الثلاثاء 2016/01/12

آخر تحديث: 13:35 (بيروت)

"الجنوبيون الخضر": مشروع مرفأ عدلون كارثة

الثلاثاء 2016/01/12
increase حجم الخط decrease
معركة جديدة يخوضها المجتمع المدني في لبنان للحفاظ على مكان أثري تاريخي يخيّم عليه شبح الاستثمارات في عدلون، جنوبي لبنان، اذ يشكّل مشروع مرفأ عدلون "كارثة ثقافية وانسانية كبرى" بحسب بيان جمعية "الجنوبيون الخضر"، التي أعلنت تبنّيها للقضية ورفضها للمشروع، بعد تواصلها مع وزارة البيئة ومديرية الآثار في وزارة الثقافة، للوقوف على حقيقة الأمر، حيث تبين أن الوزارتين لم تبلغا بالمشروع، ما ضاعف المخاوف اتجاه هذه السرية المعتمدة لتنفيذه. 


وكانت "الجنوبيون الخضر" قد توجهت في كانون الأول 2014 بكتاب إلى وزارة البيئة، وبكتاب آخر في آذار 2015 إلى وزارة الثقافة، لتحفيزهما على التدخل لإتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف المشروع وحظر البناء في الموقع المذكور لخصوصيته البيئية والأثرية، والمبادرة لإعلان شاطئ عدلون محمية طبيعية وأثرية، وإتخاذ كل ما يلزم للحفاظ عليه متنفساً للجوار. وهذا وحده "كفيل بالحفاظ على خصوصية البلدة وهويتها وتنميتها ومعها كامل الساحل"، على حدّ تعبير الجمعية.

وقال رئيس جمعية "الجنوبيون الخضر" الدكتور هشام يونس لـ"المدن": "نتابع الموضوع مع الوزارتين، وقد الحقنا كتابنا الأول بكتاب ثانٍ، كما اجتمعنا إلى وزير الثقافة ريمون عريجي ومدير عام الآثار سركيس خوري ومسؤولي الآثار في الجنوب وصيدا علي بدوي ومريم زيادة، في اجتماع موسع لمتابعة الموضوع الذي نجد أن حله يكون بالاستثمار في تنوع وغنى شاطئ عدلون البيولوجي والأثري، وليس في تدميره لصالح مشروع تجاري يخالف أبسط شروط حفظ تاريخ وذاكرة وبيئة عدلون ومحيطها".

لكن على الرغم من تواصل الوزارتين، بناءاً على كتابي الجمعية، مع وزارة الأشغال العامة، والطلب إليها توفير الخرائط وتقييم الأثر البيئي للمشروع وضرورة دراسة التقرير وإجراء مسح للموقع قبل إعطاء موافقة الوزارتين صاحبتي الإختصاص في هذا الشأن، إلاّ أنّ "شركة خوري للتعهدات"، متعهدة المشروع، قامت بنشر معداتها في محاذاة الشاطئ. والحال أن الجمعية تخشى أن تعمد الشركة، خلافاً للقانون، إلى تدمير الشاطئ بحجج واهية لفرض أمر واقع، والمضي بالمشروع على أنقاض هذا الموقع البيئي والأثري الذي يمتد على أكثر من 300 متر، ويضم كهوفاً من زمن ما قبل التاريخ. فوفقاً لأبحاث العالمين غودفري زومفن ودورثس غارود، اللذين أنجزا أهم الأبحاث المنشورة حول عدلون، تمّ اعتبار المنطقة موقعاً تاريخياً مترابطاً وهي تحتوي على العديد من الآثار الظاهرة بشكل واضح، والتي تتضمن بقايا آثار فينيقية والعديد من الأحواض الصخرية المفتوحة التي صادقت على تاريخيتها وزارة الثقافة.

على أن "الجنوبيون الخضر"، لا ترفض اقامة المشروع في المنطقة بالمطلق، لكن لديها الكثير من الملاحظات حول المشروع المقترح. "نحن نطالب بمشروع تنموي مستدام لعدلون، ضمن إطار أوسع يشمل الساحل الجنوبي، يحفظ ويستثمر موارد الساحل، من سهول وشواطئ وموائل بحرية ومواقع أثرية مهمة، كما أنه من المهم جداً وقف التلاعب بالتصنيف العقاري، الذي يقضي على السهل الساحلي بتحويل الأراضي الزراعية تجارية، ما يهدد بتدميره والتسبب بتداعيات كارثية اقتصادية واجتماعية وبيئية وتنموية"، وفق يونس. كما أن "مشروعاً بهذا الحجم الذي يتجاوز مقاييس مرفأي صيدا وصور (تسعة أحواض تضم 400 مرسى وسنسولي حماية 600 و240م) لم يتم الاعلان عنه أو تقديمه بشكل شفاف عبر دراسة إلى الرأي العام".

ويؤكد يونس أن "العديد من الجمعيات المدنية والبيئية، ومن مختلف المناطق اللبنانية، بدأت بدعمنا ومساعدتنا في مطالبنا، وهذا شيء نعول عليه كثيراً، خصوصاً أن مطالبنا لا خلفيات لها سوى الحفاظ على خصوصية ومقومات عدلون، كما سائر القرى وتنميتها بشكل مستدام".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها