الخميس 2018/05/31

آخر تحديث: 12:38 (بيروت)

بالفيديو: جبريل برهم "يصنع المعجزات" لذوي الاحتياجات الخاصة

الخميس 2018/05/31
بالفيديو: جبريل برهم "يصنع المعجزات" لذوي الاحتياجات الخاصة
تخصص جبريل في هذا المجال نابع من تجربة شخصية مع شقيقه (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

جبريل برهم (32 عاماً) مدرب سباحة "يصنع المعجزات" تحت الماء، وفق ما يُعرف العلاج المائي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. "الكوتش"، أردني الجنسية، حاصل على إجازة في التربية البدنية وطالب ماجستير بعلوم حركة الميكانيك والسباحة.

تخصصه في هذا المجال نابع من تجربة شخصية مع شقيقه محمد، الذي يعاني تهتكاً في خلايا الدماغ، بسبب ارتفاع درجة الحرارة في جسده في عمر الـ4 سنوات، إذ بدأ معه التدريب والعلاج الفيزيائي تحت الماء. ومع تحسن قدرات شقيقه، قرر جبريل نقل تجربته إلى آخرين. وعندما استقر في لبنان بدأ تدريب أطفال الاحتياجات الخاصة. ففي نادي سباحة متواضع، يدرب جبريل أكثر من 30 طفلاً في المسبح، مع أطفال آخرين. يملأ جبريل المسبح بالأطفال الذين يملؤونه بالإرادة والتحدي والفرح.

تتسارع خطوات الطفل حسين الطويل حين يصل إلى مدخل المسبح، ليجهز نفسه للسباحة. فهو المصاب بالشلل الدماغي، بدأ بالحصص التدريبية منذ 8 أشهر. وبفضل مدربه "المحبوب" ومواكبة أهله الدائمة بدأ حسين يتحسن بشكل كبير. إذ طورت السباحة قدراته العضلية والوحدات الحركية لأطراف جسمه، إضافة إلى استقامة العمود الفقري. واستطاع اكتساب تقنيات السباحة التي تتناسب مع وضعه، ويقوم بالسباحة على عمق 3 أمتار، صانعاً إنجازاً لنفسه ولذويه.

همُ والدة حسين أن ترى ابنها يعتمد على نفسه، من دون مساعدة أحد. وأن تزداد ثقته بنفسه ويندمج مع جميع الأطفال بشكل عادي. وبسبب كل هذا التدريب يعتبر حسين "أيقونة فرح" للمحيطين به، وزملائه في المدرسة، بعد تحسن وضعه الجسدي والنفسي.

هي حالة حب واضحة بين حسين ومدربه، تترجم بطريقة تواصلية في بركة السباحة. فعمل جبريل في المياه يتطلب تفهماً لسلوكيات الأطفال، التي تترجم بطرق مختلفة منها البكاء والضرب والخوف. لذا، عليه متابعة تعابير وجه الطفل ومشاعره، وليس اعطاءه التعليمات لممارسة السباحة فحسب. وتختلف المهمات والطرق التدريبية بين طفل وآخر تبعاً للحالة الخاصة التي يعانيها كل واحد منهم. فيعيش "الكوتش" حالة قلق ومشاعر سلبية تتبدد سريعاً حين يرى الأطفال يطورون مهاراتهم يوماً تلو الآخر. فـ"هؤلاء لديهم مواهب تحتاج إلى من يكتشفها ويستثمرها بحسب التوجه العلمي الصحيح لكل حالة".

يروي جبريل قصص النجاح التي حققها مع الأطفال، الذين يشعرون أن السباحة بالنسبة إليهم حرية، لا يستطيعون الحصول عليها على الأرض. تماماً كالطفل محمد شومان، الذي استطاع أن يشارك في مسابقة للسباحة في مصر منذ عامين عن فئة المصابين بالشلل الدماغي وحصل على ميدالية ذهبية. فبفضل التدريب استطاع محمد أن يتخلى عن الكرسي المتحرك وبدأ يمشي باستخدام آلة المشي، وتمكن من المشاركة في المسابقة الدولية.


صعوبات كثيرة تواجه عمل جبريل، أبرزها معاناته عندما بدأ البحث عن مسابح تستقبل أطفال الاحتياجات الخاصة من أجل معالجتهم بكلفة زهيدة. فمعظم إدارات المسابح رفضت استقبالهم، فيما بعضها طلب مبالغ طائلة تفوق قدرة الأهالي والمدرب. والمسبح الوحيد في العاصمة بيروت الذي استقبل جبريل والأطفال غير مجهز لوجستياً لحالاتهم، وهم يواجهون صعوبة بالنزول على الدرج واستعمال المراحيض. لكن إصراره، مع أهالي الأطفال، دفعهم إلى تجاهل هذه المعوقات من أجل تحقيق أهدافهم. يشعر جبريل أن الأطفال الـ30 هم عائلته، لا يتعب من العطاء معهم، "يعلمونني دروساً في التحدي والقوة والإرادة التي تبهرني كل يوم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها