الثلاثاء 2018/07/24

آخر تحديث: 11:19 (بيروت)

اللاجئة السورية آلاء الزهوري تحمي السلاحف: أكياس النايلون للتطريز

الثلاثاء 2018/07/24
اللاجئة السورية آلاء الزهوري تحمي السلاحف: أكياس النايلون للتطريز
تتولى آلاء جمع أكياس النايلون من محيط سكنها في البقاع الغربي (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

بصنارة ومقص، تحمي الشابة السورية آلاء الزهوري (22 عاماً) سلاحف البحر من أكياس النايلون، وتضعُ خطة بسيطة لمعالجة التلوث الناتج عن رمي الأكياس في البحر.

فآلاء التي قدمت مشروعاً عن الخياطة مع فريق صغير خلال مشاركتها في برنامج قيادة المشاريع المجتمعية، الذي تنظمه الأونيسكو، لم يحالفها الحظ في الحصول على تمويل. إلا أن أحد المدربين الذي لفته نشاط آلاء، قام بتعريفها بالسّيدة ليلى زاهد التي تهتم بفن التطريز والقضايا البيئية.

قدمت زاهد لآلاء الخيط الأول لفكرة صنع وتنفيذ كروشيه وأدوات للزينة من خلال أكياس النايلون، بدلاً من استخدام الصوف. فمن هنا كانت إنطلاقة Jellyfish، وهو مشروع حرفي بيئي وتوعوي، يُشرك نساء لاجئات سوريات بالعمل من أجل التخفيف من أعباء اللجوء وجعلهن منتجاتٍ اقتصادياً. تقول آلاء إن التسمية مستوحاة من الشبه بين أكياس النايلون وقناديل البحر. فرمي الأكياس بالبحر يؤذي السلاحف المائية ويقتلها. ما يجعل قناديل البحر تتكاثر بشكل كبير. فالهدف هو حماية الناس من القناديل البحرية المؤذية وحماية السلاحف.

تتولى آلاء جمع أكياس النايلون من محيط سكنها في البقاع الغربي، مواجهةً صعوبة كبيرة بإقناع الناس بتجميع أكياس النايلون. فمنهم من يطلب ثمن الأكياس في حال توفرت، ولديهم استعداد لرميها من دون اعطائها ايّاها مجاناً.

المرحلة الثانية من صنع الكروشيه هي ترتيب الأكياس وغسلها وتنظيفها. وقص كل كيس إلى خيوط رفيعة تماماً كشكل خيط الصوف. وبصنارة واحدة تعمد السيدات السوريات إلى تطريز وصنع أشكال عدة من الحقائب اليدوية وأخرى مخصصة للبحر والتسوق، إضافة إلى بعض أشكال الحيوانات والسجاد بألوان الأكياس من أجل الزينة المنزلية. المشروع الذي بدأ منذ سنة ونصف، يحط بشكل غير منتظم في سوق الطيب وبعض المعارض، التي يتسنى لآلاء المشاركة فيها نظراً لسكنها في البقاع. أما أسعار القطع فأدناها 20 ألف ليرة وأقصاها 200 ألف ليرة، وفق حجمها والوقت الذي استهلكته في العمل. كما لجأت آلاء إلى تسويق مبادرتها عبر صفحة خاصة في فايسبوك.


ردود تشجيعية عدة تتلاقها آلاء، لاسيما من مناصري القضايا البيئية، إلا أنها تشكو استهزاء البعض بالقول إنها "أغراض مصنوعة من أكياس النفايات". الشابة المندفعة، رغم صعوبة حياة اللجوء، وتأخرها بمتابعة تعليمها، تأمل دخول الجامعة في العام المقبل للتخصص في مجال الحقوق أو الصحافة. وتؤكد أنها ستنقل مشروعها إلى سوريا في حال قررت عائلتها العودة.

المشروع البسيط، شكل بارقة آمل لعدد من السيدات السوريات، اللواتي يعانين من أوضاع اقتصادية ونفسية صعبة بسبب عدم انخراطهن بالبيئة المحيطة، فوجدن من خلال المشاركة بالمشروع تجدداً لطاقتهن وتأمين الاستقلال المادي. فابتسام، التي عرفت الفكرة من خلال فايسبوك، أنقذتها من "حالة الاكتئاب التي كانت تُحاصرها". تضيف: "لا يمكن المقارنة بين العمل بالصوف وأكياس النايلون. فالأكياس مادة جامدة، تتحايل عليها بوضع كريمات مرطبة لتسهيل إدخال الصنارة، لصنع الأشكال التي بدورها بحاجة إلى كم هائل من الأكياس لتنفيذها".

مشروع JellyFish، الذي يسهم في التخفيف من أكياس النايلون الملوثة للطبيعة والبحر، تأمل آلاء أن تتبناه إحدى الجمعيات البيئية من أجل استمراريته.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها