2018 لبنان: مجتمع الانتصارات الصغيرة والصدمات الكبيرة

رغم كل شيء، يحتفظ المجتمع اللبناني بحيوية السجال كما بحماسة التغيير والمبادرة، مجتمع مدني عنيد رغم أقلويته، لكنه فعّال ومؤثر. يسجل انتصارات صغيرة ويتلقى صدمات كبيرة.

على هذا المنوال، تظل نضالاته من أجل نمط حياة لائقة، ومن أجل بلد يستحق الحياة الفضلى. وهو، وإن اعترته ظواهر سلبية كالعنصرية والممارسات التمييزية، بل وأحياناً استشرت فيه مظاهر عنف وميول رجعية.. ينحو إلى تكريس قيم أرقى وترسيخ ثقافة أكثر تسامحاً وانفتاحاً واقتراباً من مجتمع يعلي "حقوق الإنسان" فوق الاعتبارات الأخرى.

واقع اللجوء
في العام المنصرم، واجه المجتمع اللبناني، حقيقة أن 80 في المئة من اللاجئين في لبنان، لا يملكون إقامة قانونية، ويواجهون خطر الترحيل لوجودهم غير القانوني في البلاد. ويسجل للبنانيين مقدرة معقولة جداً في التكافل والتضامن مع هؤلاء اللاجئين، على الرغم من الأعباء الكبيرة.

حرية جنسية
سجل القضاء اللبناني سابقة حقوقية تستحق التقدير. ففي كانون الثاني، طعن قاضٍ في الأسس القانونية لتوقيف رجال بتهمة السلوك المثلي، معلنا بقرار من المحكمة أن "لمثليي الجنس الحق في إقامة علاقات إنسانية أو حميمة مع من يريدونه من الناس، من دون أي تمييز لجهة ميولهم الجنسية".

عمران
في سياق تدمير الإرث العمراني لمدينة بيروت، كان تهجير مدرسة ليسيه عبد القادر، مع خطر هدم المبنى التراثي، الفريد بهندسته، ما استدعى حراكاً مدنياً وإعلامياً للحفاظ على هذا المعلم.

شيخ البازورية  
عاد سجال حرية بيع وتناول الكحول في بعض قرى الجنوب، إثر انتشار دعاوي شيخ شاب في بلدة البازورية، يكفّر فيها بائعي الكحول، ويذمّ أهل القرية لعدم استجابتهم لدعاويه.  

قانون المفقودين
بعد مرور أكثر من 43 عاماً على قضية مفقودي الحرب اللبنانية، وبعد محاولات السياسيين الكثيرة من التملص من هذا الاستحقاق الحقوقي والانساني، أقرّ المجلس النيابي قانون المفقودين والمخفيين قسراً والذي ينتج عنه هئية وطنية لتقصي الحقائق والكشف عن مصير مفقودي الحرب.

موت الليطاني
بعد مرور سنوات مديدة من التلويث الهائل لنهر الليطاني إلى حد تحوله مستنقعاً ساماً وخالياً من الحياة، ومصدراً للأمراض ولأنواع السرطان المميت، باشرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني عملاً واسع النطاق من أجل كبح أسباب التلوث ومعالجة مجرى النهر الأهم في البلاد.

اختناق مطار بيروت
فجأة في أيام الصيف، بدا مطار بيروت غير مطابق للمواصفات، وغير قادر على استيعاب المسافرين، الواصلين والمغادرين. ازدحام خانق وفشل في ضبط الفوضى، وعراك بين عناصر الجيش وعناصر أمن المطار، إضافة إلى أعطال تقنية في نظام تشغيل المطار.. وفسر الكثيرون هذه الحال، بأنها ترجمة لنزاعات وحزازات سياسية - طائفية (كالعادة).