الإثنين 2017/05/15

آخر تحديث: 00:55 (بيروت)

نوادي الكتاب.. مبادرات نسائية في الأغلب

الإثنين 2017/05/15
نوادي الكتاب.. مبادرات نسائية في الأغلب
تقرأ نساء سكوب كتاباً واحداً تتفقن عليه في نهاية كل جلسة (Getty)
increase حجم الخط decrease
عندما قررت ندى العمّ أميوني، مؤسسة نادي الكتاب Between the Covers، أن تتألف المجموعة من النساء فحسب، كانت تريد من ذلك أن تكسر الصورة النمطية للمرأة الزغرتاويّة، التي إما تهتم بعائلاتها وإما تهتم بمظهرها. "أردت أن أخلق مساحة نتحدث ضمنها عن أشياء جميلة، كالكتب والأفكار والذكريات التي تثيرها في أنفسنا النصوص، بعيداً من الجلسات التي لا نتحدث فيها إلا عن مشاكلنا وهمومنا"، تقول ندى. 


Between the Covers
ثماني نساء يجتمعن مرّة كل شهر لمناقشة كتاب موحّد تم اختياره بالقرعة في نهاية الجلسة السابقة. "لدى عودتي من كندا إلى لبنان، أردت أن يكون النادي أنغلوفونياً. لكن النساء اللواتي ساعدنني على تأسيسه اقترحتن أن يكون منوّعاً، غير محصور بلغة واحدة". تضيف: "قرأنا رواية لجبور الدويهي ودعوناه ليكون أول ضيف للمجموعة التي تستقبل كل مرة ضيفاً، إما الكاتب نفسه، إذا كان لايزال على قيد الحياة ومقيم في لبنان، إما شخصية ضليعة بالنوع الأدبي الخاص بالكتاب الذي اخترناه".

ثماني نساء يقرأن كتاباً واحداً، إنما من وجهات نظر مختلفة وخلفيّات غير متشابهة وقصص شخصية تجعل كل واحدة منهنّ تعلّق على الكتاب بحسب ما يوحي لها. تقول ندى إن مناقشة كتاب واحد هو الغنى في حد ذاته. صحيح أنهنّ يقرأن نصاً واحداً لكنهنّ يخرجن، بعد مناقشته، بثماني نسخات مختلفة عنه.

Lebanon Book Club
على عكس النادي الزغرتاويّ، نادي Lebanon Book Club مفتوح لمن يرغب. في كل جلسة مناقشة شهرية، يصل العدد إلى ثلاثين شخصاً وأحيانا إلى خمسين. تقول إحدى أعضائه المتنظمين إنّ أجمل ما حدث لها منذ انضمامها إلى المجموعة أنّه عرّفها إلى أشخاص يهتمّون بالكتب على اختلاف مواضيعها وبالقراءة والتحليل والمناقشة.

لا يتفق الأعضاء على كتاب واحد يقرأونه جميعاً طوال الشهر ويناقشونه خلال الجلسة، بل يأتي كلّ منهم بكتاب أو اثنين ويتحدّثن عنه لبضع دقائق. بهذا الشكل، يتاح للمستمعين أن يقرأوا الكتاب لاحقاً إذا أثار اهتمامهم، خصوصاً أن المتحدّث عنه لا يفسد عليهم متعة معرفة النهاية أو الوصول إلى الخلاصات. "نبتعد في أغلب الأحيان عن الروايات والأدب، ونهتمّ أكثر بالفلسفة والدين والتاريخ والكتب العلميّة أو المثيرة للجدل". تضيف: "أجمل ما في مجموعتنا أنها متنوّعة إلى حدّ كبير، فأحد الأعضاء مهتم بالتاريخ جداً، وإلى جانب كونه يعرّفنا إلى كتب تاريخية، يذهب إلى تحليل أي موضوع كان من زاوية تاريخية. وهذا أمر ننتظره منه في كلّ مرة".

لا أحد يترأس المجموعة التي تجتمع مرّة في الشهر في المقهى الموجود في مكتبة أنطوان في أسواق بيروت. "هناك نواة تألفت من الأشخاص الذين يواظبون على حضور الجلسات، وهؤلاء ليسوا بالضرورة المؤسسين، إذ إن الذين بادروا إلى اطلاق النادي توقفوا عن الحضور لأسباب مختلفة. لكن النادي بقي ولايزال منتظماً ومثابراً على الحفاظ على هذه المساحة. وهذا أمر جميل".

Skoob
لا معنى لكلمة Skoob (سكوب) سوى أنها قراءة بالمقلوب لكلمة Books بالإنجليزية، وهي تعني كتب. هكذا، بالمقلوب، وبين المزح والجد، أسست أن-ماري نعيم نادي الكتاب هذا. تضمّ المجموعة 11 امرأة، "لكن نادراً ما يكتمل العدد في جلسات النقاش".

عادت مؤسسة النادي إلى لبنان بعد هجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية دامت 25 سنة. "قررت أن أؤسس نادياً للكتاب لكي أجبر نفسي على القراءة، ولو كتاباً واحداً كل شهر"، تقول أن-ماري، التي لم تكن لتنجح في مهمتها هذه لولا تشجيع ومساعدة فاديا، العضو الأكثر جديّة في المجموعة.

تقرأ نساء سكوب كتاباً واحداً، في الأغلب رواية، تتفقن عليه في نهاية كل جلسة. "النادي فرانكوفوني حصراً. لكن بعضنا يقرأ النسخة الإنكليزية من الروايات المكتوبة أصلاً بالإنكليزية، عدا عن ذلك تتمّ القراءة والمناقشة باللغة الفرنسية". وتقول أن-ماري، رداً على سؤال بشأن كون أغلب نوادي الكتب مؤلفة من نساء دون رجال، إن "النساء ربما لا يقرأن أكثر من الرجال، لكنهنّ يملن إلى تجميع بعضهنّ البعض وتنظيم جلسات المناقشة على عكس الرجال".

تحاول نساء النادي، وهنّ في الأغلب تجاوزن سنّ الخمسين، أن يجلن على البلدان والحضارات والثقافات من خلال قراءة روايات منوّعة. وعندما ينهين قراءتها، يتفرّغن لمناقشتها في بيت إحداهنّ حيث يتشاركن وجبة العشاء أيضاً. "انتقلنا من جلسة تبّولة وتوابعها إلى ناد للقراءة منتظم وجديّ"، تختم أن-ماري ممازحة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها