الثلاثاء 2018/05/29

آخر تحديث: 04:43 (بيروت)

حجاب مريم ݒوجتو يقسم فرنسا

الثلاثاء 2018/05/29
حجاب مريم ݒوجتو يقسم فرنسا
تحظى ݒوجتو بدعم قيادة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا (Getty)
increase حجم الخط decrease

لغاية أسابيع خلت، كانت مريم ݒوجتو Maryam Pougetoux مجرد طالبة فرنسية مغمورة في سن الـ19، تواظب في السنة الجامعية الثالثة لنيل شهادة الليسانس في الأدب الفرنسي ومهن الكتابة والتحرير.

لكن الإضرابات والاعتصامات الطلابية التي شهدتها معظم جامعات فرنسا في أيار 2018، ما أدى إلى تعثر السنة الدراسية وخلق بلبلة وعرقلة الامتحانات وتدخلات عنيفة من جانب قوى الأمن، هي التي وجّهت الأضواء نحو الشابة ݒوجتو. فهي رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا UNEF، فرع جامعة السوربون (باريس 4). و"اللافت" بالمعنى الحرفي: إنها محجبة، لكونها سليلة أسرة فرنسية اعتنق بعض أفرادها الإسلام، بينما بقي آخرون كاثوليكيين. "رغم ذلك، فإن أفراد العائلة يعيشون بتناغم ووئام تامين، ويحترم كل منهم خيارات الآخرين"، مثلما تشدد عليه.

في أي حال، أجج ظهورها في تقارير تلفزيونية، للتحدث باسم النقابة الطلابية القوية، جدلاً حاداً طال شبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً أعلى مستويات الحكومة. فمثلاً، جيرار كولومب، وزير الداخلية ذو النفوذ القوي (بحيث يعدّه بعض المحللين "رئيس وزراء في الظل")، أعرب عن امتعاضه علناً، مؤكداً أن القيادية الطلابية "بظهورها مرتدية الحجاب، تعمدت إبراز انسلاخها عن المجتمع الفرنسي"، ذاهباً حد الادعاء بأن ذلك يشكل "عملاً استفزازياً".

مارلين شياݒا، وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين الرجل والمرأة، أصرّت من جانبها على القول إن ݒوجتو "أزمعت الترويج للإسلام السياسي من خلال منصبها والمنبر المتاح إليها". أما المعنية، وهي حفيدة أحد مقاومي الاحتلال الألماني لفرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، فتشدد على أنها "مجرد مواطنة فرنسية مسلمة ومحجبة، ليس إلا". وتؤكد أنها لم تتوقع بتاتاً أن تسلط الأضواء عليها يوماً، ولم ترغب في ذلك قط. ووصفت وزير الداخلية بأنه "مثير للشفقة".

وإذ تواجه ݒوجتو حملة ضدها لدى بعض شخصيات الحكومة وفئات من المجتمع الفرنسي، لاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي (حيث بات موضوعها "فيروسياً")، فإنها تحظى في المقابل بدعم أوساط وشخصيات كثيرة، بدءاً بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، الذي تترأس فرعه في جامعة السوربون العريقة منذ نهاية العام الماضي، 2017. وأكدت قيادة الاتحاد أن ݒوجتو "انتُخبت رئيسة لفرع السوربون لكفاءتها وأهليتها، ولا علاقة لذلك بمعتقداتها". كما انبرت لتأييدها شخصيات كثيرة، إعلامية وسياسية وعلمية، أثناء الندوات التلفزيونية العديدة التي يتم خلالها يومياً، منذ أسابيع، التطرق إلى قضية حجابها.

وفي العدد الصادر في 28 أيار 2018، شددت جريدة ليبراسيون واسعة الانتشار على "اللبس والارتباك الذي أحدثته قضية ݒوجتو بين قاعدة حزب فرنسا السائرة الحاكم وقيادته"، وأيضاً ضمن قيادته نفسها، "التي وقف بعض أفرادها موقفاً صارماً، بينما فضل آخرون التروي والاعتدال في هذه القضية". وتحت العنوان البارز "ݒوجتو رمز ارتباك الطبقة السياسية والإعلام تجاه الإسلام"، أكدت الصحيفة أن قيادة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا، مثلاً، تنتمي إلى حزب "لا فرانس آن مارش"، وهي متضامنة مع الطالبة المحجبة، بينما أعرب أعضاء في الحكومة عن مواقف مناقضة تماماً. كما لاحظت ليبراسيون "تغيراً واضحاً في موقف الاتحاد إزاء الحجاب، الذي استهجنه قبل 5 سنوات، ودعا إلى منعه في الجامعات، بينما يقف اليوم موقفاً محايداً، بل ومتضامناً مع إحدى عضواته المحجبات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها