ما قصة "البربارة بتبلش عنا"؟

"البربارة بتبلّش عنّا"، بهذه العبارة يعرّف كريم يمين (50 سنة)، صاحب محال "يمين هالويين"، عن مهنته التي توارثها عن أبيه منذ أكثر من 25 سنة. لكنه، طوّرها بشكل لافت، حتى بات الرائد، ليس في ملابس الهالويين والإكسسوارات الخاصة بالمناسبة على مدار أيام السنة فحسب، بل في المناسبات الأخرى.

يروي يميّن، لـ"المدن"، أنّ والده أدخل فكرة جديدة على لبنان بافتتاحه محلاً للهالويين. إذ إنّ هذا العيد كان معروفاً بعيد البربارة، بينما كان يقتصر الهالويين على الدول الأجنبيّة. ومع مرور السنوات، تداخلت الثقافات، خصوصاً بين المدارس اللبنانية وتلك التي تعتمد المنهاج الأجنبي، حتى باتت حفلات المدارس العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه محال يميّن.


يشكّل شهر تشرين الأول ليميّن ذروة الأرباح في تجارته، كونه المحل الوحيد المتخصص بهالويين على صعيد لبنان، حتى أنّه المتعاون الوحيد مع مصانع خاصة لتصميم أزياء تتناسب مع موضة هذا العيد، الذي يتم الاحتفال به في 31 تشرين الأول من كل عام، من خلال ارتداء ملابس معينة ووضع إكسسوارات مناسبة لها.

يضمّ المحل، في فرعيه في الحازمية والزوق، مجموعة واسعة وخيارات متنوعة من الأزياء التي تناسب هالويين، إبتداءً من عمر السنة الواحدة وصولاً إلى تلك التي تناسب البالغين.

يراوح سعر الزيّ للأطفال بين 15000 و45000 ليرة لبنانية. ويمكن أن يكون فستان أميرة من ديزني، طبيبة، أو ملاكاً، للفتيات. كما يمكن أن يكون رائد فضاء، مهرّجاً، أحد أبطال الرسوم المتحركة والأفلام مثل سوبر مان أوآيرون مان، للصبيان. أو حتى يمكن للطفل أن يتنكّر على هيئة حيوانه المفضّل.


أمّا أزياء البالغين، فأسعارها تبدأ من 35000 وصولاً إلى 75000 ليرة لبنانية. وهي تضمّ مجموعة واسعة من الخيارات. في الغالب، تفضّل الفتيات زي Cat Woman أو الساحرة. بينما يفضّل الشاب زيّ الأبطال، خصوصاً إذا كان صاحب عضلاتٍ مفتولة. واللافت أن الأزياء تتغيّر غالباً من سنة إلى أخرى وفق الأفلام الجديدة التي طرحت في صالات السينما. وفي هذا العام، لاقى زي المهرّج المخيف في فيلم الرعب IT رواجاً كبيراً، كما زي Wonder Woman، وأزياء شخصيات مسلسل صراع العروش الشهير.

ويقدم المحل ملابس تنكريّة تناسب الثنائي، كثوبين لأمير وأميرة إغريقيّين، سجينة وشرطي، نفرتيتي وأخناتون، أو حتى زيتونة وباباي. ويمكن للشخص أن يكتفي بقناعٍ لوجه ضاحك أو مخيف أو وجه شخصية معينة، كوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مثلاً. أو اللجوء إلى مكياج خاص، كتطبيق وجه الجوكر، القرصان، أو القطة، مع استخدام عدسات لاصقة مضيئة. وهذا ما يقول يمين إنه الأكثر طلباً نظراً لإنخفاض القدرة الشرائية لدى غالبية الشباب.

وهناك مجموعة من الأشخاص يفضلون الإحتفال بهالويين من خلال ارتداء الأزياء المخيفة، وبذلك يعودون إلى التقاليد والمعتقدات التي كانت سائدة قديماً للعيد، أي إخافة الأرواح الشريرة. فيختارون ملابس ملطّخة بالدماء، أقنعة لوجوه شياطين وأسنان ضخمة. أو الاكسسوارات الحديثة، التي أضيف إليها الصوت والأضواء ومستشعرات خاصة، كالوجه الذي يبرق ويرعد كلما استشعر بشخص قريب، متعمّدين إخافة كل من يعارض رغباتهم، في اليوم الأخير من تشرين الأول.