الخميس 2018/07/19

آخر تحديث: 00:15 (بيروت)

أحمد عامر: أزياء ضد الفساد والسياسيين

الخميس 2018/07/19
أحمد عامر: أزياء ضد الفساد والسياسيين
سيفتتح عامر دار الأزياء الخاصة به أواخر العام 2018 (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

في سن العاشرة، خَطَ أولى رسومات تصاميمه على جدران بلدته البيسارية الجنوبية، في موضة لم تكن مألوفة. هو مصمم الأزياء اللبناني أحمد عامر (25 عاماً)، الذي حقق حلمه بدراسة التصميم والإبداع في مجاله. اختار عامر التخصص في مجال الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية، بسبب عدم قدرة أهله على دفع التكاليف الباهظة لدراسة تصميم الأزياء في الجامعات الخاصة. وفي أروقة الجامعة، كان لوح قاعة المحاضرات مسرحاً لرسوماته التي كان تُبهر أساتذته وزملاء الدراسة. كل هذا وحلم عامر مؤجل.

في العام 2015، تلقى رسالة من زميلته في الجامعة تخبره فيها عن افتتاح معهد تصميم أزياء مجاني في بيروت يسمى مساحة بيروت الإبداعية Creative Space Beirut، وحثت عامر على تقديم طلب للمشاركة. وكانت الانطلاقة التي حلم بها. الشغف، الإصرار والالتزام، هي صفات جعلته يبرع في تصاميمه، التي استمدها على مدى سنواته الثلاث التعليمية من واقع المجتمع اللبناني.

أولى تصاميم عامر، كانت عن واقع المرأة اللبنانية، والاضطهاد الذي تتعرض له. أما الثانية فكانت عربون شكر ومحبة لوالدته، مظهراً من خلال التصاميم علاقته بها من الطفولة وصولاً إلى تحقيق أحلامه. وهو جعل أُمّه تشاركه في تطريز بعض التصاميم، لوضع لمسات الحبّ على مجموعته. أما ثالث مجموعة، فهي مرتبطة بالفساد اللبناني، وقد استوحى رسوماتها من مشاهد السياسيين الممتلئة جيوبهم بالأموال. ففي رأيه، الفكرة هي "سخرية" من الواقع الذي يعيشه لبنان مقدمة عن طريق الأزياء، لتطرح إشكالية الفساد والتأخر في محاربته ورضوخ اللبنانيين لوصاية الأحزاب.



هذه المجموعة شكلت علامة فارقة في الاضاءة على عمل عامر، وحظيت باهتمام محلي وعالمي. يروي عامر بطرافة إعجاب ابنة النائب السابق وليد جنبلاط داليا بمجموعته هذه. ما دفعها إلى شراء عدد من التصاميم. ونقلت داليا لعامر، إعجاب والدها بالمجموعة، فمازحها قائلاً: "هي موجهة إلى السياسيين أمثاله".

لجوء عامر إلى تكريس ارتباط تصاميمه ورسوماته بالواقع اللبناني، نابعٌ من تجاربه الشخصية وتطوعه في جمعيات عدة وعمله على مناصرة العديد من القضايا الحقوقية في لبنان. فهو لا يحصر اهتمامه في مجال واحد كخطوة لتحرير عقله من أجل الإبداع في مجاله.

حب العطاء، يبرزه المصمم من خلال التعليم. فحين أنهى الدراسة في المعهد أصبح من مدرسّيه، لينقل خبرته إلى المبتدئين. وقد خصص منذ فترة شهراً كاملاً لتعليم سيدات في طرابلس، بين 40 و60 عاماً، فن التصميم والتطريز بشكل مجاني. ففي رأيه مثل هذه الأنشطة تمده بالخبرة ويستطيع التعلم منها، حتى لو أن الأشخاص لا يملكون خبرة واسعة. أما عن اختياره مدينة طرابلس، فلأنها تعد من المدن المنسية.

مشاريع عامر المستقبلية كثيرة. أهمها اختيار Brand وافتتاح دار الأزياء الخاصة به أواخر العام 2018، التي يسعى إلى أن تكون أسعاره تناسب جميع الفئات الاجتماعية. فـ"الموضة والأزياء ليست حكراً على الأغنياء". ويقوم عامر بإعداد مجموعة متخصصة من الأزياء سيعود ريعها إلى جمعية حلم التي تُعنى بتحسين الوضع القانوني والاجتماعي للمثليين، إيماناً منه بأهمية رفع وصمة العار عن الفئات المهمشة والأقليات في المجتمع اللبناني، عبر "الفن النقدي الذي أقدمه من خلال الرسم والموضة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها