في المقابل، لا يبدو موقف بلدية عدلون متأثراً بكل ما يقال عن المشروع، إذ إن رئيسها سميح وهبي يقول لـ"المدن" إن ما يشاع عن المرفأ "يحمل أهدافاً أخرى لا علاقة لها بالبيئة أو التاريخ"، رافضاً تفسير ما يعنيه بذلك، مؤكداً أن هذا المشروع، الذي يحمل إسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، "باجماع أعضاء المجلس البلدي"، يهدف إلى "تحقيق المنفعة العامة. فهل تتصور أننا نريد أن ننشئ سوليدير ثانية؟". وينفي وهبي، في السياق نفسه، ما يقال عن تجهيز المرفأ لإستقبال يخوت، "بل هو مرفأ للصيادين والنزهة، ورغم صغر الشاطئ فإنه سيبقى متاحاً للسباحة، وهذه كانت شروطنا منذ اطلاق فكرة المشروع"، مؤكداً أن الأشغال "ستجري في البحر، ولن يقترب أحد من الشاطئ".
وكانت "الجنوبيون الخضر" قد أرسلت، في وقت سابق، رسالة إلى وزارتي الثقافة والبيئة، واجتمعت مؤخراً بوزير الثقافة روني عريجي لتعرض عليه ما يواجهه هذا الشاطئ التاريخي، الذي "يشكل بتضاريسه جزءاً من موقع أوسع يضم آثار مدينة مآروبو الفينيقية ومرافئها الثلاثة التي كانت قائمة على خلجانها الطبيعية الصخرية". وهذا ما دفع الوزارة إلى ارسال كتاب منذ 4 أشهر إلى وزارة الأشغال تطلب فيه الاطلاع على تفاصيل المشروع وخرائطه، وتبعه مؤخراً كتاب آخر، من دون أن تحصل على أي رد، على ما يؤكد مصدر في المديرية العامة للآثار لـ"المدن". ثم أرسلت كتاباً آخر إلى محافظ الجنوب تطلب فيه منه وقف الأعمال في المرفأ، من دون أن تحصل على أي رد أيضاً، "ونحن لا يمكننا أن نتصرف لأننا لا نملك أجهزة مختصة لذلك"، وفق المصدر نفسه.
على أن مدير عام النقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامة عبد الحفيظ القيسي قال لـ"المدن" إنه رغم "وقوع هذا الموضوع ضمن مسؤولياتي، إلا أنني لم أتلقَ أي رسالة من وزارة الثقافة"، مشيراً إلى إحتمال وصولها إلى مكتب الوزير نفسه، من دون أن تحول إليه، فيما لم تتمكن "المدن" من الاتصال بوزير الأشغال غازي زعيتر.
هكذا، يبدو مرفأ عدلون بآثاره وبيئته متروكاً لمصيره الاستثماري، كاشفاً خلل "التواصل" بين الادارات الرسمية، بينما تداعت "الجمعيات الأهلية وهيئات المجتمع المدني في لبنان لدعم مطلب حماية الشاطئ وتطويره وتأهيله، ودعوة الحكومة اللبنانية والوزارت المختصة فيها، وزارة الثقافة ووزارة البيئة، لإتخاذ الإجراءات العاجلة والمسارعة إلى تصنيف شاطئ بلدة عدلون محمية طبيعة وأثرية ومنع أي أعمال أو أنشطة تتعارض مع ذلك"، على ما جاء في "العريضة الوطنية للحفاظ على شاطئ/ واجهة عدلون التاريخية".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها