ساعة عبدالرحمن الذكية تتوقع نوبة السكري قبل حدوثها

بعد الانتهاء من المرحلة النظرية والتجارب، دخل فريق من الخبراء والطلاب الجامعيين مرحلة وضع نموذج مبدئي لساعة CEGTOG الذكية. وهي ساعة عصرية تقيس نسبة السكر في الدم بشكل متواصل ومنتظم من دون أي عملية شك أو غرز. وتعتبر هذه الساعة الأولى من نوعها، حيث لم يتوصل أحد من قبل إلى قياس نسبة السكري بشكل دوري وتجنب الغرز أو الشك وتكاليفه الباهظة، مع نسبة دقة تصل إلى 95% بعد التجارب النظرية. ويقدر الفريق أن صلاحية الساعة تستمر لـ3 سنوات.

يتألف الفريق من 4 أعضاء من مختلف الخلفيات، وفريق مميز من المستشارين في مجالات إدارة الأعمال والهندسة الطبية والطب. العضو الأول في الفريق هو عبدالرحمن قادري، طالب علوم كمبيوتر في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو مؤسس المشروع. العنصر الثاني هو طارق محمد وهو اختصاصي في مجال تطوير إدارة الاعمال. أما العنصر الثالث في الفريق فهو رمزي حلبي الحائز دكتوراه في الهندسة الطبية واختصاصي معالجة إشارات (Signal Processing). أما العضو الأخير في الفريق، فهي مها دَخول المتخصصة في الأبحاث السريرية.

لكن، كيف تعمل الساعة؟

للقيام بعملية الفحص، تقوم الساعة بإرسال موجات الراديو بواسطة انتينات قوية في اتجاه شرايين الدم. وارتدادات هذه الموجات إلى الساعة تسمح لها بتحديد نسبة السكري (Glucose) في الدم. لا بد من الإشارة إلى أن ليس للساعة أي مخاطر زائدة عن خطورة الأجهزة الالكترونية التقليدية، التي نستعملها في حياتنا اليومية. فليس للساعة أي ضرر على البشرة، ولا أي تأثير على الحمض النووي. كما أنها تصنف من الأجهزة قليلة الخطورة باعتراف FDA (إدارة الغذاء والدواء الأميركية).

تُحفظ البيانات على الساعة، وترسل إلى تطبيق ذكي على الهاتف، الذي يدرسها ويحللها من خلال معادلات خوارزمية وحسابية لتقدير وتوقع أي هبوط أو ارتفاع في نسبة السكري. ويقوم التطبيق بإنذار المريض من خلال الهاتف الذكي وشخص مسؤول عن المريض، بالإضافة إلى أقرب مركز طوارئ في الحالات الطارئة. وتصدر الساعة ارتجاجات واشعارات. هكذا، يكون المريض قد تجنب نوبات السكري، ووجد لها حلاً استباقياً. ما يقلل من تأثيرها ومن تكاليف طبية إضافية. وتتيح CEGTOG المجال للطبيب المعالج الاضطلاع على ملف المريض وتحليل سلوكية التغيرات عنده.

"منذ 3 سنوات، عندما دخلت الجامعة وصلني خبر وفاة جدتي بسبب نوبة سكري مفاجئة. تمنيت لو كان بإمكاننا توقع النوبة وانقاذها بأي طريقة ممكنة. من هنا استوحيت فكرة CEGTOG"، يقول قادري. يضيف: "CEGTOG هي ساعة ذكية بإمكانها انقاذ كثيربن من 1.6 مليون ضحية لمرض السكري في العالم. وذلك مع فعالية وسعر أفضل من الأساليب التقليدية أو الأساليب الحديثة، باهظة الثمن، التي تشكو من الخلل في أماكن معينة".

كان الفريق يمول المشروع تمويلاً ذاتياً، لكن مع تقدم الخطوات وتطور المشروع لم يعد باستطاعته تحمل نفقات المشروع، فاتجه نحو المسابقات العربية والمحلية للفوز بالجوائز المادية والخبرة الكافية، بالإضافة إلى غيرها من المنح أو التبرعات. وكان الفريق قد وصل إلى أدوار نهائية فيها، وسيشارك قريباً في منافسة MIT العالمية، التي ستجري في عُمان.