنظر، فتشمل العثور على عظام لدبب وأسود وفرس البحر في منطقة صيدا. "ما يدفعنا إلى تخيل الغابات وشكل صيدا في العام 3000 ق.م.". كما وجدت البعثة خزنات محمية ومحترقة، "لا نعرف سبب احتراقها. لكنها كانت تحتوي على نحو 160 كيلو فول، 200 كيلو شعير و200 كيلو قمح لكنها ليست حبوباً بالمواصفات التي نعرفها اليوم"، وفق سرحال.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها