الجمعة 2018/10/12

آخر تحديث: 08:04 (بيروت)

زراعة بندورة وخس وبازلاء على المريخ: الزيارة قريباً

الجمعة 2018/10/12
زراعة بندورة وخس وبازلاء على المريخ: الزيارة قريباً
هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها للعيش على سطح المريخ
increase حجم الخط decrease

تكاد تكون زيارة المريخ في العقد المقبل، وفق علماء وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، مضمونةً. ويرافق هذا التأكيد إنفاق العاملين في التكنولوجيا مليارات الدولارات لاستيطان الكوكب الأحمر.

ولكن، قبل أن نفعل ذلك، هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها، وبعضها تقني للغاية. وأحدها هو تحدٍ يواجهه البشر منذ القدم، وهو تعلم الزراعة في أماكن جديدة. ورغم أن المريخ لا يختلف عن الأرض من منظور كوني، فهما تقريباً توأمان يمتلكان أسطحاً صخرية، وهما قريبان من حيث الحجم والتكوين والجاذبية، إلا أن الكوكب الأحمر أكثر برودة ويفتقر إلى أي شيء يشبه الجو. لذا، سيحتاج البشر إلى ملجأ ولهوائهم الخاص.

وقد سلطت مجلة Astronmy magazine الأميركية المختصة بعلوم الفضاء الضوء على أحدت التطورات في مشروع استيطان المريخ. وتؤكد المجلة أنه على الرغم من أن علماء "ناسا" لم يحضروا أبداً أي مادة من المريخ، لكنهم يمتلكون فهماً ممتازاً لما هو عليه، وذلك بفضل مجموعة صغيرة من علماء الروبوت الذين استكشفوا الكوكب الأحمر وقاموا بتحليله. وهذا ما دفع مجموعة من الباحثين والطلاب في معهد فلوريدا للتكنولوجيا إلى تجربة الزراعة على المريخ. وحاولت زراعة المحاصيل في الحطام الصخري المشابه للكوكب الأحمر. وقد بدأت مع الخس والطماطم والبازلاء والفلفل.

وفي جامعة فيلانوفا، جرب الطلاب المحاصيل نفسها، بالإضافة إلى الأعشاب مثل الثوم والنعناع والريحان. وقد زرعوا محاصيلهم في الزوايا المظلمة في البيوت المحمية، لمحاكاة أشعة الشمس المحدودة من المريخ. وقامت مجموعات أخرى بتجربة الاضاءة الاصطناعية.

وعلى صعيد متصل، صمم عالم الفضاء الفلكي في جامعة وستمنستر البريطانية البروفيسور لويس دارتنل، ما يُسمى منزل المريخ. وهو مشروع تفاعلي على الإنترنت يشرح حقائق الحياة اليومية على سطح المريخ. وفيه نرى كيف ستُبنى المنازل مع أقفال تحافظ على الضغط الداخلي والأوكسجين عند مستويات يمكن التحكم بها.

البحوث التي يعمل عليها دارتنل تُكمل ما يجري من تجارب في الولايات المتحدة. فمصدر التغذية الأكثر احتمالاً سيكون الحشرات واتباع نظام غذائي نباتي، وكلها تنمو في مزرعة دفيئة متصلة. لكن المشكلة الأساسية ستكون الضجر، إذ تستغرق جميع الاشارات من المريخ وإليه نحو 40 دقيقة للسفر عبر الفضاء. ما يجعل التواصل في الوقت الفعلي مع الأحباء على الأرض مستحيلاً.

لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها للعيش على سطح المريخ كالجاذبية المنخفضة، على سبيل المثال لا الحصر. لكن هناك بالتأكيد أمل في أن يتمكن مستوطنو الكوكب الأحمر في المستقبل من قذف البازيلاء، وتقشير البطاطس. لكن، على الرغم من أن العيش على المريخ قد يبدو مثيراً، فهل تريد قضاء معظم أيامك داخل المنزل مع عدم القدرة على الاتصال بأصدقائك وعائلتك مرة أخرى على الأرض، وعدم وجود بث مباشر او راديو او مشاهدة مسلسلات وأفلام على نتفلكس؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها