السبت 2018/12/15

آخر تحديث: 00:21 (بيروت)

بلدية بيروت والـ"ليسيه".. وثالثهما شيطان المال العام

السبت 2018/12/15
بلدية بيروت والـ"ليسيه".. وثالثهما شيطان المال العام
هبط القرار فجأة على المجلس لإقراره، وصُدّق بالأكثرية (المدن)
increase حجم الخط decrease
تزامنت تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط، الذي سأل فيها وزير التربية وبلدية بيروت ووزارة الثقافة عن مصير مدرسة "ليسيه عبد القادر" التي ينهشها "تجار الأراضي الكواسر"، مع صدور قرار عن المجلس البلدي بمنح صندوق المدارس الرسمية في وزارة التربية مساهمة بقيمة 750 مليون ليرة. وبحسب معلومات "المدن" هبط هذا القرار فجأة على المجلس لإقراره، وصُدّق بالأكثرية، مع تسجيل اعتراض عضوين هما هدى قصقص ورامي الغاوي. أما سبب الاعتراض فقد أتى على خلفية عدم وجود أي دراسة مسبقة للموضوع، وأنّ قرار دعم صندوق المدارس الرسمية لم يحدّد المدراس وعددها وعدد الصفوف...، كما أكّدت المصادر.


النوايا الخفية للبلدية
ليس هناك من رابط رسمي، ولا يوجد تعليل في القرار يشي بدعم ليسيه عبد القادر، بل أتى بحجّة دعم المدارس الرسمية. لكن مصادر المجلس البلدي أكّدت أن القرار اتُّخذ لدعم "ليسيه عبد القادر" المزمع نقلها إلى مكان قريب من موقعها الحالي، خصوصاً أن بيارتة "الليسيه" يرفضون نقل أولادهم إلى خارج العاصمة، حيث كان يحكى عن نقلهم إلى مدرسة الأنطونية في بعبدا. وأضافت المصادر بأنّ القرار يؤكّد نيّة البلدية دعم مدرسة خاصّة (عبد القادر)، تحت مسمى دعم المدارس الرسمية، إذ سيكون المقرّ الجديد للمدرسة في مجمّع المدارس الرسمية في زقاق البلاط (مجمع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح التربوي)، الذي يستخدم حالياً كمقر مؤقّت لمعهد العلوم الاقتصادية والتطبيقية (CNAM).

رسالة الأهالي
يأتي هذا القرار في ظلّ اعتراض الأهالي على نقل المدرسة من مكانها الحالي، في ظلّ تخوّفهم من عدم مطابقة المبنى الجديد للمواصفات المطلوبة، مؤكّدين رفضهم التخلي عن هذا المبنى التراثي. فهو "أمانة في أعناق بلدية بيروت واهالي بيروت وسياسيّي بيروت"، كما جاء في رسالة الأهالي إلى رئيس البلدية والتي حصلت المدن على نسخة منها.



لجنة الأهل: لا تعليق
وعن قرار بلدية بيروت الذي يفهم منه دعم "ليسيه عبد القادر" على حساب المدارس الرسمية، رفضت عضوة "لجنة الأهل" المحامية بارعة سبليني في حديث إلى "المدن" التعليق على الأمر طالما أنه ليس في يد اللجنة وثيقة رسمية تؤكّد الخبر، مشددّة على حرص اللجنة على عدم هدر المال العام.

"الهدف الأساسي لإدارة المدرسة ولمؤسسة رفيق الحريري وللجنة الأهل كان بقاء المدرسة في مكانها الحالي"، كما قالت سبليني. لكن "للأسف القانون اللبناني لا يسمح بهذا الأمر كون المبنى هو ملك خاص، وعندما وصلت اللجنة إلى حائط مسدود كان لزاما عليها إيجاد البديل. ولكون الأهل أصروا على بقاء المدرسة داخل بيروت ضغطت اللجنة بهذا الاتجاه، لا سيما أن هناك ألفي تلميذ لا يمكن أن يُرموا خارج العاصمة. وعندما وجدت الحلّ في المبنى الذي بات يُحكى عنه حالياً،أي مجمّع المدارس، رحّبت بالموضوع. وتواصلت مع السفارة الفرنسية، التي أكّدت بدورها على ثقتها بالحلول التي تقدّمها مؤسسة الحريري لناحية المواصفات التقنية التي تتوافق والمنهج الفرنسي".

أن تُحلّ الأمور على حساب المال العام، المحصّل من جيوب جميع سكّان العاصمة، فهذا ليس من شأن البلدية، طالما أن البيارتة لن يعانوا مشقّة الذهاب إلى خارج العاصمة لبضعة كيلومترات. أما همّ لجنة الأهل فيتركّز على مواصفات المبنى الجديد، الذي يجب أن يتطابق ومعايير المنهج الفرنسي.

مصير الليسيه
بعيداً عن الصراع الحالي بين الأهل (المصرّين على البقاء في المبنى الحالي) ولجنة الأهل التي وافقت على حلّ نقل المبنى إلى مُجمّع المدارس، قد يضع "الحلّ السحري"، الذي أتى من "تحت طاولة المجلس البلدي"، كما أكّدت المصادر، حداً لمشقّة بعض البيارتة في انتقال أولادهم، حتى لو على حساب المال العام. لكنه لن يضع حداً "لتجّار الأراضي الكواسر" من تدمير معلم عمراني يؤرّخ حقبة مهمة من تاريخ العاصمة. فالخوف من قبول الأهالي بهذا الحلّ، لا سيّما أنه سيوفّر عليهم أعباءً مالية جرّاء عدم رفع الأقساط. ما يجعل "الزمن" كفيلاً بمحو صوت الأهالي المعترضين على نقل المدرسة من مكانها الحالي، ويلقى مبنى "عبد القادر" مصيره المحتّم: مولاً تجارياً ولو بعد حين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها