يقول خيرالله أنوس لـ"المدن"، وهو صاحب عربة لتأجير الدراجات الهوائية في الميناء، أنّهم مستعدون للتعاون مع أعضاء المجلس البلدي، ومع علم الدين، من أجل ترخيص نشاطهم تحت سقف القانون، بعد أن وصلتهم أخبار ووعود عن إمكانية السماح لهم بالعمل، فقط في عطلة الأسبوع، أي يومي السبت والأحد، وفي أوقات محددة. ورغم أنّ هذا الخيار يضرّ كثيراً بمصلحتهم وأرزاقهم، خصوصاً بعد أن سطّرت بحقهم محاضر الضبط، التي يتجاوز كلّ واحد منها 700 ألف ليرة لبنانية، فهم لا يمانعون ذلك كحلٍ مؤقت، ريثما تقوم البلدية بتسوية أوضاعهم.
متنفس الفقراء
هذا، ويستغرب أنوس وصف عملهم من قبل علم الدين بـ "الفوضى"، التي تشّوه الواجهة البحرية. في الوقت الذي تعدّ هذه الأكشاك والبسطات متنفسًا لأهالي الميناء وطرابلس، لا سيما الفقراء منهم، الذين لا يملكون قدرة دفع فواتير المقاهي والمطاعم. يقول: "الباعة المتجولون موجودون في كل بلاد العالم، وهم ظاهرة حضارية، ولم نفهم بعد كيف أنّ عملنا يعيق عملية تأهيل الكورنيش البحري، بينما نحن غير ثابتين ونعود لمنازلنا في نهاية الوقت، من دون أن نعيق عمل أحد، وإنما ننعش أجواء الكورنيش".
من جهته، ينفي علم الدين، في اتصال مع "المدن"، نيتّه إلحاق الضرر بأصحاب الأكشاك والبسطات، لكنه يصرّ على أنّ وجودهم يشوّه الواجهة البحرية، ويعيق عملية تأهيل الكورنيش. فـ"نحن لسنا ضدّ عملهم، لكننا في صدد تأهيل الواجهة البحرية، ونسعى لإيجاد حلٍّ مؤقت لهم، إلى حين الانتهاء من مشروع التأهيل وتنظيم عملهم، بعد أن يصبح كورنيش الميناء من أهم كورنيشات لبنان، حسب الخطّة المعدّة له".
"لسنا متسولين"
وفي الوقت الذي ناشد المعتصمون أعضاء المجلس البلدي التضامن مع قضيتهم، بعدما أصبحت لقمة عيشهم مهددة، وجهوا عتبًا شديدًا لعدم خروج علم الدين من المجلس، من أجل الاستماع لمطالبهم والتفاوض معهم. وتوجهوا له بالقول: "نحن لا نملك سوى الجنسية اللبنانية، ونحاول أن نعيش بكرامة، في بلد منهوبة أملاكه البحرية، المحتلة من قبل المنتجعات والعقارات الوهمية، ومنهوشة جباله بالكسارات والمقالع، وملوث هواؤه بالمولدات ومصانع الاسمنت وجبل النفايات. ونحن لسنا تجار مخدرات أو قطاع طرق أو متسولين، نحن أبناء هذه المدينة، من فقراء ومعوقين، نعمل بشرف، في وطن لم يؤمن لنا شيئاً، ونواب ووزراء لم يعطونا إلا الوعود الكاذبة".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها