الإثنين 2016/01/18

آخر تحديث: 17:31 (بيروت)

شاطئ عدلون وحيداً في مواجهة مصيره

الإثنين 2016/01/18
شاطئ عدلون وحيداً في مواجهة مصيره
تداعت الجمعيات الأهلية وهيئات المجتمع المدني في لبنان لدعم مطلب حماية الشاطئ وتطويره وتأهيله
increase حجم الخط decrease
منذ يوم الجمعة الماضي، بدأت الأشغال في مرفأ عدلون، جنوبي لبنان، وتحديداً العمل على شق طريق تمهيداً لدخول الآليات إلى موقع المرفأ. ولا تزال هذه الأعمال التي تجري في المرفأ التاريخي تثير شكوك الجمعيات البيئية، وعلى رأسها "جمعية الجنوبيون الخضر"، التي رأت في هذا المشروع محاولة لتدمير الشاطئ في آثاره الفينيقية وبيئته الايكولوجية، "حيث تنتشر أنواع النباتات الشاطئية النادرة والتي توفر ملجأ للعديد من أنواع الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات، كما تتردد إلى الشاطئ في مواسم التعشيش السلاحف البحرية المهددة بالإنقراض، فيما لا تزال مجموعات منها تعيش على مقربة منه ضمن منظومات إحيائية متكاملة تضم عدداً كبيراً من أنواع الأسماك والنباتات البحرية"، على ما ذكر بيان الجمعيات الأهلية وهيئات المجتمع المدني في لبنان، الرافضة للمشروع.


في المقابل، لا يبدو موقف بلدية عدلون متأثراً بكل ما يقال عن المشروع، إذ إن رئيسها سميح وهبي يقول لـ"المدن" إن ما يشاع عن المرفأ "يحمل أهدافاً أخرى لا علاقة لها بالبيئة أو التاريخ"، رافضاً تفسير ما يعنيه بذلك، مؤكداً أن هذا المشروع، الذي يحمل إسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، "باجماع أعضاء المجلس البلدي"، يهدف إلى "تحقيق المنفعة العامة. فهل تتصور أننا نريد أن ننشئ سوليدير ثانية؟". وينفي وهبي، في السياق نفسه، ما يقال عن تجهيز المرفأ لإستقبال يخوت، "بل هو مرفأ للصيادين والنزهة، ورغم صغر الشاطئ فإنه سيبقى متاحاً للسباحة، وهذه كانت شروطنا منذ اطلاق فكرة المشروع"، مؤكداً أن الأشغال "ستجري في البحر، ولن يقترب أحد من الشاطئ".

وكانت "الجنوبيون الخضر" قد أرسلت، في وقت سابق، رسالة إلى وزارتي الثقافة والبيئة، واجتمعت مؤخراً بوزير الثقافة روني عريجي لتعرض عليه ما يواجهه هذا الشاطئ التاريخي، الذي "يشكل بتضاريسه جزءاً من موقع أوسع يضم آثار مدينة مآروبو الفينيقية ومرافئها الثلاثة التي كانت قائمة على خلجانها الطبيعية الصخرية". وهذا ما دفع الوزارة إلى ارسال كتاب منذ 4 أشهر إلى وزارة الأشغال تطلب فيه الاطلاع على تفاصيل المشروع وخرائطه، وتبعه مؤخراً كتاب آخر، من دون أن تحصل على أي رد، على ما يؤكد مصدر في المديرية العامة للآثار لـ"المدن". ثم أرسلت كتاباً آخر إلى محافظ الجنوب تطلب فيه منه وقف الأعمال في المرفأ، من دون أن تحصل على أي رد أيضاً، "ونحن لا يمكننا أن نتصرف لأننا لا نملك أجهزة مختصة لذلك"، وفق المصدر نفسه.

على أن مدير عام النقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامة عبد الحفيظ القيسي قال لـ"المدن" إنه رغم "وقوع هذا الموضوع ضمن مسؤولياتي، إلا أنني لم أتلقَ أي رسالة من وزارة الثقافة"، مشيراً إلى إحتمال وصولها إلى مكتب الوزير نفسه، من دون أن تحول إليه، فيما لم تتمكن "المدن" من الاتصال بوزير الأشغال غازي زعيتر.

هكذا، يبدو مرفأ عدلون بآثاره وبيئته متروكاً لمصيره الاستثماري، كاشفاً خلل "التواصل" بين الادارات الرسمية، بينما تداعت "الجمعيات الأهلية وهيئات المجتمع المدني في لبنان لدعم مطلب حماية الشاطئ وتطويره وتأهيله، ودعوة الحكومة اللبنانية والوزارت المختصة فيها، وزارة الثقافة ووزارة البيئة، لإتخاذ الإجراءات العاجلة والمسارعة إلى تصنيف شاطئ بلدة عدلون محمية طبيعة وأثرية ومنع أي أعمال أو أنشطة تتعارض مع ذلك"، على ما جاء في "العريضة الوطنية للحفاظ على شاطئ/ واجهة عدلون التاريخية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها