الأربعاء 2018/06/27

آخر تحديث: 00:06 (بيروت)

سليم عزام يتحالف مع النساء: الأزياء حكايات الناس والتراث

الأربعاء 2018/06/27
سليم عزام يتحالف مع النساء: الأزياء حكايات الناس والتراث
يحرص عزام على اشراك النساء القرويات في عمله
increase حجم الخط decrease

بين البساطة والأصالة والحكايات الشعبية تلتقي خطوط الشاب سليم عزّام (28 سنة) على الورق، مخطّطة لحياكة قطع قماشية تحمل بعضاً من الذاكرة والتراث اللبنانيين وكثيراً من لمسات النساء اللواتي سهرن على تطريز رسومات سليم على الأقمشة. عزام ليس مصمم أزياء أو صانع صيحات أو مهووس موضة. لكن، قد يبدو مهووساً بالتراث اللبناني، فأصبح "حكواتياً" يكتب حكايات الناس عبر تصميماته الغرافيكية وفي الأزياء أيضاً.

درس عزام التصميم الغرافيكي في الجامعة اللبنانية، قبل أن يسافر إلى كندا، وقد نال الماجستير في التواصل البصري من جامعة "ألبيرتا". لم يكن يخطط لما أصبح عليه، لكنه وجد الطريق تقوده منجذباً إلى شغفه بالجبل والقرى التي نشأ فيها في الشوف في جبل لبنان. ففتحُ حرف الشين وتسكين الواو في حديث عزام في كلمة "شَوْب" هو "الاسم التجاري" لمجموعة التيشرت البيضاء التي عرضها في "أسبوع بيروت للتصميم" (BDW).

A post shared by Salim Azzam (@azzamsalim) on


وجد عزام في الأزياء منصّة مفيدة جداً لنقل حكايات الناس، من شخص إلى آخر. "إذ تتنقل القطعة مع مَن يرتديها من مكان إلى آخر، وتثير تساؤلات من يلتقيهم لغرابتها". لذلك، فأزياء عزام هي "أوراق بيضاء" تستمد قيمتها مما تحمله من رسومات وتطريزات. أما الناس الذي يروي حكاياتهم فهم قدماء القرى، الذين يجلس معهم لـ"قرقعة" المتة والاستماع إلى قصص الماضي والتاريخ.

يحرص عزام، الذي يملك محلاً في أسواق بيروت، على اشراك النساء القرويات في عمله منذ اليوم الأول للمشروع، أي منذ سنتين. في الواقع، يتمحور المشروع في رؤيته وأهدافه على دعم النساء وتمكينهن "من خلال تسليط الضوء عليهن وإبراز إنجازاتهن، وفي هذه الحالة عملهن في التطريز"، يشرح عزام، شاعراً بالأسف حيال ضياع مجهود النساء في المعارض التي تعرض أقمشة للاستعمال المنزلي، بينما تتغلب القطع المطرزة بواسطة الماكينات على تلك المطرزة يدوياً. مع هذا، لا يتساهل عزام أبداً في خفض أسعار الأثواب التي تحمل تطاريز هؤلاء النساء حفاظاً على مجهودهن. فـ"من يرى هذه القطع ويعرف أنها صنعت يدوياً وما تحمله من قصص يفهم قيمتها".

A post shared by Salim Azzam (@azzamsalim) on


يستمد عزام طاقته من هؤلاء النساء، وشغفه من عمله نفسه ليستطيع العمل بشكل متواصل. فهو يدرس بعض مواد التصميم الغرافيكي في الجامعة اللبنانية الأميركية أيضاً. فضلاً عن عمله على بعض المشاريع في مجال التصميم الغرافيكي، حيث باتت له هويته الخاصة فتقصده بعض الشركات المحلية التي تصنع مواد غذائية لبنانية الهوية ليصمم لها المغلفات والبروشورات والدعايات.

"الرؤية هي أهم ما قد يملكه الإنسان"، يقول. فالمهارات والمعرفة لا تكفيان، إذا لم يعرف الإنسان كيف يوظفهما ولماذا. أما عزام فاختار مسبقاً أن يوظف عمله لخدمة المصلحة العامة، وتحديداً النساء. وهو متمسك بهذا الهدف الذي من أجله ترك كندا وعاد حاملاً قلماً ومقصاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها