الجمعة 2018/05/04

آخر تحديث: 12:45 (بيروت)

عباس صيداوي: مشروع للسياحة الافتراضية في لبنان

الجمعة 2018/05/04
عباس صيداوي: مشروع للسياحة الافتراضية في لبنان
يسعى عباس صيداوي إلى فسح المجال للسياح لاختيار المعالم التي يودون زيارتها
increase حجم الخط decrease

توصل عباس صيداوي، وهو طالب دكتوراه في مجالي الروبوتات والواقع الافتراضي، إلى اطلاق مشروع عن السياحة الافتراضية في لبنان. استعمل عباس في مشروعه تقنية virtual reality، التي تمنح فرصة خوض غمار تجربة ثلاثية الأبعاد أشبه بالحقيقة. إذ يمكن أن تنقلك هذه التكنولوجيا إلى مكان معين وتجعلك قادراً على عيش تجربة كاملة من ناحية الحركة في داخله، وتفقد تفاصيله من كل الزوايا.. مع مؤثرات صوتية. ويتضمن المشروع، بالإضافة إلى الواقع الافتراضي، تقنية الواقع المعزز (augmented reality)، التي بإمكانها أن تضيف أشياء وأشكالاً إلى المكان الذي تعيش فيه هذه التجربة. كل ما هو مطلوب من الشخص، كي يعيش هذه التجارب، هو ارتداء نظارات خاصة لكل تقنية.

تلقى صيداوي الدعم والاقتراحات من فريق مستشارين مكون من أستاذي الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، هما عماد الحاج ودانيال أسمر، بالإضافة إلى الدكتورة في كلية العمارة هويدا الحارثي. استعمل الفريق تقنية الواقع الافتراضي، وتم تطبيقها على معلمين سياحيين في لبنان. المعلم الأول هو صخرة الروشة، حيث تأخذك النظارات في رحلة فوق صخرة الروشة مصحوباً بصوت البحر. ويمكنك أن تتابع الرحلة إلى داخل الصخرة، وكأنك في سفينة داخل البحر.

أما المعلم الثاني، فهو قلعة جبيل الأثرية، حيث تأخذك التقنية في رحلة داخل القلعة مع إرشادات سياحية وشرح تاريخي عن القلعة ومكوناتها. كما استطاع الفريق أن يظهر القلعة من الداخل قبل تعرضها للدمار الجزئي عبر الزمن، وذلك عبر تصورات وتخيلات معمارية وتوقعات شبه دقيقة للتغيرات التي تعرضت لها. كما استطاع الفريق وضع أهم التماثيل في المتحف الوطني، ووضع تفاصيل ومعلومات عن كل تمثال في صالة مستخدمي تقنية الواقع المعزز.


لكن، كيف تعمل هذه التقنية؟

تبدأ العملية باستحضار شكل ثلاثي الأبعاد، ويكون ذلك عن طريق التقاط صور متصلة بالمعلم من جميع الزوايا مع حركة دقيقة في اتجاهات معينة، من ثم يتم تركيب ومعالجة هذه الصور بدقة للحصول على الشكل ثلاثي الأبعاد للمعلم. بعدها يتم دمج هذا الشكل مع محيطه، أي البحر والسماء في حالة صخرة الروشة. وتتم إضافة مؤثرات صوتية وآلية للحركة عن طريق برنامج خاص.

الهدف الأساسي من المشروع هو حفظ الحضارات والآثار عبر الزمن، وحمايتها على الأقل بواسطة هذا النوع من التكنولوجيا في حالات الدمار الجزئي أو الكامل. والهدف الآخر هو تعزيز السياحة بشكل عام والسياحة الافتراضية، عن طريق فسح المجال للسياح باختيار المعالم السياحية التي يودون زيارتها، خصوصاً إذا أصبحت هذه التقنيات والبرامج متوافرة لدى الناس أو إذا تم تزويد بعض المرافق العامة بها، مثل المطار.


وكان الفريق قد شارك في منتدى الاقتصاد العالمي الذي حضره نائب رئيس الحكومة اللبنانية غسان حاصباني وغيره من الشخصيات السياسية من جميع أنحاء العالم. وكان الهدف من المشاركة هو تعريف الحضور على واحدة من أهم التقنيات ونشر الثقافة اللبنانية عن طريق عرض المعالم السياحية المعروفة.

"يمكن استخدام هذه التقنيات في كثير من المجالات. ومن المحتمل أن تدخل في تطوير كثير من الاختراعات في المستقبل"، يقول صيداوي. يضيف: "على سبيل المثال، يمكن استخدام هذه التقنيات في مجال الطب والمساعدة في اجراء العمليات الجراحية وتدريب الأطباء الجدد".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها