طعام الميلاد "التقليدي" في اليابان

تقول الحكاية إن مدير الإعلانات في مطعم KFC– اليابان، قد استفاق في إحدى ليالي العام 1970، على فكرة إطلاق وجبة مخصصة لعيد الميلاد، اسمها "صندوق الاحتفال". راودت الرجل الفكرة بعدما سمع أجنبيين يعبّران عن اشتياقهما لطعم الديك الرومي في ليلة الميلاد.


أطلق الرجل الوجبة المنتظرة التي تتضمن صندوق دجاج كنتاكي، قنينة نبيذ وحلويات، لتكون بديلاً مقبولاً من الديك الرومي. وترافق هذا الإطلاق مع إعلان ترويجي لاقى نجاحاً ويظهر فيه كولونيل ساندلر بثياب بابا نويل وهو يقدم وجبة KFC لعائلة يابانية مجتمعة حول طاولة العشاء.

في العام 1974، عُممت الخطة التسويقية في جميع أنحاء البلاد، وأطلق عليها اسم "كنتاكي الميلاد"، وقد لاقت إقبالاً وصل إلى حد وصفها بالظاهرة الوطنية. يحجز الناس لها قبل أسابيع من حلول العيد، أو يقفون في الصفوف لساعات أمام فروع المطعم من أجل الحصول على وجبة ميلادية.

وكما ينقل موقع BBC عن KFC– اليابان، وصل عدد العائلات التي تناولت وجبة الميلاد في العام 2015 إلى نحو 3.5 مليون عائلة (يبلغ تعداد سكان اليابان 125 مليون نسمة). وقد أعلن KFC العام الماضي أن مدخوله من مبيعات وجبات الميلاد يشكل ثلث المدخول الإجمالي.


أصبح كولونيل ساندلر، الذي يأتي عادة مع صندوقه المملوء بالدجاج المقلي، بابا نويل يابانياً بديلاً عن بابا نويل السمين، صاحب اللحية البيضاء، والذي يأتي مع كيس كبير من الهدايا. فقد ملأ العجوز ذي الشوارب والسكسوكة البيضاء، غياب بابا نويل عن الثقافة اليابانية، كما ملأ صندوق الدجاج المقلي، غياب طعام تقليدي يتناوله اليابانيون في عيد الميلاد. فهذا اليوم لا يعتبر عيداً دينياً في اليابان، الذي تصل نسبة المسيحيين فيها إلى 2% فقط، إلا أنه يعتبر "عيداً معولماً" يرغب اليابانيون بالمشاركة فيه، لكن على طريقتهم الخاصة.