الأربعاء 2018/05/30

آخر تحديث: 08:31 (بيروت)

الشمال: 4 طلاب في هندسة اللبنانية يصممون حيّاً بيئيّاً

الأربعاء 2018/05/30
الشمال: 4 طلاب في هندسة اللبنانية يصممون حيّاً بيئيّاً
نجح الطلاب الأربعة بإنجاز مشروعهم بحرفيّةٍ عاليّة
increase حجم الخط decrease

للمرّة الثالثة على التوالي، استطاعت مجموعة من 4 طلاب من قسم الهندسة المعمارية في كلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية في الفرع الثالث في طرابلس، أن تتصدر المرتبة الأولى في المسابقة المعمارية للأحياء الخضراء التي شاركت فيها مجموعة من كليات العمارة في الجامعات اللبنانية.

هذه المسابقة، التي فاز فيها كلّ من الطلاب: ديما المرعبي، أسيل تليجة، هدى المواس وعمر حسن، تنظمها سنويّاً جمعية Ecosolutions بالتعاون مع نقابة المهندسين في الشمال ومجلس لبنان للأبنية الخضر، كانت هذه العام بالتعاون مع بلدية راسمسقا في الكورة.

وفي حديثٍ إلى "المدن"، تشرح أسيل تليجة تفاصيل المشروع الذي استغرق انجازه مع زملائها 3 أشهرٍ كاملة، بعد انتهاء أول فصلٍ من العام الدراسي، سنة تخرجهم، حيث طُلب منهم إنجاز مشروع محترف عمارة، تحت إشراف 4 من أساتذتهم المهندسين، وهم: فؤاد حسنين، غابي خرياطي، وائل دبس ودانا قاوجي. وقد قرر الأساتذة، اعطاءهم مشروعاً طرحته Ecosolutions، مثلما درج كلّ عام، يهدف إلى التركيز على العمارة والأبنية الخضراء، بعد أن يختاروا مساحةً معينة تعاني من مشاكل تحتاج إلى الحلّ. وكان اختيارهم الأرض التي تقع خلف الكسارة في منطقة راسمسقا.

فكرة المشروع الذي حمل لقب Eco Quartier، وفق أسيل، كانت في إنشاء حيّ بيئي في هذه الأرض، على أن يأخذ بالاعتبار مباني قريبة منها: المدرسة، المستوصف في راسمسقا، البلدية الجديدة، موقف السيارات، مركز الدفاع المدني والصليب الأحمر. هذا، إلى جانب العمل على إعادة تأهيل المستوصف والمدرسة والكنيسة وقاعة الكنيسة، ومراعاة بوابة الأرض التي تأخذ شكل القنطرة. ومن المعايير الأساسيّة للتحكيم، "أن لا نعطي مجالاً لكثافة حركة السير، وأن نؤسس لمساحة تواصل اجتماعي تجمع أبناء الحي، مع تجميع مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي التي تحافظ على التنوع البيولوجي، والاقتصاد في استهلاك الكهرباء والاعتناء بجودة المواد التي نستخدمها".

نجح الطلاب الأربعة بإنجاز مشروعهم. وتقول أسيل تليجة: "عكس تصميمنا الحياة الخضراء، التي ينعم بها سكان الحيّ من خلال رسم خريطة البلدة القديمة ودمجها مع التصميم الجديد". فلماذا اختارت اللجنة هذا المشروع؟

بعدما عرض الطلاب مشروعهم أمام اللجنة نوّهت باحترامهم كلّ المعايير التي نفذوها باحترافٍ كبير. فـ"أشارت إلى أننا كنا مواكبين للتكنولوجيا، وحافظنا على الماء، واحترمنا المكان وتراثه الذي مزجناه في قالبٍ حديث، وعززنا التواصل بين أبناء الحيّ في ساحةٍ حرّة تجمعهم. كذلك، وضعنا كلّ التفاصيل حول توزيع الساحات بما يتناسب مع الشمس والهواء وتدرجاتهما، إلى جانب الدخول في كلّ تفاصيل المباني، وأعطينا للمنطقة خصوصيتها بتعزيز ثقافة احترام البيئة".


تعتبر أسيل تليجة أنّ هذا المشروع كان علامةً فارقةً في مشوارهم الدراسي، الذي يرسم معالم مستقبلهم المهني. وتقول: "تعلمنا دروساً كثيرة لن ننساها في المستقبل". فـ"أيّ مشروعٍ نريد تصميمه لاحقاً، يجب أن نعطي فيه الأولويّة للمساحتيّن البيئيّة والاجتماعيّة. لأنّ تصميم مشروعٍ جميل تحبّ الناس العيش في داخله، هو من واجب المهندس- المصمم، الذي يجب أن يحترم الطبيعة والبيئة في تصميمه، ويدفع الناس إلى العيش في مساحة تعزز تواصلهم الاجتماعي، وأن لا يشكل تصميم العمارة عبئاً على البيئة في المستقبل".

وتقديراً لتبوء مشروعهم المركز الأول، فاز الطلاب بمبلغٍ مالي، إلى جانب فرصة المشاركة في سلسلة من الدورات وورش العمل المهمة التي تعزز مهاراتهم الهندسية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها