في الضاحية: اشتراك الكهرباء بـ 15 دولاراً فقط

في ظل تفاقم أزمة الكهرباء في لبنان، والتقنين المرتفع لساعات التغذية بالتيار الكهربائي، والتي تتخطى أحياناً الـ14 ساعة يومياً في غالبية المناطق، ومع وصول تسعيرة اشتراك الـ5 أمبير، في معظم مناطق الضاحية الجنوبية، إلى 150 ألف ليرة لبنانية شهرياً، وأحياناً أكثر، وتالياً عدم تقيّد أصحاب المولدات، المتحكّمين بالمشتركين، بتركيب العدّادات أو حتى الإلتزام بتسعيرة البلديات التي تتراوح بين 90 و100 ألف ليرة، برزت أخيراً مبادرة من أحد أصحاب المولدات في الضاحية الذي سعّر الـ 5 أمبير بـ15 دولاراً فقط!

الحاج مقداد
ماذا عن تفاصيل هذه الخطوة غير المسبوقة؟ وما هي المناطق التي يشملها هذا العرض؟ في مقابلة لموقع "المدن" مع علي رضا، المسؤول عن منطقة الصفير في "اشتراك المصطفى"، لصاحبه الحاج عصام المقداد، يقول: "إن صاحب مولدات "اشتراك المصطفى" الحاج المقداد، مشهود له بالأعمال الخيرية، هو بغنى عن التعريف، بعدما تلقى الكثير من شكاوى المواطنين، نتيجة الغلاء الفاحش لفواتير الكهرباء، التي يفرضها أصحاب المولدات على سكان كافة المناطق، تلقف المسألة ورغب في مساعدة الناس، من خلال تخفيض فاتورة الكهرباء من 100 ألف إلى 15 دولاراً لـ5 أمبير". إذن، الهدف من هذه المبادرة الإنسانية، هو خدمة المشتركين والوقوف إلى جانب أهل الضاحية، الذين يعانون الأمرين في هذا الخصوص، ويدفعون الفواتير بشكل مضاعف.

من الصفير.. إلى مناطق أخرى
منذ شهر ونصف تقريباً، انطلق هذا العرض في منطقة الصفير، وفق رضا، الذي أوضح أن الحاج المقداد لا يتوخى الربح وأن هذه التسعيرة "ما بتوفّي معن"، ولكن الغاية الأسمى هي "الحد من الاستغلال واحتكار بعض أصحاب المولدات للأسعار، وحثهم على تحكيم ضميرهم، بالإضافة إلى تخفيف العبء الإقتصادي عن كاهل المواطن اللبناني".

وقبل الإعلان عن هذه المبادرة، كان عدد المشتركين في "اشتراك المصطفى" نحو 350 مشتركاً، أما الآن، "فيزداد الطلب على الخدمة يوماً بعد يوم، إذ بلغ العدد حتى تاريخه بين 750 و800 مشترك"، حسب أرقام رضا.

ويجيب رداً على سؤال: "مشتركو هذا العرض يحصلون على التغذية طيلة ساعات التقنين إسوة بالزبائن الذين يدفعون فاتورة الـ100 دولار، بدليل أن ساعات التقنين تتراوح بين 12 و16 ساعة يومياً". يضع الحاج المقداد حوالى 9 مولدات في خدمة الناس. فإلى منطقة الصفير، "سيوفّر اشتراك المصطفى في 1 كانون الأول 2018، الكهرباء للمناطق التالية: جزء من حي الأميركان، جزء من الحي الأبيض، خط الجاموس والسان تيريز، على أن يوسّع رقعة انتشاره لما فيه الخير العام للناس".

إزاء هذه المبادرة، لا ينفي رضا أن مجموعة من أصحاب المولدات لا يناسبها ما يقوم به الحاج المقداد لأهالي الضاحية، لكنه مستمر فيه لأنه "يخدم الزبون من جهة، ويشكّل منافسة للمافيات المستبدّة في العديد من المناطق من جهة أخرى".