الثلاثاء 2014/09/09

آخر تحديث: 17:07 (بيروت)

فلسطينيو سوريا: لا للحلول المؤقتة

الثلاثاء 2014/09/09
increase حجم الخط decrease

لم يذهب كريم (اسم مستعار) إلى المدرسة اليوم، رغم أن العام الدراسي انطلق أمس. بل عوضا عن ذلك توجه مع والدته إلى منطقة الجناح، حيث تقع "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين". وقف مع معتصمين آخرين مقابل المبنى، وحمل لافتة كتب عليها "إلى متى سنعاني؟". صبي آخر بقربه يحمل لافتة أخرى: "تجاهلكم لحقنا بالحياة، أجبرنا على طلب الرحيل بقوارب الموت". فتاة في العشرين من عمرها كتبت بالأحمر: "كلما كبرت عاماً، زاد همي عشر سنوات". هؤلاء وعشرات غيرهم من فلسطنيي سوريا إعتصموا اليوم أمام "المفوضيّة" للمطالبة بحقهم البديهي.. في الحياة.



"مش عايشين نحن"، تقول إمرأة في الخمسين من عمرها. وجلّ ما تريده هو الخروج من لبنان "بأي طريقة" على حدّ قولها. قُصف بيتها فخرجت من سوريا هي وزوجها وبناتها الخمس. يعاني الزوج من "الديسك"، وهي من الربو. أما البنت الصغيرة فتعاني من التلاسيميا. "الأنروا" هي من تعينهم بـ250 دولار لخمسة أشخاص، لكن بدل إيجار سكنهم وحده يبلغ 500 دولار. "ما فينا ناكل متل العالم، لا قادرين نشوف دكتور ولا حتى نجيب أدوية، يعني نموت أحسن إلنا"، تقول واحدة من بناتها.

كريم وأطفال آخرون لم يذهبوا إلى المدرسة اليوم أيضاً. والسبب هو واحد لدى جميع الأهالي، إذ أن متطلبات "الأنروا" كثيرة: "بدا رسوم، وكتب، وكلفة الأتوكار للطفل الواحد 50 ألف، وأيضا عليهم شراء بيجامة الرياضة بـ40 ألف، من وين منجيبن؟". 

زوجة أحد المعتصمين وابنه، البالغ من العمر سنتين، منعا من الدخول إلى لبنان. "مرتي سوريّة فيها تفوت، بس ابني فلسطيني ممنوع". معتصم آخر يروي قصّة مشابهة لأم لبنانية حاولت أن تأتي بإبنها، وعمره شهران، إلّا أن أحد عناصر الأمن ولدى معرفته بأنّ الطفل فلسطيني قال لها "انتي بتفوتي، ابنك بيرجع".

"يا أمم وينك وينك عم نموت قدام عينك". هذه من هتافات المعتصمين التي ناشدت "المفوضيّة"، وأدانت "الأنروا"، وإتهمتها بسرقة أموال اللاجئين. "خانتنا بكل عهودا/ الأنروا كذابة والله بتضحك علينا/ هذا الحوت اللعين ما عم يشبع يا لاجئين". لا يريد المعتصمون حلّا مؤقتاً، وهذا ما بدا واضحاً من غالبية اللافتات التي رفعت. "لا نريد حلولا إسعافية. نريد حلولاً جذرية وقانونية"، "حق العودة لا يموت".

 

من جهة أخرى، استهجنت "رابطة المهجرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان"، في بيان التباطؤ والتعامي عن قضيتهم وعن الإنتهاكات التي تطالهم من منعهم من التجوّل، وحرمانهم من الحق بالعمل. إضافة إلى تشتت شمل العائلات بعد قرار منع دخول الفلسطينيين السوريين، ورفض تجديد الإقامات مروراً بالملاحقة القانونية لمن انتهت إقامته، والتي تصل أحيانا إلى حد الترحيل.

وأوضح البيان أن 2402 فلسطينياً قتلوا في سوريا، فيما قضى 35 منهم غرقاً على متن قوارب الموت، و154 بسبب الجوع، و221 قضوا تحت التعذيب. هذا عدا عن الـ245 مفقودا. واستنكرت الرابطة عدم شملهم ببرنامج "المفوضيّة"، فـ"برامج الأمم المتحدة ليست حكراً على إنسان دون آخر". كما طلبت من "المفوضيّة" النظر في قضيتهم والعمل بشكل جدي ومسؤول لإنهائها. وأمهلتها عشرة أيام لوضع حد لمعاناتهم الكارثيّة.   

increase حجم الخط decrease