الأربعاء 2016/10/26

آخر تحديث: 03:08 (بيروت)

أسابيع الموضة: بيروت ودبي تتقدمان

الأربعاء 2016/10/26
أسابيع الموضة: بيروت ودبي تتقدمان
ما أسباب غياب مصممي الصف الأول من اللبنانيين في الحدثين؟ (Getty)
increase حجم الخط decrease

تشهد المنطقة منذ سنوات نشاطاً واضحاً في عالم الأزياء. ففي الأسبوعين الماضيين، نظمت أربعة أسابيع موضة، عُرضت فيها مجموعات مختلفة لربيع- صيف 2017. حاولت بيروت من طريق تنظيم أسابيع للموضة استعادة دورها في عالم الأزياء. أما تركيا، البلد الصناعي، فتحاول الذهاب أبعد من قالب الصين الإنتاجي، نحو مكان إبداعي وتصنيعي معاً. في حين برزت بصمة دبي في عالم الأزياء بعدما أصبحت محطة تجارية لأغلبية الماركات وشكلت أكبر ملتقى تجاري في العالم.

في تركيا، وللسنة الثانية على التوالي، افتتح أسبوع مرسيدس بينز للموضة الذي يعتبر حدثاً ضخماً يضم عروضاً مختلفة ومتنوعة لمصممين من تركيا والمنطقة، بالإضافة إلى معرض للألبسة الجاهزة. كما العادة، تم استقدام عدد كبير من الزبائن وأصحاب المحال من مختلف أنحاء العالم على نفقة المنظمين، وذلك من أجل تحريك السوق وتشجيع استقدام الطلبيات على قطع المصممين والماركات المشاركة.

قد لا تضاهي ضخامة مرسيدس بينز تركيا، تجربتي برلين أو نيويورك، إلا أن التجربة الثالثة في البلاد، ورغم بعض الثغرات، تعتبر حدثاً ناجحاً أسهم في حثّ المبادرات الأخرى على تقريب أوقات معارضها لمواكبة أسبوع الموضة التركي، وذلك من أجل السماح للمشاركين بالاستفادة من معرضين آخرين، كفاشونيست فير المخصص لألبسة السهرة الجاهزة، ومعرض الأقمشة PREMIERE VISION EXHIBITION. ما يمكن اعتباره مؤشراً واضحاً على نجاح أسبوع الموضة التركي.

بشكل رديف للحدث التركي، تم تنظيم أسبوع الموضة العربي Arab Fashion Week في دبي للموسم الثالث على التوالي، وضم عروضاً لمصممين عرباً وأجانب. وكان لافتاً خلال هذا الموسم التغطية الإعلامية الواسعة والتركيز على استقبال عدد كبير من الضيوف من روسيا والصين. ومازال معرض الألبسة الجاهزة ضعيفاً في هذا الحدث مع مشاركة محدودة للماركات، لكن المنظمين يعدون بتوسيع دائرة المشاركة في الموسم المقبل.

أعقب أسبوع الموضة العربي هذا العام، حدث آخر هو Fashion Forward Dubai الذي ينظم للموسم الثامن، ويعتبر أرضية جيدة لعروض أزياء المصممين المبتدئين، ومكاناً يسهم في تعرفهم إلى تجارب بعضهم ولقائهم بمصممين مخضرمين. ويتعدى هذا الحدث الأزياء، إذ يضم معرضين لتصميم الإكسسوار والمجوهرات.

في لبنان نظمت شركة LIPS للموسم الثاني أسبوع LMAB La Mode a Beyrouth بحضور وزارتي السياحة والثقافة. ويعتبر لبنان البلد الأول في المنطقة من ناحية عدد مصممي الأزياء وأحد البلدان الرائدة في هذا المجال. طبعاً، حالت الظروف السياسية والإقتصادية والأمنية، سابقاً، دون تنشيط هذا القطاع وتنظيم أسابيع موضة. لكن من المنتظر أن تسهم هذه المبادرة في كسر حاجز التردد الذي تأخذه "الموضة العالمية" حيال البلد المعروف بمصمميه.

تقول ممثلة شركة LIPS سمثتا فضل الله في حديث إلى "المدن" إن "هذا الحدث سيتكرر مرتين في العام. وقد أُعلن الموعد المقبل، في نيسان 2017". تضيف: "منحنا مصر ودبي وكالتين حصريتين لتنظيم الحدث. ما يعني أنه سيصبح لدينا فرعي LMAB Dubai وLMAB CAIRO".

وتخلل أسبوع الموضة البيروتي عروض أزياء راقية ومتنوعة، وانتهى بعروض أزياء مسابقة BYFDC التي شهدت تبارياً للخريجين الجدد، الذين جاؤوا من مختلف أكاديميات تصميم الأزياء المحلية. وكما أسبوع الموضة في دبي، بدا معرض الألبسة الجاهزة خجولاً هذا العام، رغم استضافته أكثر من عشرة عملاء عالميين.

يبدو أن دبي وبيروت ماضيتان تدريجاً في التحول إلى محطتين موازيتين لأسابيع الموضة في السنوات المقبلة، إذ أتقن القيمون تنظيم الحدثين وإشراك عدد واسع من العاملين في قطاعات الموضة.

مجموعة من التساؤلات تُطرح على هامش النشاطات هذه. أولها عن أسباب غياب مصممي الصف الأول من اللبنانيين في الحدثين، علماً أن مشاركتهم تسهم في رفع المستوى. فهل هو تمهل أم امتحان لقدرة أسابيع الموضة هذه على إثبات جدارتها باستضافتهم؟ وماذا عن صناعة الألبسة الجاهزة في دبي وبيروت مع تراجع الكوتور عالمياً؟ لكن الأهم هو التساؤل عن قدرة أسابيع الموضة هذه على تجاوز استعراضيتها الإعلامية والتحول إلى حركة تجارية حقيقية، تستطيع جذب أسياد هذا المجال في العالم؟ وهل هناك إمكانية لتنظيم أسابيع موضة متخصصة في الكوتور أو الألبسة الجاهزة الراقية فقط، على غرار ميلانو وروما؟ تساؤلات كثيرة لعل تجيب عنها المواسم المقبلة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها