الجمعة 2018/11/23

آخر تحديث: 00:02 (بيروت)

"سنوزلن": نافذة أمل لمصابي التوحّد والألزهايمر

الجمعة 2018/11/23
increase حجم الخط decrease

من هولندا إلى لبنان، وصل العلاج المبتكَر "سنوزلن"، وهي تقنيّة متطوّرة لأصحاب الإعاقة الذهنيّة، والتوحّد الشديد والألزهايمر، للمساعدة على التواصل. وتعمل من خلال ذبذبات كهربائية يتلقّاها جسم المريض المُعَالج.

عن هذا الابتكار وأهميّته، قال رئيس جمعية أصدقاء المعوّقين، ورئيس إتحاد جمعيات المعاقين اللبنانيين، الدكتور موسى شرف الدين، (شارك في العديد من المؤتمرات العلميّة المتخصصّة بهذه التقنية) لـ"المدن": "سنوزلن، هي نتاج مجموعة من التجهيزات التي من شأنها ملء الفراغ الحسّي والإدراكي الخارجي للذين لديهم قصور في القدرة الفكرية، عن طريق إدخال مفاهيم بواسطة الإحساس الخاص بالشخص". ويوضّح: "هي عبارة عن استثارة الحواس لتمكين من ليس لديهم مدارك فكرية كافية، إذ تدخل هذه المعلومات من طريق أطرافهم الحسيّة، لمساعدتهم على إدراك ذواتهم والتواصل مع الآخرين ومعرفة البيئة المحيطة بهم".

غرفة سنوزلن؟

في غرفة سنوزلن بجمعية أصدقاء المعوّقين، يخضع كل طفل للعلاج ضمن مجموعة، وسط أنغام الموسيقى الهادئة والأضواء المريحة للنظر. ووفق شرف الدين، "تتمثّل هذه التقنية في وضع الشخص في بيئة مهدّئة ومحفّزة، مثل غرفة سنوزلن، المصمّمة خصيصاً لتحفيز الحواس باستخدام تأثيرات الإضاءة، واللّون، والصوت، والموسيقى، والرائحة وغيرها... ومن الممكن استكشاف مزيج من المواد على حائط، باستخدام الحواس الخمس. ومن الممكن أيضاً تعديل الأرضية لتحفيز حاسة التوازن"، مشيراً إلى أنه يجوز لهذا العلاج تقديم تجربة متعدّدة الحواس، أو التركيز على حاسة واحدة ببساطة، عن طريق تكييف الإضاءة، والجو العام، والأصوات والتركيبات، على نحو تلبّي احتياجات معيّنة لكل حالة وقت الإستعمال.                                               

بهذا العلاج يمكن استثمار واستعمال منظومة متكاملة من التجهيزات، تستخدم الإستثارات الحسيّة، الحركيّة والفكرية لأصحاب الإعاقات الشديدة. لكن، لماذا حصراً بهذه الإعاقات؟ يجيب الدكتور شرف الدين: "غالباً ما تكون في المنطقة الدماغية اضطرابات في اكتساب المفاهيم الخارجية، وتتراوح بين العجز أو الصعوبة التي تعكسها على الدماغ، وهي إما شديدة أو بالغة الشدّة أو حتى البسيطة منها. والمراد من كل جهاز إيصال معلومة ما أو استثارة حسيّة حركية معيّنة"، مشيراً إلى "أن هذه المنظومة تحتوي مجموعة من المثيرات البصرية، السمعيّة، والشميّة، واللمسيّة وحتى الذوقية، بهدف تعريف الأشخاص على تنمية ماهيّة مفاهيم خارجية، لا يمكن إدراكها من خلال التجهيز الدماغي الموجود لديهم".

العلاج والوقت

في غرفة سنوزلن، يتوزع الأولاد على مجموعات، ويخضعون للعلاج ضمن جرعات يومية تتراوح بين ساعة، نصف ساعة، أو ربع ساعة، حسب قدرة كل ولد على التحمّل من جهة، ومدى حاجته إلى العلاج من جهة أخرى. وعمّا إذا كان علاج الأولاد يتطلب وقتاً محدداً قبل الإنتهاء منه، يوضح شرف الدين: "نقوم بكشف دوري كل أسبوع أو عشرة أيام، لنعرف حال الولد بعد أن يكون خضع للعلاج، وبعد ذلك، نكتشف المجالات التي استفاد منها أكثر من غيرها، لنركّز بعد ذلك مع الولد على الجانب الذي لا يزال يحتاج إليه لينال النتيجة المرجوة".

وإذا كانت نتيجة العلاج التي حصدها الولد جيّدة، وهل باستطاعته الحفاظ عليها، أم أن ذلك لن يدوم طويلاً وينتهي مع الوقت؟ كلا، يجيب، بل على العكس "يتراكم معه حتى يبلغ مرحلة متطورة مع الإكتفاء بمفاهيم افتراضية قد تتركّز معه كمفاهيم دائمة".

تقدّر كلفة تجهيز غرفة سنوزلن بين 25 ألفاً إلى 60 ألف دولار، حسب القطع الموجودة فيها. ويذكر شرف الدين أن شركة CGMCMA للشحن هي التي قدّمت الأجهزة والمعدات إلى غرفة سنوزلن في جمعية أصدقاء المعوقين، التي خرّجت خلال عامين نحو 25 ولداً أنهوا علاجهم بنجاح.

إنها تقنيات علاجية مفيدة لصالح أصحاب الإعاقات المتعدّدة، تسهم في تخطّي مصاعب الحياة، وتفتح لهم نافذة جديدة على المجتمع. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها