الأربعاء 2018/06/06

آخر تحديث: 08:55 (بيروت)

بطّاريات قديمة مقابل قوقعة أذن

الأربعاء 2018/06/06
بطّاريات قديمة مقابل قوقعة أذن
عملت الجمعية أكثر من 20 سنة على مشاريع عديدة منها الدمج الاجتماعي
increase حجم الخط decrease

إذا كانت امكاناتك المادية ضئيلة لا تخوّلك المساهمة في تغطية كلفة عملية زرع قوقعة أو شراء سماعة أذن لولد أصمّ، يمكنك التبرّع بطريقة مختلفة عبر تقديم بطارية قديمة لسيارة أو UPS غير صالحة، وبذلك قد تعيد حاسة السمع لفاقديها.

هي الحملة الجديدة التي تسعى جمعية الاصغاء L’Ecoute من خلالها إلى تجميع 10 آلاف بطارية لسيارة أو UPS من أجل تأمين مبلغ 26 ألف دولار، كلفة عملية زرع قوقعة لولد أصم وشراء سماعات للعديد من الأولاد على قائمة الانتظار.

في العام 1999، وُلِدت جمعية الاصغاء انطلاقاً من الحاجة إلى خدمة الصمّ والبكم. وفي العام 2007، قرّرت الجمعية توسيع خدمتها لتشمل حاجات المعوّقين حركياً وبصرياً على ما يقول رئيسها الأب جان ماري شامي لـ"المدن". ويوضح: "تعمل الجمعية على التوعية المواطنية البيئية وتقريب التواصل مع الصمّ، ودعم هذه الفئة في المجتمع لتحصيل حقوقها المهدورة".

في مبادرة إنسانية وبيئية للتوعية على قضايا أصحاب الحاجات الخاصة، تهتم الجمعية بسبل حماية البيئة والحفاظ عليها من التلوّث من خلال عملية إعادة تدوير النفايات وما تجلبه من فائدة اقتصادية واجتماعية، بالتوازي مع إقامة نشاطات تثقيفية وترفيهية تساعد على تأمين المال لشراء سماعات أذن خاصة لمساعدة الصم أو إجراء عملية زرع قوقعة.

انطلقت هذه الخطوة اللافتة من رغبة القيّمين على الجمعية التعاون في مجال الحفاظ على بيئة نظيفة من طريق تطوير أساليب العمل اليومية مع النفايات، في سياق يبدأ بعملية الفرز من المصدر. ويشرح الأب شامي أن عملية فصل النفايات العضوية عن الأخرى القابلة لإعادة التدوير "ترمي إلى تقليص كميّة النفايات التي تنتجها وتحوّل المواد القابلة للتدوير إلى معدّات وأجهزة يستفيد منها الصم والبكم وأصحاب الحاجات الخاصة".

هي جمعية خيرية لا تتوخى الربح. ويأتي مصدر تمويلها من مشاريع بيئية عائدة إلى أعمال مشغل "فنون وكنوز التدوير"، مشغل التكبيس والأشغال اليدوية، التي بواسطتها يمكن الاستفادة منها مادياً لمساعدة المحتاجين.

ولدى سؤال الأب شامي عن كيفية حصول الجمعية على المبالغ المطلوبة من جراء بطاريات السيارات أو UPS المستعملة أو تلك غير المشغّلة، يجيب: "بعد أن تصلنا البطاريات، مستعملة كانت أو معطّلة، نعمل على تفكيكها وتعريب المواد التي تتألف منها، ونرسلها إلى معامل لبنانية نتعاون معها. وهذه الأخيرة تستخدم القطع المفرزة وتحوّلها إلى مواد تستفيد منها في مجالات مختلفة".

ووفق تقديرات الأب شامي، وصل نداء الحملة إلى نحو 6 آلاف شخص عبر موقع فايسبوك، وبحدود 10 آلاف آخرين عبر Whatsapp. ويشير إلى أن ما بين 10 و16 شخصاً من الصم موجودون على لائحة الانتظار، ويحتاج بعضهم إلى عملية زرع قوقعة وبعضهم الآخر إلى سماعة أذن.

تنصب جهود الجمعية، بالإضافة إلى حملة تجميع البطاريات، على نشاط إعادة تدوير النفايات. ويشار إلى أنه من خلال فرم الورق وتجميع 100 ألف عبوة بيبسي، "نستطيع تركيب سماعة لأحد الأولاد، وقد استطعنا بفضل هذا المشروع تركيب نحو 5 سماعات".

عملت الجمعية أكثر من 20 سنة على مشاريع عديدة، منها الدمج الاجتماعي لذوي الحاجات الخاصة وتشجيعهم على الانخراط في سوق العمل وتسهيل التواصل مع الآخرين. ويضمن الأب شامي استمرارية عمل الجمعية من "المبادرات التي تقوم بها في توعية جيل المستقبل على الحفاظ على الطبيعة وتوفير حياة نقيّة في بيئة نظيفة، والحد من هدر المواد الأولية الأساسية كالورق، البلاستيك، الزجاج والكارتون". وتستعد الجمعية لانطلاق مشروع جديد تستحدثه حالياً، وهو مركز تربوي للفرز.

لمن يرغب بالتبرّع أو تقديم بطاريات يمكنه التواصل مع الجمعية على الرقم 70/391908 ويمكن إرسال رسالة خطية على تطبيق واتسآب على الرقم 76/176234. أو زيارة صفحة الجمعية في فايسبوك.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها