الخميس 2018/05/10

آخر تحديث: 18:40 (بيروت)

أطفال فنانون في بيت بيروت

الخميس 2018/05/10
أطفال فنانون في بيت بيروت
أربعة مشاريع توزّعت في الزوايا المختلفة تنقّل بينها الطلاب (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
عجّ بيت بيروت، صباح الخميس في 10 أيار 2018، بضحكات وثرثرات الأطفال القادمين من مختلف المناطق اللبنانية كي يعرضوا أعمالهم الفنية ويتعرفوا إلى أعمال زملائهم من مدارس رسمية أخرى تحت عنوان "الإقامة الفنية في المدارس الرسمية للسنة الدراسية 2017-2018". أربعة مشاريع توزّعت في الزوايا المختلفة تنقّل بينها الطلاب ملتقطين الصور ومستمعين إلى ما يقوله الفنانون غير مكترثين بالزوار المعجبين بالاعمال الفنية والفرحين لفرحة الاطفال. نظم هذا المشروع مبادرة "بيروت متحف الفن" (بما) الذي يهدف إلى تسليط الضوء على الفن الحديث والمعاصر.


الداخل إلى المعرض، تطالعه شنتال فهمي أمام خلفية من الصور السوداء التي تعلوها "خيالات" طفيفة لورود وأوراق شجر، منها ما هو معلق على الحائط ومنها ما هو "منشور" على حبل ومعلق بالملاقط. عملت فهمي على مشروع "حديقتي" مع طلاب من مدرسة راشيل إدّه الرسمية، في سبعل زغرتا، من أجل تنمية فهم التلاميذ لدور الضوء الطبيعي في التقاط الصور وتنمية وعيهم لعناصر الطبيعة وجماليتها وضرورة الحفاظ عليها. واللافت في هذا المشروع أنه لم يتطلب "كاميرا فوتوغرافية بل من خلال وضع الأزهار الجافة على نوع معين من الأوراق وتحميضها في غرفة معتمة"، وفق شنتال في حديث لـ"المدن". أذهلت هذه التجربة التلميذ إيلي عبدالله الذي لم يكن يتوقع "أن تتحول زهرة عادية إلى تحفة فنية، وأن نستطيع أن نصنع من ورقة عادية شيئاً كبيراً". فهو لم يكن يحب الرسم والفنون، لكن "أسلوب شنتال جعلني أحب ما قمنا به"، يقول إيلي.

مقابل المدخل نافذة خشبية عليها دمى ذات وجوه تبدو وكأنها محفورة بالحجارة لدقّة تفاصيلها، لكنها مصنوعة من كرتون رقيق فوق أقمشة ناعمة. عملت "مجموعة كهربا" على مشروع "دمة متحرّكة وفيديو" مع طلاب مدرستي كمال جنبلاط الرسمية وزحلة الرسمية المختلطة، حيث تعلّم الطلاب تحريك الدمى "وخلق شخصيات تتفاعل مع بعضها البعض في المجموعة"، وفق ما تقول ماريليز عاد محركة الدمى والطبيبة المهرجة في المجموعة. "تعلمنا أنه في امكاننا صنع دمى تفرح الأطفال الذين لا يستطيعون شراء الألعاب من مواد بسيطة وتحريكها وتقليد أصوات لتصميم عرض. وتمكننا الدمى من التعبير عن مشاعرنا، كالصراخ مثلا"، يقول الطلاب كريستين عبد القادر ونور الأشقر وراف بوحمدان لـ"المدن".

ودرّبت الفنّانة الفرنسية الإيرانية ثريا غيزلباش تلاميذ من مدرستي صور الرسمية للبنات وحارة صيدا الرسمية، على استخدام تقنية الطباعة على النسيج. وهي إحدى أقدم الطرق المعتمدة للطباعة. "طلبت من التلاميذ اختيار شيء ما يحبونه في مدينتهم وأن يطبعوه على الكراتين البيضاء بالألوان التي يحبونها"، تقول ثريا. فمنهم من اختار أشجار النخيل أو أشجاراً خضراء، ومنهم من  اختار المباني وجامعاً وعصافير. واختار البعض الآخر البحر والسمك والصخور والقوارب.

أمّا "استديو كواكب" فأراد رفع الوعي لدى طلاب من منطقة جبيل في تكميلية جبيل الأولى الرسمية ومتوسطة الأمير شكيب أرسلان في فردان، بشأن "حقهم العام في ارتياد الشاطئ والبحر الذي لا يبعد عنهم والأنشطة التي يمكنهم ممارستها في هذه المساحة من خلال الفن التجريدي"، وفق ما يقول دايفيد حبشي لـ"المدن". فأعد طلاب "شكيب ارسلان" أفلاماً قصيرة من الرسوم المتحركة عبروا من خلالها عن علاقتهم بالبحر. أما تلاميذ "جبيل الأولى" فلونوا أوراقاً بيضاء بألوان شمعية فرحة وفاتحة، وجمعوها مع بعضها ليفرشوها في المعرض على شكل بساطٍ ظهر فيه رسم البحر بمعايير مجردة ومغايرة للصورة التقليدية للبحر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها