جنان قصير الكيميائية تصنع صابوناً من نباتات الجنوب

لم تشأ الشابة جنان قصير (24 عاماً)، أن تكرس حياتها المستقبلية في عمل روتيني تقليدي، يحد من إبداعها. هكذا بادرت وأسست في عمر الثانية والعشرين معملاً خاصاً بصناعة الصابون والمواد التجميلية الطبيعية، في بلدتها الجنوبية دير قانون النهر. 

معمل Ravan Soap، هو إسم إستمدته جنان من حبها للأشياء الغربية، فـ Ravan يعني الروح والحياة، تماماً كما الأشياء التي تصنُع منها جنان منتوجاتها، "في قلبها روح الطبيعة" ومصنعة بشكل يدوي، كما تقول.

دعوة للابتكار

الشابة التي أنهت دراسة الماجسيتر في الكيمياء من الجامعة اللبنانية، مع تدريب عملي لمدة عام ونصف عام في فرنسا، كانت تستبعد فكرة العمل التقليدي: "هل كان عليّ أن أنتظر مثل مئات المتخرجين في الجامعة اللبنانية لتثبيتهم في تدريس بالجامعات؟ أو أن أكون عاطلة عن العمل لفترة طويلة؟ أو أن أصبح معلمة في إحدى الثانويات ليقتلني الملل؟". ولذا، تعتبر جنان إنشاء المعمل هو مساهمة في محاربة البطالة، ودعوة لتحفيز الشباب المتعلم على إبتكار في تخصصاتهم العلمية. 

بدأت جنان صُنع الصابون كهواية، ومع الوقت وجدت أنها تصنع منها قطعاً فنية. فقررت دمج تخصصها مع هوايتها، إذ أجرت إبحاثاً لتحسين صنع الصابون وإختيار أفضل الزيوت الأساسية، بالإضافة إلى تكثيف تجاربها واستثمار خبراتها الكيميائية في كيفية الإستفادة من النباتات المتواجدة في الطبيعية لصناعة الصابون، إضافة إلى المواد التجميلية التي تهم النساء، وتُعنى بنضارة البشرة وحمايتها.

تسويق الكتروني

تصف جنان المعمل "بأنه فكرة إبداعية إنتاجية تحرك العجلة الإقتصادية بطريقة مبتكرة". فدراسة الكيمياء ساعدتها في المحافظة على أصالة المنتج ونوعيته، وتقديمه بأسلوب عصري وشبابي وبأسعار زهيدة، إذ تترواح أسعار الصابون بين ألفيّ ليرة لبنانية كحد أدنى و عشرة آلاف ليرة لبنانية كأقصى حد. وهي مصنعة يدوياً، وخالية من أي تركيبات كيميائية تضر البشرة.
تنغمس جنان في متطلبات المعمل، فهي متفرغة بشكل كامل له، بلا أعطال أسبوعية ولا سنوية، ولا تخرج منه إلا بعد نداءات أهلها المتكررة. وتعتبر جنان أن إختيارها هذا العمل هو تميز وتحدٍ للصورة النمطية السائدة عن أصحاب التخصصات العلمية، فقررت التميز عبر المزاوجة بين الأعمال الحرفية وتخصصها في الكيمياء، بما يتواءم أيضاً مع شروط المردود الاقتصادي والمنفعة، حتى وإن أخذ الأمر سنوات لتسويق فكرتها. وهي تعتمد حالياً على التسويق الإلكتروني، والذي كان بوابة العبور لمنتوجاتها إلى الدول العربية وإيطاليا، ووزعت منتوجاتها على بعض الصيدليات المتواجدة في منطقة صور.

التحدي الآخر الذي تواجهه جنان هو إقناع الناس بفكرتها، وتبسيطها. فهي تحاول، من خلال تسويق منتوجاتها، توعيتهم على أهمية المنتجات الطبيعية، وحثهم على الإبتعاد عن الأدوية والمستحضرات التجميلية التي تملاً الصيدليات وبأسعار مرتفعة جداً: "فالحلول والبدائل بسيطة، وبأقل تكلفة ممكنة".

صابونة مضادة للبكتيريا

تقدم جنان أنواع صابون مختلفة كالصابون الفحم الأسود، وصابون حليب الشوفان والعسل وغيرها. وبالتأكيد فكرة الهدايا والتذكرات حاضرة في معملها، بأشكال مختلقة كقوالب الحلوى، والألعاب، والورود المصنوعة من الصابون وتلقى رواجاً ومبيعاً بكثرة، نظراً لفكرتها المميزة وطريقة تقديمها. إذ توفر من خلال المعمل خدمة التوصيل المجاني إلى جميع المناطق اللبنانية وإلى الخارج، حسب الطلب.
والخطوة المقبلة لجنان، بالإضافة إلى توسيع عملها، ستكون عملاً مشتركاً مع باحثين في الجامعة اللبنانية، لطرح "صابونة مضادة للبكتيريا، تدخل فيها نبتة الطيون بشكل أساسي"، وهي تفضّل عدم التوسع بشرحها، لحين إنتاجها.