الجمعة 2018/11/16

آخر تحديث: 16:17 (بيروت)

رد "الإنماء والإعمار" المتخوف من عنوان "المدن"

الجمعة 2018/11/16
رد "الإنماء والإعمار" المتخوف من عنوان "المدن"
يقتضي المشروع الأصلي ربط سد بسري بالمسار الطبيعي لمياه القرعون (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease

أرسل المكتب الإعلامي لـ"مجلس الإنماء والإعمار"، توضيحاً، أو رداً، على مضمون تقرير كتبته الزميلة لوسي بارسخيان نشرته "المدن"، محاولاً طمأنة سكان العاصمة، من غير اكتراث ولو بكلمة للكوارث البيئية التي أصابت البقاع والليطاني وسائر الموارد المائية والأنهار. كما تناسى الرد أي إشارة إلى أصل المشروع وتفاصيله الذي على أساسه نال التمويل. وهنا نص الرد حرفياً:

"نشرت صحيفتكم في عددها الصادر يوم الأحد 11 تشرين الثاني 2018 مقالاً بعنوان "سكان بيروت سيشربون من مياه الليطاني الملوثة؟". هذا المقال يستند على معلومات مغلوطة من الاساس حول مشروع سدّ بسري لزيادة تغذية بيروت بمياه الشفّة، والذي سيوفّر مياه الشرب لنحو 1,9 مليون لبنانيّ، يلحظ استجرار المياه من نهر الليطاني.

وفي هذا الصدد، يهمّ مجلس الإنماء والإعمار أن يؤكّد أن المصدر الوحيد للمياه التي سيؤمّنها مشروع سدّ بسري هو مخزون السدّ نفسه، دون الحاجة إلى استجرار المياه من اي مصدر آخر، بما في ذلك نهر الليطاني، إذ من المتوقع أن يؤمّن سدّ بسري 500 ألف متر مكعّب من المياه يومياً. وبالتالي لا أساس ولا صحّة لكل التحليلات التي تستند إلى الإعتقاد الخاطىء باستجرار المياه من نهر الليطاني.

ولا بدّ من التذكير في هذا الإطار بأن إنشاء سدّ بسري ملحوظ على مجرى نهر الأولي/بسري (بالقرب من بلدة بسري). ولهذا النهر رافدان أساسيان: من جهة الشوف (نبع الباروك)  ومن جهة جزين (عين مجدلين). وقد لحظ المشروع إقامة منظومة متكاملة من محطات التكرير الحديثة التي تنتشر على كل روافد نهر بسري، بحيث تضمن سلامة ونظافة المياه التي تصل إلى خزّان السدّ، والتي سيتتم تغذية مناطق بيروت وجبل لبنان بها، بعد تكريرها في محطة مياه الشرب الملحوظ انشاؤها في منطقة الوردانية وفقاً للمعايير الدولية لضمان جودة مياه الشرب.

الرجاء نشر هذا التوضيح في موقعكم تبياناً للحقيقة وتفادياً لإثارة الهلع والبلبلة لدى المواطنين.

نشكر تعاونكم (المكتب الاعلامي)".

رد "المدن"

تعليقاً على "توضيح" مجلس الإنماء والإعمار، وانطلاقاً من حرص "المدن" على مصلحة المواطنين اللبنانيين، يهمنا جلاء الحقيقة دوماً. 
وتوضح "المدن" أن السؤال الذي طرحه التحقيق "سكان بيروت سيشربون من مياه الليطاني الملوثة؟"، استند إلى آراء الخبراء والمتابعين، وجاء بعد "مخاوف أثارها بعض المتابعين لمشروع سد بسري ومصادر تغذيته بالمياه، بعد توفر قروض البنك الدولي، ما يعيد طرح "تغذية بيروت بمياه الليطاني". وهو، كما أشار المتابعون، العنوان الأول للتمويل الذي أقر لمجلس الانماء والاعمار من قبل البنك الدولي، وصار ملزماً به عند توفر المبالغ المطلوبة، لإستكمال أي مشروع تطرحه لري بيروت، حتى لو لم يلتزم بمواصفات المشروع الأولى.

وعليه جاء تحقيقنا ليطمئن المواطنين، وليس ليثير المخاوف والهلع لديهم، من خلال إظهاره المسببات والعوامل، التي تمنع عمليا من استجرار مياه الليطاني الملوثة إلى بيروت، استنادا إلى آراء خبراء، أكدوا أن لا كمية المياه ولا نوعيتها عادا كافيين لتغطية مشروع كان يفترض أن يؤمن كمية  50 مليون مكعب من مياه القرعون يومياً لتغذية سدٍ كان سينشأ في منطقة الدامور، قبل أن يتحول الى بسري.

علما أن المشروع كان يقضي بربط سد بسري بالمسار الطبيعي لمياه القرعون، التي يتم جرها إلى بركة انان في جزين، ليذهب قسم منها إلى شرقي صيدا، للري، وقسم ثان إلى محطة قرقش لتوليد الكهرباء بجون، فمحطة شارل حلو لتوليد الكهرباء أيضا في أسفل جون. وعليه كان يفترض ان ترتبط هذه المياه بعد محطة قرقش بأقنية تصلها ببيروت، مرورا بمحطة الوردانية للتكرير، والتي يؤكد الخبراء أنها لا تكرر عملياً إلا المياه المبتذلة، وليست مجهزة لتكرير تلوث عال، كالذي نُكبتْ به بحيرة القرعون.

ومن هنا، تؤكد "المدن" أن طرح هذه المخاوف لم يكن افتراضيا أبداً، بل جاء بعد ما أكدته المصادر، عن نقاشات جرت بين المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ومجلس الإنماء والإعمار، رفضت من خلاله "المصلحة" أي محاولة لإحياء المشروع القديم، حتى ولو كان مجلس الإنماء والإعمار بحاجة لـ"تغطية" إنجازه بعض امداداته.. من دون جدوى! تمهيدا لإنفاق بعض المخصصات في استكمال مشروع سد بسري، الذي يثير بدوره الكثير من التساؤلات التقنية والفنية. ويعلم جيداً مجلس الإنماء والإعمار كل تفاصيلها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها