الخميس 2016/03/03

آخر تحديث: 15:25 (بيروت)

ست سنوات بلدية في جبيل: المدينة صارت أحلى

الخميس 2016/03/03
ست سنوات بلدية في جبيل: المدينة صارت أحلى
يقول المجلس البلدي إنه حقق 95% من المشاريع التّي ذكرها في برنامجه الانتخابي (أرشيف: علي علوش)
increase حجم الخط decrease
إن كان من حقّ أهل جبيل أن يفتخروا بالجوائز والأوسمة التّي نالتها مدينتهم في السّنوات السّت الماضية، فمن حقّهم أيضاً أن ينتقدوا ما عجزت البلديّة عن تحقيقه وتأمينه لهم، خصوصاً في الملفات غير السياحية، إذ تبدو السياحة كأنها مركز ثقل عمل البلدية. 


النّفايات
بالرّغم مما شهده لبنان في الأشهر الأخيرة من أزمة نفايات متفاقمة، إلا أن جبيل كانت من المدن القليلة التّي لم تتأثّر بهذه الأزمة لسببين. أولهما طمرها لنفاياتها في مطمر منطقة حبالين المجاورة للمدينة، الذّي ما يزال يستقبل النّفايات من المناطق المجاورة له. أمّا السّبب الثّاني فهو الأكثر فعاليّة على المدى البعيد وأكثر تماشياً مع الوعي البيئي، إذ كانت البلدية قد أطلقت، في العام 2013، مشروع فرز النّفايات من المصدر في منطقة "حيّ الرّمل"، الذي سيعمّم على أنحاء المدينة الأخرى ابتداءاً من نيسان العام 2016.

ويشير نائب رئيس بلديّة جبيل أيّوب برق لـ"المدن" إلى أن هذا "المشروع لم يكن مقبولاً من الجميع عند غطلاقه، حيث وجدوا صعوبة في التّعاون معنا، ولكن بعد الذي حصل في لبنان مؤخّراً بات الجميع مستعدّاً لفرز النّفايات واعادة تدويرها. ونحن الآن ننهي آخر التّجهيزات وسنرسل أشخاصاً لتوعية السّكان على أهمّية فرز النّفايات من المصدر، وكيفيّة القيام بذلك".

ولكن بالرّغم من غياب النّفايات عن طرقات جبيل وأحيائها، إلّا أنّ شواطئ المدينة لم تخل من القناني البلاستيكيّة والمعدنيّة، علب الكرتون المنسيّة، وحتّى الكراسي والأحذية المرميّة. وهذه المشكلة تتشاركها جبيل مع شواطئ لبنان جميعاً، بسبب قلّة وعي المواطنين والسّياح، وعدم اهتمام البلديّات بشكل كاف بنظافة شواطئها.

السّير والطّرق 
إذا زرت وسط مدينة جبيل من المستبعد أن تجد حفرة في وسط الطّريق. أمّا إذا توجّهت نحو الأحياء السّكنيّة، خصوصاً "البرانيّة" منها، فقد تفاجئك بعض الحفر المنسيّة بأحجام مختلفة. ويعتبر أحد المواطنين الجبيليّين أنّ هناك "اهمالاً من قبل البلديّة بحقّ سكّان الأحياء، بحيث قد تبقى الحفر شهراً كاملاً قبل تعبيدها".

وفي هذا السّياق يقول برق "نحن نحاول أن نغلق الحفر بسرعة، لكن علينا أن ننتظر حتّى يصبح هناك عدد مقبول من الحفر لجلب نقلة من الاسفلت"، موضحاً أن "بعض هذه الحفر سببها مشروع المياه، اذ تقوم شركة المياه بشقّ الطّريق وحفرها من دون أن تعيد اغلاقها".

ويعبّر بعض السّكان عن استيائهم من تصرّفات عناصر شرطة البلديّة، وتحديداً في ما يخصّ ادارة شؤون السّير. فاختر أيّ يوم من الأسبوع وستجد أنّ شرطي السّير لاهٍ بهاتفه وغافل عمّا يحدث من تجاوزات ومشاكل بين سائقي السّيارات. وبالرّغم من علم البلديّة بهذه المشكلة إلاً أنّها لم تحلها حتى الآن. "نعاني من مشكلة في عدد عناصر الشّرطة التّابعين للبلديّة، ونحن نحاول أن نؤمّن التّدريبات والدّورات اللازمة لهم"، يشرح برق، "حتّى أنّنا تعاقدنا مع ضابط أمن متقاعد ليعلّمهم كيفيّة التّعاطي مع المواطنين وادارة شؤون السّير". ويذكر أنّه في بعض الأحيان "يصبح الشّرطي فشّة خلق المواطن، فيقرّر عدم ضبط السّير ويصبّ جام غضبه على مواطن آخر". أمّا بالنّسبة لاشارات المرور التّي تتعطّل كلّ فترة لمدّة 3 أيّام أو أكثر، فيقول برق إنّ "هذه المشكلة تقنيّة وتعمل على حلّها شركة صيانة تعاقدت معها البلديّة".

المواقف والسّوق العتيق
وقد عبّر عدد من المواطنين لـ"المدن" عن استيائهم أيضاً من قلّة المواقف المتوفّرة للسّيارات، فيقول صاحب أحد المحال التّجارية في "السّوق العتيق" إن "زبائن المحلّ يضطرون إلى ركن سيّاراتهم بعيداً والسير مسافة بعيدة، ليصلوا إلى هنا، وهذا أمر مزعج، خصوصاً في فصل الشّتاء".

ويقول صاحب أحد المطاعم ساخراً: "ما دام الشّبان لا يجدون مشكلة في دفع 50 دولاراً كاشتراك في النّادي الرّياضي، فلا يجب أن يتذمّروا من السّير على أقدامهم لمسافة قصيرة". وقد حاولت البلديّة حلّ مشكلة الزّحمة ومواقف السّيارات، فاعتمدت نظام العدّادات الآلية لتنظيم وقوف السّيارات على جوانب الطّرقات. كما أطلقت مؤخّراً مشروع موقف عام للسّيارات بالقرب من الحديقة العامّة، سيتسع إلى 300 سيّارة.

لكن "المشكلة الأكبر هي تزايد عدد الحانات في السّوق العتيق، فهم يضعون الكراسي في وسط الطّريق ويسكّرون واجهة المحلّ"، على ما يقول صاحب أحد المحال. وتوافقه الرّأي عاملة في محلّ للألبسة، قائلة إن "الطّابع الأثريّ للسّوق القديمة ضاع، حتّى أن السّياح لا يستطيعون التّمتّع بمعالمه بسبب الحانات وزحمتها".

ويذكر أنّ جبيل باتت معروفة بحياة اللّيل والسّهر فيها، بالإضافة إلى معالمها الأثريّة كالقلعة والشّارع الرّوماني في وسط المدينة. في المقابل، يؤكد برق أن "البلديّة حريصة على الحفاظ على الطّابع التّراثي للمدينة إلى جانب طابعها المتمدّن".

جبيل أحلى
بالرّغم من المشاكل التّي ذكرت، إلا أن عدداً كبيراً من الجبيليّين يعتبرون أنّ المجلس الحاليّ قدّم الكثير لجبيل وجعلها بالفعل "أحلى". وقالت مواطنة من على شرفة منزلها "يا ريت كلّ البلديّات مثل بلديّة جبيل"، فوافقها الجيران رافضين التّحدّث عن أي مشكلة أو مشروع كانوا يريدون أن تحقّقه البلديّة. من ناحيته، اعتبر برق أن المجلس البلديّ "حقّق 95% من المشاريع التّي ذكرناها في البرنامج الانتخابي، بل زدنا عليها"، مؤكداً أنه "في منتصف آذار سنعلن عن استراتيجيّة جديدة للمدينة عملنا عليها مع مواطنين، واختصاصيين إضافة إلى المؤسّسات الكبرى في المدينة، وهي خطّة عمل يمكن أن يتّبعها المجلس البلدي المقبل".

جوائز
فازت مدينة جبيل، في العام 2011، بالميدالية البرونزية في المسابقة الدولية لأفضل حديقة خضراء، وعلى لقب "أفضل مدينة سياحية عربيّة" في العام 2013، وجائزة الـPomme D'Or Award في العام 2014، المقدّمة من الاتحاد الدولي للصحافيّين والكتّاب السياحيّين. كما اختارت اختارت "المنظّمة العربيّة للسياحة" جبيل كـ"عاصمة للسياحة العربيّة للعام 2016".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها