الأربعاء 2018/05/09

آخر تحديث: 12:23 (بيروت)

هذا ما يفعله الأخوان دير بوغصيان.. بالكراكيب

الأربعاء 2018/05/09
هذا ما يفعله الأخوان دير بوغصيان.. بالكراكيب
من يتخيل أن قوالب الأحذية يمكن أن تتحول إلى مصابيح مكتبية؟ (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

في متجرين متلاصقين في برج حمود، يصنع الأخوان دير بوغصيان أحلامهما التي لا تتوقف. فمن أعمال الخياطة إلى الفن الذي لا تخطهُ رسومات أو خرائط هندسية، بل شغفهما وحلمهما الذي لم ولن يدفن يوماً.

بعد 16 عاماً من العمل في الخياطة، ترك أفيديس عمله وعاد إلى إحياء "الكراكيب" المرمية في متجرٍ الخياطة، الذي كان يمكله والده وتحول بعد وفاته إلى مستودع للأغراض "المنزوعة". فأفيديس وشقيقه كريكور يدمنان جمع الأشياء القديمة وتحويلها إلى أشياء مفيدة.

هذه الهواية التي كبرت مع الشقيقين، دفعتهما إلى تنفيذ مشروعهما الإبداعي "المتجر العتيق the Vintage shop 961"، حيث يقومان بتنفيذ مفروشات غير مألوفة و"عتيقة"، بعد جمع أغراضها من بائعي الحديد، والأثاث العتيق المرمي في النفايات، والأدوات الصحية التي لم تعد تصلح للاستعمال، وآلالات الطبية، ولوحات السيارات، المسجلات، آلات الكاتبة، الكاميرات متعددة الأزمنة، وغيرها من الأدوات التي لا تخطر في بال أحد. فالمكان أشبه "بانفجار من الماضي"، يقوم أفيديس وكريكور بتحديثه على طريقتهما الخاصة. فـ"نحن نشعر بسعادة لا توصف حين نقوم بإنتاج أشياء غير عادية".


يستخدم الأخوان مهاراتهما الفنية لانتاج أعمال حرفية وزخرفية، عبر دمج العديد من العناصر. كأن يحولا الهاتف القديم إلى حقيبة نسائية غريبة الأطوار، أو تحويل أدوات مكنة الخياطة وكراسي مطعم كانت مرمية إلى ديكور منزلي. ويستخدمان أرقام لوحات السيارات لصنع ساعات حائط مع مُشغل الأسطوانات القديم. وقطع السيارات القديمة حولاها إلى خزانة لغرفة أطفال، وتستعمل كديكور تجميلي، غريب عن أذهان الناس.

وحتى الأدوات العسكرية لها أهمية كبرى. فبعضها تحول إلى طاولات، ومقاعد خشبية وأخرى مصابيح لإضاءة المكاتب. "كل شي له لزوم"، هي مقولة الأخوان، التي ليست قولاً فحسب بل فعل. فهما يطوران الأشياء المهملة التي يجدانها في أي مكان، مساهمين في ذلك في إعادة تدوير وتصنيع النفايات والأغراض المتلفة.

يشتريان الخردوات بأسعار زهيدة، لا يتجاوز سعر الكيلو الواحد منها 5 آلاف ليرة، لصنع أعمال زخرفية بعضها لا يقدّر بثمن، وفق ما يقول أفيديس لـ"المدن". فـ"بعض الأشياء المعروضة لا أقوم ببيعها نظراً إلى قيمتها الثمينة والمعنوية بالنسبة لي، ولا أستطيع تحديد سعر لها".

فمن يتخيل أن قوالب الأحذية يمكن أن تتحول إلى مصابيح مكتبية وأشكال هندسية تُستخدم في "ديكورات" بعض المطاعم والملاهي الليلية؟ ساعات يمكن أن يقضيها الزائر في المتجر من دون الملل من حديث الأخوين عن كيفية تصنيع أعمالهما. ولا ينكر الأخوان قلة الطلب على أغراضهما المعروضة للبيع، نظراً إلى قلة زبائن هذا النوع من الأعمال، إلا أن حبّهما لهذا العمل يدفعهما إلى عدم الاستسلام.


يتفرغ الأخوان بشكل كامل لأعمال المتجر، برفقة الكلب كلير، الذي لديه دور أساسي في إدارة المحل، وفق أفيديس. فهو يتولى الحراسة، وفي بعض الأحيان يقوم بمهمة التسويق للمتجر من خلال تفاعله مع المارة أثناء عبورهم أمام المحل. ما يدفعهم إلى رؤية الأغراض المعروضة للبيع، واستكشاف "كنزهما العتيق".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها