الخميس 2016/11/17

آخر تحديث: 01:02 (بيروت)

لماذا يحب السوريون شارع الحمرا؟

الخميس 2016/11/17
لماذا يحب السوريون شارع الحمرا؟
تزايد نبض الشارع مع تزايد أعداد اللاجئين (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يرتاد السوريون شارع الحمرا البيروتي بكثرة، وقد تزايد نبضه مع تزايد أعداد اللاجئين منذ بداية الثورة السورية في العام 2011. يملك الشارع خصوصية ما، حتى قبل الأحداث الأخيرة، وكان يعتبر مقصداً أولاً للآتين من دمشق للتسوق، أو السهر، أو تمضية عطلة نهاية الأسبوع. ومنه ينطلق السوري عادة إلى المناطق اللبنانية الأخرى.

هنا بعض الأسباب التي تقف وراء هذا الحب الذي يحمله السوريون للشارع:

مكان نعرفه قبل أن نزوره
اسم شارع الحمرا مألوف بالنسبة إلى السوريين، بسبب وجود شارع آخر إسمه الحمرا في دمشق. ولأن المسلسلات السورية كانت تقرن بيروت بشارع الحمرا غالباً، وقد روّجت له باعتباره شارعاً حضارياً، فيه كثير من الفتيات الجميلات، اللواتي يرتدين ثياباً قصيرة. ما خلق لدى كثيرين من الشباب السوريين رغبة بزيارة هذا الشارع. ومن الشواهد التي تؤكد هذه الصورة النمطية، عبارة يذكرها أيمن رضا في مسلسل "عيلة 8 نجوم"، حيث يقول: "أنو ليش البنات عندنا بشارع الحمرا، ما بيلبسوا متل البنات بشارع الحمرا تبع بيروت؟ يعني ضروري الواحد يطرق مشوار علبنان ليتفرج؟".


فيه كثير من السوريين
قد يعود سبب تمركز السوريين في شارع الحمرا إلى الصورة النمطية السائدة، لكن حتى بعد كسر هذه الصورة، يتردد السوريون على الشارع بسبب كثرة السوريين فيه.

مكان مثالي للتسوق
نعم، في سنوات ما قبل الحرب، بُنيت بعض المولات في سوريا، إلا أن روادها كانوا أقلية. معظم السوريين يفضلون الأسواق التقليدية، ويحبون التسوق من المحال الموجودة على جانبي الشوارع المزدحمة. كما أنهم يفضلون المحال التجارية الأنيقة في سياقها الحضري، عن متاجر المولات أو حتى عن الأسواق الشعبية التقليدية.

المظاهر الفنية والثقافية
يفضل عدد كبير من السوريين شارع الحمرا، بسبب سمعته الثقافية الجيدة، وانتشار المكتبات والمسارح فيه. ويلعب دوراً مهماً في إعطاء هذا الطابع، وجود رسوم ضخمة على الأبنية، مثل رسم الصبوحة، التي قام مئات السوريين بالتصور معها، وبتحميل صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي.


لا مظاهر سياسية كثيرة
في العادة، يهرب السوريون من الشوارع التي تحتوي على أعلام الأحزاب السياسية المتناحرة، بسبب رغبتهم بالابتعاد عن العراك السياسي الذي هربوا منه. فمعظم السوريين الموجودين في لبنان، يفضلون المناطق التي لا يحكمها طابع ديني أو سياسي واحد، وشارع الحمرا مكان متعدد الثقافات، ويشعرهم بالأمان.

أرصفة عريضة ومناسبة للتسكع
أرصفة الحمرا العريضة، ولاسيما بين البنك الفرنسي وبيتزا نابوليتانا، تجعل هذا الشارع مكاناً مناسباً للتسكع. فتلقي كثيراً من السوريين متجمعين فيه، يجلسون على حواف حائط الكراج المقابل للبنك الفرنسي، أو على المصطبات بالقرب من مسرح المدينة. يشربون ويتسكعون، من دون دفع شيء مقابل ذلك.


مكان خالٍ من العنصرية ومناسب للعمل
لا يعاني السوريون في هذا الشارع من أي شكل من أشكال العنصرية، ويستطيعون فيه أن يحصلوا على العديد من الوظائف، فتجد مئات السوريين يعملون في محال الحمرا ومقاهيها.

إلدورادو، مزيان، وبربر
هناك العديد من المتاجر والبارات والمطاعم الموجودة في شارع الحمرا، التي تناسب أذواق السوريين. فعدد كبير منهم يتبضع من متجر إلدورادو، الذي يجذبهم بأناقته وأسعاره الرخيصة. ويفضل محبو السهر تمضية الليل في مزيان أو أمكنة أخرى شبيهة، تجمعهم بأصدقائهم من دون موعد، على أنغام موسيقى شرقية تناسب أذواقهم وحنينهم، ويأكلون عند بربر، الذي يقدم مأكولات تناسب أذواقهم بأسعار معقولة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب